أقلام حرة

اشك بقدرة هذه اللجنة

zayd alheliآمل ان لا يكون الخبر الذي قرأناه في الصحف، واستمعنا اليه من محطات التلفزة والإذاعة الاسبوع الماضي، شبيها بقارب من طين جرفته الامطار الأخيرة، وضيعته في مياهها !

الخبر الذي اتحدث عنه، جديد في فحواه، مفرح في نياته، واظن إنه سيكون اذا طبق، طفرة نوعية في معالجة جرح الأمية الادارية، واحد اهم ادوات ترميم الانهيار الذي اصاب جسد الدولة في سنيها العجاف، حيث ضاع فيها حابل التصريحات في نابل الجهالة، اوقعت المواطنين في شباك الحيرة .. حيث يقول الخبر ان الرأي يتجه حاليا لدى مجلس الوزراء الى تشكيل ”لجنة” لدراسة ملفات القيادات الادارية العليا في الدولة واخضاع اصحابها الى مقابلات شخصية، لمعرفة قدراتهم الادارية !!

الم اقل انه خبر مفرح، رغم مجيئه المتأخر .. لكن السؤال المهم هل يتحقق؟ وماهي مقومات اللجنة التي ستقوم بالتقييم؟ ومن شخوصها؟ وهل ستخضع الى نظام المحاصصة التي دمر الوطن، وانهى المقومات الادارية لدولة كانت في يوم ما (ستخرج) من قائمة دول العالم الثالث، لتدخل بوابة الحضارة الدولية؟

لقد عانت مرافق ومؤسسات الدولة امراض سوء الادارة، حتى اصبح العراق على رأس قائمة الدول الفاشلة في التنمية، فضاعت في اروقة بلاد الرافدين (الصاية والصرامية) وباتت الرشوة والمحسوبية وقانون (شيلني وأشيلك) اهم سمات الوظيفة العامة .. فتحول خريج معهد الفندقة الى خبير في الهندسة الوراثية، وبائع (العرق سوس) الى مهندس في المسح الجيولوجي وعرضحالجي الى صاحب جريدة.

الملاحظ ان عملية اتخاذ القرار الاداري عندنا تتأثر بالسلوك الشخصي لمتخذ القرار ذاته، والذي يتأثر بدوره إما بمؤثرات خارجية أو مؤثرات داخلية كالضغوط النفسية، واتجاهاته، وقيمه، وأفكاره، وخبراته، وهذا الأمر يترتب عليه حدوث عدة أنماط من السلوك هي: الإجهاد و الحذر والخوف والتسرع، وهذه الأنماط تنعكس آثارها على الأفراد خلال قيامهم بعملية صنع القرار، فمنهم من يتعامل مع القضية العامة بحذر وبطء فتتفاقم آثارها، ومنهم من يتعامل معها بسرعة فلا يتمكن من الإحاطة بجزئياتها، والبعض الآخر يتعامل معها بتردد .. غير ان الكثيرين من مسؤولي الادارات لا ينطبق عليهم اي وصف مما ذكرنا، لأنهم دخلوا عالم الوظيفة القيادية دون اي مؤهل عدا قربهم لهذه الشخصية او تلك او انتمائهم لجهات تمسك بتلابيب المحاصصة .. رأس افعى البلاء … فهل تتمكن لجنة فحص وتقييم الموظفين الكبار من مسك السيف لبتر ذلك الرأس اللعين؟

 

زيد الحلي

 

في المثقف اليوم