أقلام حرة

الرياضة حضارة ام وحشية

اثبت الواقع بالدليل الواضح والبرهان الساطح ان الرياضة وخاصة لعبة كرة القدم مصدر للوحشية للعنف للعدوان وتأجيج نيران الصراعات الدينية والطائفية والقومية والعشائرية والمناطقية وليس كما يحاول البعض منحها صورة غير صورتها الحقيقية حيث اثبت من يحاول ذلك انها محاولة هدفها استغلال الآخرين وخداعهم والاستيلاء والاستحواذ على اموالهم ولو تمعنا في حقيقة الرياضة بانواعها وخاصة كرة القدم فانها اشد خطرا من الطائفية والعنصرية بل كثير ما تكون مصدرا للطائفية والعنصرية وحتى الفساد والارهاب ليس في البلدان المتخلفة التي تغلب عليها النزعات الطائفية والعنصرية وحدها بل حتى في البلدان التي تعتبر نفسها تجاوزت الصراعات الطائفية والعنصرية

حتى العبارة المعروفة والمشهورة والتي تقول العقل السليم في الجسم السليم اثبتت عدم صحتها بل اثبت الواقع عكس هذه الحقيقة كما قال الدكتور صبري القباني في احد كتبه فكل مؤسسو الحضارة ومغيرو وجه التاريخ كانوا مرضى ومشوهين فلم نرى اي رياضي يملك عقل مبدع مكتشف مهما كان جسمه سليما وقويا في العلم في المعرفة في تطور الحياة وسعادة الانسان فكلما كان في الرياضة مبدعا كلما كان عقله اكثر تخلفا حتى يصل الى التلاشي ويصبح بدون عقل

قرأت حكاية منذ سنوات عديدة تقول كان احد الولاة يتفقد الناس في مدينته فوجد مجموعة من الناس متجمهرة حول شخص كان يرمي اسهم على موقع معين فرمى ثلاثين سهم كل سهم وقع في السهم الذي سبقه

فامر الوالي باعتقال هذا الرامي ومعاقبته

مما اثار عدم رضا الناس المتجمهرة حول هذا الرياضي وقالوا للوالي يا مولانا هذا رامي جيد وكان المفروض ان تقربه لا تعتقله وتكرمه لا تعاقبه

فرد القاضي الوالي بغضب انه عنصر فاسد يشغل نفسه ويشغل الأخرين بأمور لافائدة ولا منفعة منها بل مضيعة للوقت ومفسدة للعقل ومبذرة للمال المفروض ان نستخدم هذا العقل وهذا الوقت وهذا المال في امور تنفع الناس وتفيدهم تعلم جاهلهم وتشبع جائعهم وتكسوا عريانهم وترشدهم الى حب بعضهم بعضا لا تخلق العداوة بينهم

فاصبحت الفرق الرياضية وخاصة كرة القدم مجموعات ارهابية مسلحة يقول احد المسئولين عن رياضة كرة قدم عندما احضر اي لعبة لكرة القدم بين فريقين لا افكر في نتيجة اللعبة ولا يهمني امرها كل الذي افكر به كيف انجوا بنفسي كيف انقذها من النزاعات والصراعات التي ستحدث بين مؤيدي هذا الفريق وذاك

وعندما يلعب فريق الانبار مع فريق النجف يتحول الصراع والنزاع الى صراع طائفي وعندما يلعب فريق بغداد مع الاقليم يتحول الصراع الى عنصري وحتى عندما يلعب فريقين من ابناء الانبار ابناء النجف ابناء الاقليم يتحول الصراع والنزاع بين الجماهير الى صراع عشائري مناطقي سياسي وهذا يحدث في كل البلدان العربية والاوربية فالرياضة اصبحت افيون لا قدرة على مواجهتها خاصة بالنسبة للبطالة والمتخلفين كالدعارة والحشيشة فعندما يدخل في شباكها يصبح اسيرها لا يمكنه الافلات منها

وهكذا اصبحت الرياضة بأنواعها المختلفة وعلى رأسها رياضة كرة القدم من اكبر الاخطار التي تهدد حياة الانسان ومن اقوى واكبر الوسائل التي تضلل الانسان وتخدعه وبالتالي تسرق ماله وعقله ووقته لا تقل عن خطر شبكات الدعارة والحشيشة والسلاح والارهاب فكل هذه الشبكات تشرف عليها وتديرها مجموعة واحدة من هذه المجموعة العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها عوائل ال سعود ال نهيان ال ثاني ال خليفة طبعا بالتعاون مع مجموعات مالية صهيونية و اوربية لهذا تحول اهتمام هذه المجموعات الفاسدة الى الاهتمام بالرياضة اكثر فانها اكثر ربحا اضافة الا انها تستخدم كستار لتغطية شبكات الدعارة والحشيشة والسلاح والارهاب ومن ثم حمايتها والدفاع عنها

لو جمعنا الاموال التي تبدد على الرياضة والرياضيين في كل بلدان العالم والوقت الذي يبدد وما يحدث من صراعات واعمال فساد وعنف وسرقة اموال الاخرين واستخدمنا كل ذلك في خدمة الانسان ومن اجله اعتقد لتمكنت البشرية من ايجاد لكل جائع طعام ولكل مريض دواء ولكل طفل كتاب على هذه الارض

نحن لا نريد اي شي

نريد الناس ما تأكل تعب من ناس

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم