أقلام حرة

العراق في خطر من ينقذه كيف ننقذه؟

نعم العراق في خطر وخطر داهم وعلى المخلصين الصادقين الاسراع في ايجاد الطرق الكفيلة بانقاذه واتخاذ الاجراءات الشجاعة والمخلصة قبل فوات الاوان

اثبت ان كل الاجراءات التي اتخذت لانقاذ العراق كانت غير مجدية بل غير جادة وغير مخلصة

فلا تغيير المالكي وتعيين العبادي كان حلا موفقا بل زاد في عمق الكارثة واتساعها ودفع العراق الى حافة الهاوية لان نوايا الاطراف التي طالبت بأقالة المالكي وموافقتها على تعيين العبادي لم تنطلق من مصلحة الشعب بل انطلقت من مصالحها الخاصة وبالضد من مصلحة الشعب وبالتالي الضحية هو الشعب العراقي

فكان البرزاني يريد اقامة مشيخة خاصة به وكان النجيفي ومجموعته يريدون دولارات ال سعود مقابل نشر الظلام الوهابي

وكان الصدر يريد اطلاق سراح بعض مؤيديه وكان للحكيم غايات خاصة

وابعدوا المالكي ووضعوا العبادي محل المالكي واجلسوه على كرسي الحكومة وتركوه بمفرده وتوجه كل طرف في تنفيذ خطته الخاصة به وبرنامجه الخاص

انها مؤامرة لافشال التحالف الوطني وهزيمته حسب خطة المنافق معاوية بن ابي سفيان عندما امر برفع المصاحف على اسنة الرماح انها خديعة كبرى ضد المسلمين

ان اتفقوا يحدث صراع وانقسام بينهم وان رفضوا يحدث انقسام بينهم وهذا ما كانوا يبتغونه من وراء المطالبة برفض المالكي وقبول العبادي وفعلا حدث ما يرغبون به صحيح انه لم يحدث بشكل عملي الا انه حدث على مستوى الاعلام

وكأن هذه القوى لم تحقق كل اهدافها لهذا بدأت تطلب من العبادي اعلان البراءة من حزب الدعوة من دولة القانون وبدأت ترفع شعارات صدام حزب الدعوة اللااسلامي حزب الدعوة العميل وتتهم اعضائه بكل التهم التي كان يفعلها صدام واعوانه ومع ذلك تطلب من العبادي وحده ان يحل كل المشاكل والمصاعب والمتاعب وان ينقذ العراق من داعش الوهابية ومن الفساد الذي استشرى رغم انهم اعوان داعش واس الفساد في العراق

ونتيجة لما حل بالعراق من فساد وارهاب وسوء خدمات والتي كان ضحيتها المواطن العراقي البسيط الذي لا حول له ولاقوة كان وحده يدفع الثمن ثمن فساد المسئولين وفشلهم وانانيتهم المفرطة فحاول مدارات الامور بعض الوقت معتقدا ان الزمن سيغير الوضع الا ان الاوضاع تزداد سوءا وانحدارا نحو المجهول فخرج الانسان العراقي المسروق المحروم المظلوم الى الشوارع والساحات صارخا من شدة نيران فساد وظلم المسئولين

فسخر المسئولون من صراخه واسرع بعضهم الى انضمام اليه وصرخوا مثل صراخه وتوجهوا نحو الحكومة نحو شخص العبادي يريدون الحل القضاء على الفساد والفاسدين على الارهاب والارهابين في حين انهم مصدر الفساد والارهاب وسوء الخدمات وهكذا ضللوا وخدعوا هؤلاء المتظاهرين كما ضللوا وخدعوا العبادي والنتيجة تصب في مصلحة اعداء العراق ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية وابواقهم المأجورة

وهكذا يسير العراق الى الهاوية الى الفناء الى جهنم وهذا ما يريده وما يبتغيه اعداء العراق

من هذا يمكننا القول لا العبادي قادر على انقاذ العراق من الكارثة التي حلت به ولا المظاهرات والاحتجاجات بل استمرار العبادي في تخبطه العشوائي وقراراته الغير حكيمة وخوفه

كما ان استمرار المظاهرات والاحتجاجات الغير موحدة فكل مجموعة لها هدف وغاية

لهذا لا بد من الاعتراف بان تغيير شخص بدل شخص ولا المظاهرات بمثل هذه الظروف لا تجدي نفعا خاصة ان العراق يواجه هجمة وحشية ظلامية لا تتوقف الا بأبادة العراقيين وتدمير العراق

لان الفساد والارهاب والخراب وسوء الخدمات وسرقة اموال العراق لا يمكن ان يكون شخص واحد مسئول عنها فالجميع تتحمل المسئولية وبنفس النسبة المسئول اللص والذي شاهد هذا اللص وهو يسرق والذي سمع ولم يبلغ

لهذا يتطلب من كل القوى الحرة الشريفة المخلصة الصادقة التي هدفها خدمة الشعب لا خدمة نفسها مصلحة الشعب لا مصلحتها الخاصة ان تجتمع وتضع خطة واحدة وبرنامج واحد ويتحرك الجميع لتطبيق هذه الخطة وهذا البرنامج وفي هذه الحالة يحل التنافس في التطبيق العملي في خدمة الشعب في التضحية للشعب في نكران الذات

وفي نفس الوقت وضع عقوبات متشددة اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة لكل من لا يطبق الخطة البرنامج ولكل من لا يبذل كل طاقته وقدرته ولكل من يقصر او يهمل او يخطأ مهما كان ذلك الخطأ والتقصير والاهمال

هذا هو السبيل الوحيد لانقاذ العراق ولا سبيل غيره والقوى القادرة على السير بهذا الطريق هم المتظاهرون ومن معهم لانهم اصحاب المصلحة الحقيقية في انقاذ العراق

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم