أقلام حرة

حركة التغيير تدفع ضريبة خطاها الاستراتيجي

emad aliقلناها من قبل ان الاخطاء التي ترتكب باسماء واعذار مختلفة ستدفع اصحابها ضريبتها عاجلا كان ام اجلا . لقد كتبت من قبل عن الاتفاقايات الكثيرة بين الجهات في كوردستان. واي سلوك او من الاحرى اي تعامل جيد ان لم يكن افضل للجميع ان يقدموا عليه، واية عملية تكون منتجة او عقيمة . وفي مقالات عديدة وبصريح العبارة بينت الاخطاء الاستراتيجية . ومن ضمن ما انتقدته وحسبته خطئا استراتيجيا تقع عواقبه المخيبة على صاحبه وسيدفع ثمنه هو اشتراك حركة التغيير في كوردستان في الحكومة الائتلافية الجديدة لاقليم كوردستان بعد الانتخابات الاخيرة .

حركة التغيير التي ابدعت في انبثاق المعارضة في اقليم كوردستان الذي كانت السلطة تتعرج فيه لعدم اكتمال شروطها في الاستناد على الديموقراطية والحرية ومصلحة الشعب قبل الاحزاب . والحق يُقال ان حركة التغيير هي التي دفعت اقليم كوردستان من الناحية السياسية الى مرحلة متقدمة اخرى من حيث التكامل المطلوب لتجسيد النظام السياسي العام .

بعد ان اعلنت الحركة عن نيتها الاشتراك في الحكومة الائتلافية المعقودة الامال عليها، واستبشرت خيرا بان تكون مشاركتها فعالة وذات قاعدة مبنية على المساهمة في كل ما يخص الحكومة وليس المشاركة الفوقية فقط، لتنتج اربع سنوات هادئة وامنة كما اعلن منظم عام الحركة نوشيروان مصطفى عن ذلك، وهو غير مبال بان الوضع يعود الى حالها القديمة في انهاء دور المعارضة بعيدا عن بديل اخر لها .

لقد عقدت حركة التغيير العزم في مهامها الجديدة معتقدة بانها قد تنجح كما نجحت في المعارضة، وكان ذلك خطئها الاعظم لاسباب :

1-      انها لم تقرا الاطراف المشاركة الرئيسية بشكل جيد، وبالاخص الحزب الذي يعتمد على العائلية وبصفات معلومة عنه بانه يفكر كونه حزب قائد وعائلة قائدة وليس لاحد ان ياخذ منهم ولو جزء من السلطة، ويعتبر التعامل او التفكير هذا من قبل حركة التغيير هو السذاجة السياسية بعينها .

2-      اخطات حركة التغيير حين اعتقدت بانها ستكون بديلا للاتحاد الوطني في السلطة لدى الديموقراطي الكوردستاني منذ البداية، وانه من المحتمل ان يحل الاتحاد الوطني محلها في المعارضة ولن يشارك في الحكومة، او على الاقل اعتقدت بانها تكون القوة الثانية وتستطيع ان تاخذ مكانتها في السلطة لتحقق بعضا من اهدافها العامة .

3-      اعتقدت بانها تستلم وزارات وتعمل على تحقيق مهامها وعملها واهدافها الخاصة، بينما وهي في بداية عملها اصطدمت من انها استلمت وظيفة الوزير او عدة موظفين فقط في كل وزارة دون امكانها في تغيير ما بنيت عليه تلك الوزارة، وفي حال اقليم كوردستان الذي وصل الى الافلاس المالي بعد الازمة المستعصية طول هذه المدة .

4-      انها كانت قلقة من جماهيريتها واعتقدت بان الموالين وحتى الكوادر سيبتعدون عنها بمجرد اطالة مدة المعارضة، وعليه يجب اشراكهم في تحقيق مصالحهم الشخصية ايضا، وخير مكان هو ملذات السلطة وما فيها .

و عليه وقعت حركة التغيير نفسها في مازق منذ البداية، لذلك تراجعت عن ما نوته تدريجيا ببطا بعدما احست بالخطا او اصطدمت بما لم تكن تتوقعه من حليفه الحزب الديموقراطي الكوردستاني، وسلوكه وتعامله مع السلطة واقليم كوردستان على انه ملكه الصرف وليس شريك كما اعتقدت الحركة . وهكذا راينا اخيرا بانها تصرفت وكانها معارضة وفي السلطة في الان ذاته، اي محاولة الابقاء على مكانتها في نقد للسلطة التي اشتركت فيها، من اجل ضمان منافع حزبية وشعبية لجماهيرها، وساهم في تاييد مطالبات الشعب والاحتاجاجت التي حدثت نتيجة فشل الحكومة في ادارة الاقليم في كافة النواحي، وارادت ان تبريء نفسها من الحال، على الرغم من انها ادعت تصحيح المسار ولم تنجح، واخيرا تلقت وواجهت الضربة اللاقانونية العشائرية الشخصية المصلحية الضيقة غير المتوقعة، واجبرت على اعادة النظر في خطواتها ووصلت الى مربع الصفر .

اليوم وكما وصلت اليه حركة التغيير الى ما هي عليه الان جراء تعامل الديموقراطي الكوردستاني معها، فيمكنها ان تعيد النظر فيما اقدمت عليه من قبل وان تعترف بخطاها وعدم قرائتها للحليف ومعرفتها بنواياه وعدم قراتها لتاريخ وسلوك وعقلية الشريك الذي ابرمت معه اتفاقية الشراكة في السلطة، ويمكنها اعادة تنظيم الذات وفق استراتيجية جديدة . وبه يمكن ان نقول ان الاعتراف بالخطا فضيلة وبعد ذلك يمكنها اعادة تنظيم صفوفها واصلاح الحال، لينتهي الوضع الاستثنائي لها وتخلص تعرج النظام من النقص الذي يعانيه من انعدام المعارضة المباشرة الرسمية . وعليها فيما بعد ان تعمل بكد من اجل الحصول على الكراسي البرلمانية التي تؤهلها على اشراك الاخرين معها في انبثاق الحكومة المقبلة، وليس ان تكون تابعا كما فعلت في هذه الحكومة، وفي حينه يمكن ان تنجح في تحقيق مهامها كسلطة اتت نابعة من معارضة حقيقية واقعية، وتكون نتائج نضالها المدني باهرة في النهاية، ويمكن ان نرى مرحلة جديدة مزيحة لكل التخبطات والشوائب التي حدثت جراء التعامل مع العقليات المحافظة الكلاسيكية والمصالح المغرية والاخطاء التي ارتكبت .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم