أقلام حرة

العبادي في النجف.. صورة مختلفة!!

عندما تستيقظ صباحاً، على اصوات صفير سيارات الاجهزة الامنية. وصيحات رجال الحرس الخاص، الذين يرتدون الخمار الاسود على طريقة "ليلى العامرية". ويحملون شتى انواع الاسلحة التي اراها دائما، بأفلام "هوليود".

وتتفاجأ، حين يصرخ احدهم بوجهك، وانت تفتح باب المنزل الخارجية، لتخرج سيارتك من "الكراج". فتضطر الى الهروب للداخل، لكنك تتظاهر امام زوجتك بشيء من الشجاعة. وتبدأ" بالهمهمة" بينك وبين نفسك، عن لا يسمعك احدهم. كل هذا يا سادة ليس فيلما جديدا لــ" براد بيت". وانما زيارة العبادي والجبوري الى النجف!!.

لن اخوض الحديث هنا، عن سبب عدم استقبال المرجعية الدينية العليا، رئيسا السلطتين التشريعية والتنفيذية، فربما رجاحة السيد السيستاني، وتطلعاته المستقبلية لقراره، لا يستطيع محلل سياسيا ان يتنبأ لماذا!!

الزيارة كانت سريعة، ولم احظى بشرف المقابلة الصحفية، السريعة، للسيد العبادي. لأتلوا عليه بعض الاسئلة. لكني اسأل من منبري هذا فأستمع. سيدي رئيس الوزراء. هل رأيت من خلال زجاج السيارة المظللة، كمية المياه المتراكمة من الامطار التي مرت عليها ثلاث ايام؟ كم مرة ارتج " كرشك" الموقر، وانت تدخل بـ"طسة" مؤرخة منذ تنصيب النجف عاصمة الثقافة الاسلامية؟

لعلك رأيت الناس، تتسارع هربا من امام موكبك، والهيسترية التي يقودون بها سياراتهم للابتعاد عنك؟ وربما تبادر الى ذهنك انهم ذاهبون الى العمل. لا يا سيدي فنحن لا نحترم الوقت، ولا نستثمره. وانما كانوا هاربين من صيحات حماياتك وصافرات الانذار من الموكب!!

كم استغرق موكب فخامتكم من الوقت، لتدخل المدينة القديمة؟ فمن المؤكد انك لا تشعر بالوقت مطلقاً. فالشوارع العامة مغلقة منذ الصباح!! أَما سألت اين الناس؟ لِمَ اسير وحدي؟ وقد لا يتبادر الى ذهنك هذا السؤال، فجموع الموالين الذين استقبلوك واحاطوك بالود. هم اتباع المحافظ الجديد وتشكيلاته وظننت انهم رعاياك.

كان من المؤمل، ان تتابع العملية الادارية والاستثمارية والسياسية والامنية في المحافظة. وتعمد على اصلاحات جديدة. غير تلك الالعاب الترفيهية التي عهدنا منك. فبدلا من ان تمر بفلان وفلان وكأنها زيارة لأصدقاء قدامى، فرق السفر بينكم! كان بإمكانك ان تسر بين الرعية، كما فعلها من لا تطيق اسمه قبل اكثر من الف واربع مائة سنة!!

 

أكرم السياب

في المثقف اليوم