أقلام حرة

المظاهرات الى اين؟

نعم المظاهرات والاحتجاجات حق وواجب ولا يجوز التخلي عن هذا الحق تحت اي ظرف وعدم تنفيذ وانجاز هذا الواجب ومن يفعل ذلك فان فعله هذا خيانة لوطنه وشعبه وخيانة لانسانيته

فكل عراقي يرى مفسدة وسلبية في اي دائرة في اي وزارة في اي محافظة في اي مجال عليه ان يتظاهر ويحتج ويدعوا الى القضاء عليها ومحاسبة من يقوم بها حتى لو لم يتمكن من اثباتها الا انه وجد قرينة تدل على ذلك او حتى لديه بعض الشكوك وعلى الجهات المسئولة ان تتخذ الاجراءات بهذا الشأن لمعرفة الحقيقة

فالمظاهرات تقوم بها الجماهير الشعبية يقوم بها المواطنون الذين اكتوا بنيران الفساد والفاسدين والمسئولين اللصوص تقوم بها نقابات العمال والفلاحين والمحامين والاطباء والمعلمين والمدرسين والصحفين والمثقفين والكتاب تقوم بها منظمات المجتمع المدني

والويل للمظاهرات ومن يقوم بها اذا تدخل السياسيين والمسئولين فهؤلاء اذا تدخلوا اخترقوها وتصدروا الموجة وحرفوا المظاهرات عن طريقها وعن هدفها وركبوا المظاهرات والمتظاهرين وهذا ما حدث في مظاهرات الانبار وكيف تحولت الى مركز استقطاب لتجمع المجموعات الارهابية الوهابية ومعسكرا لتدريب هؤلاء الارهابين ونقطة انطلاق لاحتلال الموصل وصلاح الدين وكركوك والانبار وكان في نيتها احتلال كل العراق وتدميره وتفجير وازالة كل رموزه الحضارية والدينية وذبح شبابه وسبي نسائه

وعندما عجزوا عن تحقيق ذلك فانهم وجدوا في هذه المظاهرات الاحتجاجية التي قام بها المحرومين والمسروقين والمظلومين في محافظات الوسط والجنوب الوسيلة لتدمير مدن الوسط والجنوب وتشريد اهلها وذبحهم

للاسف ان المظاهرات التي جرت في الوسط والجنوب أخترقت من قبل القوى المعادية للشعب العراقي والمسئولين الفاسدين وتحولت الى مجموعات كل مجموعة انا الاول انا القائد انا الذي يفجر هذه المنظمات

مثلا ان فضائية الخشلوك وعلى لسان انور الزرقاوي انها جندت اكثر من 500 شخص لا ادري كيف قال ذلك الا ان الحقيقة تقول ان العدد اكثر من ذلك بكثير وان اغلبية هؤلاء من عناصر مخابرات صدام وكلاب الدين الوهابي وامرت من كل واحد من هؤلاء ان يخدع اكبر عدد من المواطنين ويضللهم وذلك من خلال شراء الذمم وهذا ما فعلته جوقة المدى الوهابية وظهر هناك نعاون وتحالف مابين فضائية الخشلوك الصدامية وجوقة المدى الوهابية لاثارة الفتنة بين ابناء الوسط والجنوب بعضهم مع بعض وذلك بالاعتماد على كلاب الصرخي الامي والعناصر البعثية وعناصر اجهزة القمع والتجسس الصدامية التي كانت مختفية وهكذا بدأت حملة واسعة تسقيطية ضد الشيعة واساءة بالغة للمرجعية الدينية الرشيدة المتمثلة بالامام السيستاني مثل باسم الدين سرقونا باسم الحسين سرقونا باسم المظلومية سرقونا كما يحاولوا ان يثبتوا ويؤكدوا ان زمن صدام هو افضل من زمن حكم الشيعة

لان حكم الشيعة اتى بالطائفية بداعش الوهابية وكان سببا في هذا الفساد والعنف والارهاب وسوء الخدمات فالقاعدة الوهابية اسسها ودعمها الشيعة وداعش الوهابية اسسها الشيعة

لهذا لا يمكن انقاذ العراق ونشر الدين الوهابي الا بأبعاد الشيعة وعدم السماح لهم بالمشاركة في الحكم لانهم ليسوا عراقيون وعملاء وخونة لكن نقبلهم كخدم وعبيد لنا اي مواطنين من الدرجة العاشرة فالشيعي علمه ابن ابي طالب الجرأة على السلطان

لا شك ان المظاهرات الى هذه الحالة الخطرة والدليل اسمعوا وشاهدوا جوقة المدى الوهابية وفضائية الخشلوك الصدامية انها تجعل الحبة جبل عندما يحدث خطأ بسيط من قبل الاجهزة الامنية ضد بعض المندسين بين المتظاهرين التابعين لمخابرات صدام تملأ الدنيا صريخا وعويلا وتقلب الدنيا رأسا على عقب في حين لم نسمع لها اي صوت عندما قام المجرم البرزاني بقتل وجرح اكثر من 200 متظاهر سلميا يطالب بحقه كانسان كما قام باغلاق القنوات الفضائية والصحف والغا البرلمان وطرد رئيسه وبعض الاعضاء الذين رفضوا سياسته ومنع رئيس البرلمان من دخول البرلمان وطرد كل وزير رفض الخضوع له في حكومة الاقليم

اليس هذا دليل واضح وبرهان ساطع على ان جوقة المدى الوهابية وفضائية الخشلوك وكل المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية المدعومة من قبل ال سعود والثاني يستهدفون تحقيق لعبتهم التي لعبوها في ساحات العار والانتقام التي حدثت في صحراء الانبار والموصل وادت بالتالي الى احتلال الموصل وكركوك وصلاح الدين ووالرمادي وذبحوا شبابها واغتصبوا نسائها ونهبوا اموالها

فهل يحققوا في الوسط والجنوب ما حققوه في المناطق الغربية من العراق

فهذا التأييد والمساندة والمساعدة من قبل ال سعود وابواقهم فضائية الخشلوك وجوقة المدى الوهابية والمجموعات الارهابية والصدامية واسيادهم ال سعود دليل على انهم يحاولون ركوب المظاهرة والمتظاهرين وحرفها عن الطريق الصحيح

لا اعتقد انهم سيتمكنون من ذلك مهما كانت اساليبهم واغراءاتهم واضاليلهم وكذبهم فالجماهير في الوسط الجنوب واعية ومدركة لتحركات هؤلاء واساليبهم لهذا ازدادت تمسكا والتزاما بالدستور والمؤسسات الدستورية والعملية السياسية السلمية وازداد تمسكهم والتزامهم بتعليمات المرجعية الدينية مرجعية الامام السيستاني الربانية

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم