أقلام حرة

القضية الكوردية عقدة ام حق مغبون؟

emad aliاليوم، نرى حقا ان الانامل تكسر بعضها في جسد الكورد انفسهم بعد طول الثورات ضد المحتلين والتضحيات الجسام التي قدمت، وقد غدر بهم الكثيرون من الذين سرقوا حقوقهم ومن شارك في الغبن الذي الحق بهم سواء من قبل المتنفذين الكبار في ايام انبثاق دول المنطقة وتوزيع الكورد عليها او من اعتلى على السلطات التي تجسدت في هذه البلدان فيما بعد .

نسمع من الكثيرين المجحفين والجاحدين ايضا اوصافا غير لائقة باصل المسالة الكوردية والنابعة من عمق تفكيرهم ونظرتهم الى الانسان قبل اي فلسفة وفكر وعقيدة يعتنقون او اية سياسة متبعة من قبلهم في اي بلد كانوا في هذه المنطقة او العالم اجمع، وان استثنينا المصالح من الدوافع التي تقف وراء مواقفهم ونظرتهم الى القضية .

تعقدت القضية الكوردية، هذا صحيح، طالت الثورات وقدمت تضحيات غزيرة دون اية نتيجة، هذا ايضا صحيح، ولكن من المستعجب ان تستمر النظرة الجمعية لنسبة كبيرة من اكثرية شعوب المنطقة، قبل النخبة والسياسيين، على ان القضية الكوردية امر داخلي لتلك البلدان وهي عقدة وليست بحق مغبون كما هو اصل المسالة، وهذا لا يمكن اعتبارها نابع من المصالح المتبادلة بين الدول الكثيرة التي لها قواسم مشتركة مع البعض لما تؤدي الى المواقف المتشابهة الثابتة تقريبا منذ البدايات هذه القضية وفي هذا الشان الفريد في العالم الذي لا يمكن مقارنته بقضايا اخرى، لانه صادر من قبل الشعوب . الكورد شعب يُدارون من قبل سلطات مركزية غير واثقة بهم وهم كذلك على الشعور ذاته ولهم هدف وغاية لا تتحقق الا على الضد من مصالح هؤلاء الجاثمين على صدورهم من مراكز تلك البلدان، كما يعتقدون، ولا ينجح الكورد في تحقيق اهم اهدافهم الا برضى واتفاق وتعاونهم مع مراكز تلك البلدان، والمشكلة العويصة بان هذه البلدان لم تصل الى الديموقراطية والمحافظة على الحقوق والواجبات المتساوية بين ابناء الوطن الواحد بالتساوي المطلوب، ولم تصل الى العقلية الانسانية التي يمكن ان تفرض العدالة وتعطى الحقوق لاصحابها، لذا، ولحد اليوم، لم نعتقد بان هذه الحقوق لا يمكن ان تؤخذ الا بالدم بناءا على معطيات ما تحكم هذه البلدان من السلطات المركزية والعقليات المعلومة عنها بسمات غير عصرية باي شكل كان .

اذا، علاوة على غبن الحقوق الكوردية الكبيرة، من الغبن ذاته ايضا ان يسمي البعض بان القضية الكوردية هي عقدة فقط، وربما يحسبها البعض بانها نزعة قومية وفوران في ساعات غضب نتيجة الاحساس بالتظلم من قبل السلطات المركزية لهذه البلدان، دون اية التفاتة الى الحق والغبن وما يستحقه هذا الشعب والتاريخ والتضحيات التي قدمت، والتي لم تكن بدافع معين غير الاحساس بالغبن، وسرقة اولى الاولويات للشعب المغدور وهو حق تقرير المصير .

فانه من العدالة بحق ان نسمي كل امر بمسمياته الصحيحة، وان كان على حساب المصالح الذاتية الضيقة التي تكن لها كل سلطة اعتباراتها العديدة .

اما الغريب في الامر من الناحية العملية هو اشتراك اهل الحق بانفسهم في غبن ذواتهم سواء بالمشاركة فيما اقدم عليه السلطات المركزية، او فيما بينهم من الصراعات وعدم الاعتبار لاي خط احمر في قضيتهم واوصلوها الى الخيانة واللجوء الى الد الاعداء لكسر شوكة الخصم الداخلي، وما تعتبر كسر لانامل يد واحدة لنفسها في كوردستان .

اليوم وعلى الرغم من التغييرات الكبيرة التي حدثت في العالم من كافة النواحي بعد فرض مستوجبات العولمة ومعطياتها، والتطور الاتصالاتي والتواصل الاجتماعي السياسي الاقتصادي الذي لم يدع اي شيء مخفيا، فان الكورد بانفسهم لم يصلوا الى الحال تكون لهم القدرة الذاتية وا لامكانية لاستثمار المستجدات العالمية، وبداوا هم يطبقون من المفاهيم التي اعتادت عليها اعدائهم طوال هذه المدة . فالكورد بانفسهم اثبتوا للعالم بانهم ينفذون ما ليس لصالحهم وما قيل فيهم غدرا وانهم حولوا قضيتهم الى عقدة تافهة بعد ان اثبتوا للعالم عدم قدرتهم على استعادة حقوقهم في الفرصة السانحة لهم في القرن الواحد والعشرين، فلازالوا يتراوحون دون جدوى للوصول الى شاطيء الامان . اي بعدما استمرت الاعداء في طمر حقوقهم فانهم اليوم يبذرون ويستخفون بكل ما قدم من اجل تلك الحقوق ولمصالح ضيقة ليس بالمكان مقارنتها بالقضية الكبرى، وهو التحرر وبناء الكيان الذاتي دون اي اعتداء على حقوق الاخر، والسبب الرئيسي هو التخلف وعدم وجود قيادة حكيمة مقتدرة .    

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم