أقلام حرة

حيدر العبادي وعملية الاصلاح

لا شك ان السيد العبادي ليس الرجل المهيأ لقيادة عملية الاصلاح فهو نفسه لم يفكر ولم يحلم بهذه القيادة يا ترى من اوصله الى هذا المركز؟ عند التدقيق والتمعن بروية ووضوح يتضح ان هناك مجموعات معينة هي التي او صلته لا حبا به ولا حبا بالشعب وانما حبا بمصالحها الخاصة ورغباتها الذاتية هي التي دفعتها الى رفض المالكي وتعيين العبادي رئيسا للحكومة بدلا عنه

الغريب ان هذه المجموعات مختلفة ومتضادة كل مجموعة كانت لها خطتها الخاصة ومشروعها الخاص بها المخالف والمنافي لخطة ومشروع المجموعات الاخرى الا انها وجدت في هذه اللعبة الخبيثة اي في وصول العبادي   الى كرسي الحكومة الوسيلة لتحقيق تلك الخطة وتنفيذ ذلك المشروع وفي نفس الوقت اثارت الخلافات والنزاعات وربما في المستقبل الحروب بين عناصر حزب الدعوة   قائمة دولة القانون التحالف الوطني وهذا يعني كل الاطراف متفقة على ابعاد الشيعة لكن غباء الشيعة وحبهم للمال وفشلهم وفسادهم سهل لهؤلاء ما يبتغون وما يرغبون

موافقة العبادي السريعة على لعبة هؤلاء الاعداء كان اكبر خطأ يرتكبه بحق الشعب كان المفروض ان يضع خطة وبرنامج ويلزم الاطراف التي وصلته الى كرسي رئاسة الحكومة الا ان جهل العبادي بالسياسة والادارة جعله يعتقد   ان الكرسي هو الذي يقوم بالاصلاح ويغير البلاد من حال الى حال لا يدري ان الاصلاح يحتاج الى مجموعة كبيرة شريفة وصادقة ومخلصة في قولها وفعلها منطلقة من مصلحة الشعب رافضة لمصالحها الخاصة

فصرخت الجماهير المسروقة المحرومة المذبوحة مطالبة بمحاربة السرقة والفساد وكشف اللصوص والفاسدين واحالتهم الى القضاء واعادة الاموال التي سرقوها ونالت هذه الصرخة تأييد كل شرائح المجتمع العراقي وعلى رأسها المرجعية الدينية الرشيدة

حاول العبادي ان يجاري الشعب ويقوم بحزمة من الاجراءات   التي بالحقيقة كانت تقشفية وليست اصلاحية ومع ذلك نالت تأييد ومباركة الجماهير المتظاهرة المكتوية بنيران الفاسدين واللصوص على امل انها خطوة اولى للسير في طريق الاصلاح

كما ان المرجعية الدينية العليا الرشيدة هي الاخرى باركت هذه الخطوة ودعت العبادي الى السير بقوة في طريق الاصلاح وضرب كل من يعيق السير في طريق الاصلاح من اللصوص والفاسدين بيد من حديد مهما كان وفي اي مكان

وهذا التأييد والمباركة من قبل الجماهير المسروقة المحرومة المذبوحة ومباركة المرجعية الدينية العليا أعطت للعبادي الشجاعة والقوة على اتخاذ بعض الاجراءات بحق الفاسدين واللصوص

فشعرت القوى التي اوصلت العبادي الى كرسي رئاسة الحكومة بانها في خطر وما كانت تنوي تحقيقه تلاشى فبدأ الشد والجذب واصبح العبادي لا يدري ماذا يفعل بل بدا يتخبط تخبط عشوائي

لا ادري كيف يقوم بالاصلاح وكل المجموعات الفاسدة الرافضة للاصلاح حوله البرزاني ومجموعته النجيفي ومجموعته علاوي ومجموعته الصدر ومجموعته الحكيم ومجموعته المالكي ومجموعته فهؤلاء جميعا لا يريدون الاصلاح بل يرون في الاصلاح وسيلة لاقصائهم ومحاسبتهم والحكم عليهم بالاعدام فجميعهم سارقون فاسدون وبعضهم ارهابيون يخدمون الدواعش الوهابية

لهذا كل الحزم الاصلاحية   رغم عدم تاثيرها على المسروق ولا على السارق الا ان المسروق وجدها بارقة امل ووجدها السارق خط احمر بوجهه

حاول الفاسد السارق ان يدخل مع المتظاهر المسروق المحروم الجائع ليخترقه ويحرف صرخته ومن ثم قيادتها لصالحه وفعلا بدأت صرخة هذا الفاسد السارق تطغى مثل الغاء الدستور الغاء المؤسسات الدستورية الاساءة الى المرجعية الدينية الرشيدة وبالذات المرجعية الربانية للامام السيستاني والاساءة الى ايران الاسلام وغيرها مما اصاب هذه المظاهرات الفتور وبدأت تفقد اصالتها وبريقها

وهذا ما دفع المجموعات التي اوصلت العبادي الى كرسي الحكومة الى اثبات فشل العبادي وفشل اصلاحاته وبدأت تثبت انه غير قادر على القيام بأي اصلاح مهما كان بسيطا وبدأت تدعوا الى اقالته وهذا يعني انها حققت اهدافها ومراميها

فهذه مجموعة النجيفي تعلن بصراحة انها ستسحب التفويض الممنوح للعبادي لانه فشل في تحقيق الاصلاحات المطلوبة اما البرزاني ومجموعته فهو يهدد بالانفصال وتأسيس مشيخة عائلية وهذه المشيخة لا تتحقق الا على ذبح العراقيين وتدمير العراق

كما ان الخلافات ضربت اطنابها بين اعضاء حزب الدعوة الى درجة عجزوا عن عقد اجتماع وحتى عندما توصلوا الى عقد مثل هذا الاجتماع لم يحضر المالكي والعبادي وصل متأخر

اما الصدر ومجموعته رغم انها مسؤولة مسئولية كاملة عن الفساد وحتى الارهاب بدلا من تضع الخطط السليمة والجلوس مع العبادي ودعوة كل المسئولين الى اجتماع ووضع خطة للقضاء على الفساد والفاسدين والعمل بجد واخلاص لتطبيق هذه الخطة

الا انه تجاهل ذلك وطلب من انصاره التظاهر مع المتظاهرين وكانت النتيجة الاساءة الى المتظاهرين وحماية للفاسدين

فاذا سارت الامور على هذا المنوال يعني العراق الى التدمير والخراب والعراقيين الى الموت او الهجرة من العراق

لهذا على العبادي اذا اراد فعلا ان يقوم باصلاح البلاد ان يقوم بالاجراءات التالية

اولا عليه ان يعترف انه بوحده لا يستطيع ان يقوم باي اصلاح بل كل ما يقوم به هو فساد وخراب

ثانيا ان يدعوا كل العراقيين المخلصين الشرفاء من كل الاطياف والاديان والاقوام والمحافظات في العراق الى تأسيس تيار عراقي يضم كل هؤلاء المخلصين الشرفاء

ثالثا وضع خطة موحدة واختيار المسئولين وفق هذه الخطة بان المسئول مهمته خدمة الشعب لا خدمة نفسه والتوجه لخدمة العراق والعراقيين اي يطلق مصالحه الخاصة ورغباته الخاصة

رابعا معاقبة كل من لا يطبق هذه الخطة معاقبة شديدة اخفها مصادرة امواله المنقوله وغير المنقوله واعدامه

والا فالعبادي والعراق والعراقيين الى الزوال والتلاشي

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم