أقلام حرة

متى نكف عن النظر الى الناس

mohamad thamerفي فرنسا وبعد اعلان علمنة الدولة في مطلع القرن المنصرم شرعت الدولة قوانين تضمن المدنية وكان منها تشريع يعاقب على التفرس في الناس ثم مضى الامر حتى عد التفرس ضربا من ضروب التحرش الجنسي المجرم في كل اوربا لقد استغلت العقلية التشريعية الفرنسية ما كنزته من فطرة التشريع واستثمرت مصطلح التحرش الجنسي الغير معرف ووظفته توظيفا تشريعيا فجرمت مجرد التفرس في الاخرين.

وفي بريطانيا صدرت في مطلع الالفية قوانين تعاقب كل من ينتقد شخص (كاتب او فنان او سياسي او ...) لا يعرفه او كل من ينتقد كتاب لم يقرأه..

في بلاد العرب او في الشخصية العربية اينما حلت وان حلت في غير اهلها هناك هوس بالاخر هوس بالتفرس بالاخرين حتى ان بعضنا يعرف عن غيره اكثر ما يعرف هو عن نفسه او يعرف عن عائلته اكثر مما يعرف رب العائلة وان ضحية هذا التفرس النساء وان كان المجتمع يميل الى تفرس الحمار ان مر عليه ان هذا الا نمط من سوء الخلق وضربا من البطالة التي لاتجد ما تقضي به الوقت غير التفرس في الاخرين اولا ثم انتقادهم ثانيا حتى انك اذا جلست في جلسة سمر لا تسمع الا الانتقاد للاخرين واحيانا يتناول الانتقاد عائلة كاملة وبالتدريح من الاب الى الام الى البنات الى الاولاد واحيانا يستفيض الحديث فيشمل الحواشي...لا نترك حديث الا وخضنا فيه ولا نترك باب مفتوح الا ونظرنا منه ولانترك سيرة او اسم يحضر الا وكنا اول اللاعنين.

كم انتقدنا كتاب لم نقرأه وكتًاب لم نقرأ لهم لا لشيء الا لمجرد الانتقاد او الانتقاص من الاخرين لمجرد ان نرضي في انفسنا عقدة التفوق والتميز ولم نبالي ان الحديث ستتداوله الالسن وتلوكه الافواه حتى يغدو حديث الصباح والمساء كم نفس ستجرح وكم قلب سيتالم وكم سمعة سينال منها الحديث.

اذا كان لايا من قدرة المتابعة والرصد فاليرصد نفسه

في المثقف اليوم