أقلام حرة

من يسد الفراغ الذي تركه رحيل الجلبي

لا شك ان رحيل احمد الجلبي المفاجئ والغير متوقع في مرحلة من اشد المراحل خطورة حيث يخوض الشعب العراقي معركة فاصلة اما ان يكون او لا يكون اما النصر ويعني بناء العراق الحر المستقل عراق الديمقراطية والنور والتعددية الفكرية والدينية والسياسية عراق القانون

واما الهزيمة ويعني نهاية العراق يعني سيطرة قوى الظلام والعبودية والوحشية يعني سيطرة الوحوش الوهابية والصدامية

فكان المرحوم احمد الجلبي هو الذي يدير ويشرف ويدعم صرخة العراقيين وطموحات العراقيين ومعارك العراقيين مع اعدائهم في كل الاوقات وفي كل مكان

حمل هموم العراقيين ومتاعبهم منذ ايام صباه وتخلى عن الدنيا بكل زخارفها ومباهجها وجعل من تلك الثروة الهائلة التي ورثها ومن السمعة والمكانة الراقية له ولعائلته في خدمة الشعب ومن اجل الشعب وتقدم الصفوف متحديا الطاغية واجهزته القمعية والتجسسية وكل الحاقدين على العراق والعراقيين حاملا روحه على كفه غير مباليا بما يحدث له لا يهمه كما يقول الامام علي اذا وقع على الموت ام الموت وقع عليه

فكان في الوقت الذي يكشف ظلم ووحشية وعنصرية وطائفية وفساد وجرائم الطاغية صدام وزمرته للعالم ويحث شعوب العالم الحرة الى الوقوف الى جانب الشعب العراقي الذي يتعرض للابادة على يد صدام وزمرته كان حريصا على وحدة العراق والعراقيين في الداخل او في الخارج حريصا على وحدة المعارضة العراقية والعمل معا في طريق واحد واتجاه واحد لانقاذ العراق من بين انياب الوحش صدام وزمرته

وهكذا صمم وعزم على تحرير العراق من العبودية والرق التي فرضها الطاغية معاوية بقوة السيف على المسلمين وخاصة العراقيين والتي حاول الطاغية صدام السير بموجبها بتمويل ودعم من قبل ال سعود فرفع شعار لا شيعة بعد اليوم بشكل علني وواضح وسافر حتى انه فاق وقاحة ووحشية جده معاوية

واستمر الجلبي في النضال والتحدي بقوة لا تعرف اللين وعزيمة لا تعرف التردد واصرار لا يعرف التراجع رغم الظروف القاسية والقمع والاضطهاد والكذب والافتراءات التي تقوم به اجهزة صدام القمعية والتجسسية ومن ورائها العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود

فكل ذلك لم يثن من عزيمته او يدخل اليأس في نفسه بل كان متفائل كل التفاؤل بالنصر بتحرير العراق من براثن العبودية والوحشية وخلق عراق ديمقراطي حر

وفعلا تحقق النصر وتحرر العراق وقبر الطاغية وقبرت بيعة الرق والعبودية وتحررت عقول العراقيين من الاحتلال ولاول مرة شعر العراقي انه انسان يملك عقل يفكر به يملك كلمة يقولها بعد ان كان محروم من التفكير والتكلم

وجلس المرحوم احمد الجلبي وهو مسرور بهذا النصر وهذه الحرية وقال لا يعني ان ظلم وظلام ووحشية وعصر صدام انتهى حتى لو قبر صدام فكثير من الطغاة والظلمة قبروا الا ان ظلمهم وظلامهم استمر فانه سيخلق صدام آخر

فدخلنا الآن معركة اشد من معركتنا مع صدام فمعركتنا مع صدام كان باستطاعة كل شخص ان يساهم بها سواء الدافع مصلحته الشخصية عداء شخصي لصدام لكن معركتنا ما بعد صدام لا يقبل بها الا الشخص الذي تخلى عن مصلحته الشخصية ومنافعه الذتية ورغباته وشهواته الخاصة والعائلية والتوجه فقط لخدمة الشعب والعمل من اجل مصلحة الشعب وتحقيق طموحات ورغبات الشعب

فكان دائما يصرخ ويقول لا اريد منصب ولا مال اريد بناء العراق سعادة العراقيين هذا هو هدفي وهذه امنيتي ومن يريد فعلا ان يبني العراق ويسعد العراقيين عليه ان يتخلى عن البحث عن المنصب والمال عليه التخلي عن مصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية والتوجه نحو مصلحة الشعب ومنفعة الشعب

طبعا هذا التغيير الجديد في العراق لم يعجب اعداء العراق وعلى رأسهم ال سعود وادركوا ان وجودهم في خطر وخطر داهم لا يذر ولا يبقي لهم من اثر

لهذا جمعوا جمعهم ودعوا كلابهم من كل مكان وابتاعوا كل كلب مسعور في كل مكان من العالم ودربوهم وسلحوهم وارسلوهم الى العراق لذبح العراقيين واسر العراقيات وتدمير العراق ومنع العراقيين من السير في طريق الديمقراطية

فاسرع الجلبي الى تأسيس البيت الشيعي وجمع القوى السياسية الشيعية لم ينطلق من منطلق طائفي بل كان على يقين ان المرحلة تطلب وحدة الشيعة يعني وحدة العراق ووحدة العراقيين والعكس تماما تجزأة الشيعة تجزأة للعراق والعراقيين

وفعلا نجح الجلبي وحقق الهدف المطلوب في مواجهة الهجمة الظلامية الوحشية الوهابية والصدامية المدعومة من قبل ال سعود وال ثاني

الحقيقة ان المعركة قاسية وصعبة جدا وتزداد ضراوة والمعركة بين كر وفر وفجأة يرحل الفارس يرحل احمد الجلبي

ورحيله يترك فراغا كبيرا من يملأ هذا الفراغ الويل لنا اذا لم يملأ الفراغ

من يملأ الفراغ هو الذي يتخلى عن المال والمنصب هو الذي يتخلى من مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية ويتوجه لمصلحة الشعب ومنفعته

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم