أقلام حرة

هل يخرج الكورد من متغيرات المرحلة بلا حمص؟

emad aliتشهد المنطقة تفاعلات عديدة على امل تحسين الوضع المتازم والخروج من عنق الزجاجة بشيء، بعد تضارب المصالح لمحاور لها مصالح وتاثير مباشر في تسيير مجريات الامور، وما يمكن ان ينتج منه. لكل طرف اهدافه ونواياه واستراتيجيته البعيدة المدى، ويتعامل وفقها مع اية خطوة يرى انها تمسه من قريب او بعيد. امريكا تتعامل بشكل يمكن ان يُفهم منها بانها لا تريد ان تخسر ما تهدف بعدما كبدته في السنوات الاخيرة من الخسائر، جراء اخطائها من جهة او تقدم المواجهين لها ونجاحهم في صدها في تحقيق اهداف رسمتها من قبل من جهة اخرى. روسيا دخلت الخط بشكل مباشر اخيرا، بعدما كانت جزءا من المحور المجابه لامريكا مع ايران وبعض دول المنطقة والتنظيمات المؤثرة التابعة لهم لوقت طويل ولاسباب مصيرية تهم استراتيجيتها كدولة كبيرة. فاستدركت امريكا متاخرا بانها فرغت المنطقة من الاشواك لمجيء الاخرين كما فعلته من قبل في العراق وسلمته لايران، عن عدم علم او دقة، او نتيجة رسم وتخطيط التوازنات التي تريد ان تبقيها بمستويات معينة بين ايران وما يهمها مع دول البترودولار الخليجية. وصلنا الى ما نحن فيه من التعقيد والتخبط من جانب والخلط في المعادلات وما سكبت من الافرازات عما يجري من التفاعلات بشكل غير متوقع من قبل من جانب اخر، او هو مخطط وبدقة من قبل مراكز الفكر والتخطيط للقوى الكبرى وبالاخص امريكا، كما يعتقد الكثيرون من الملمين بشؤن المنطقة السياسية.

لنعود الى موضوعنا وهو الجهات الموجودة من المتدخلين والاصلاء ودور كل منهم وما يخرجون به بعد الاحتدام والسكون مابعد المعركة السياسية العسكرية الجارية باندفاع غير مسبوق خلال السنين القليلة الماضية.

هناك مكونات وتشيكلات وتركيبات اجتماعية مختلفة وشعوب متفاوتة، وكل بحسب ثقله ودوره وموقعه وسماته وتاريخه واهدافه ونواياه فيما يجري وما يستنتج من مسيرة التفاعلات الحارة جدا الجارية منذ مدة .

و من ضمن ما نريد ان نسلط الضوء عليه ومن اهم المكونات التي يهمه ما تصل اليه المنطقة لا بل يمكن اعتبار المرحلة محطة ومفصل لتوجهاته وفرصة تاريخية لم يحصل عليها خلال القرن لتحقيق اهدافه وهم الكورد وقضيتهم الفريدة في العالم .

ان اردنا الحساب رياضيا كما تتطلبه الحالة، فيجب ان نعلم نوايا كل طرف في المعادلة، وان كنا نريد التدقيق اكثر لابد ان نخوض في المصالح المشتركة بين الكبار والصغار، من حيث الثقل السياسي وما تفرضه اهدافهم على التعاون، وضرب العلاقات الاخرى ربما تكون الاهم، من اجل تحقيق المراد في المنطقة الاهم في العالم لدى الجميع . ان فصلنا او وسعنا في التقييم؛ الكورد لا يهمهم سوى تحقيق وتقرير مصيرهم من التحرر والاستقلال وان تلقفوه من فم الاسد، ومهما كان مصدره او من يهمه ويساعده بشكل معين في ذلك . وهذا يحتاج الى ذكاء وفطنة الكورد انفسهم في تحديد من يهمه تحقيق تلك الاهداف ومن مصلحته، على الضد من الاخر حتما، وفق ما تبينه لنا المعادلات الموجودة والتفاعلات التي تجري بينها من اجل اهداف عديدة ومن ضمنها كما يعتقد المتابعون، هو اعادة رسم خارطة المنطقة وتحقيق ما يمكن تثبيته على الارض بما يقع لمصلحة جهة مدافعة عن ما يحدث، واما يكون لغير صالح الاخر المضاد او المصارع او لا يؤثر عليه على المدى البعيد . قضية الكورد ليست بواحدة كما هي حالهم موزعة ومتشضية ايضا، او بمعنى اخر؛ المعادلات الموجودة وما يجري ربما يقع لصالح جزء او اكثر وليس الجميع، او على الضد من الاخر كما هو حال الصراع الاكبر بين المحاور وهم موزعون عليها، او تقع دون تحقيق جزء منهم او اكثر لاهدافه، او هناك احتمال ربما تقع المعادلات في النتيجة النهاية لغير صالح طرف كوردي او جزء من كوردستان على حساب الجزء او الطرف الاخر، اي تستفيد منها الاجزاء جميعا، وهذا بعيد المنال جدا . لو نوضح اكثر، لوحقق الكورد في سوريا اهدافهم بسهولة ووقت مبكر، وبقت حال الكورد في العراق بما هو عليه حتى الان لمدة اكبر، فلابد ان تكون هناك تعامل مغاير من قبل من تمسه القضية معهما، اي لو قرر الكورد مصيره في جزء على حساب الاخر بشكل عام سوف يتعقد الامر اكثر على الكورد ذاتهم ،لو انقسموا على المحاور المختلفة، اما ان حصل العكس كما يعتقد المحللون السياسيون، فان حقق الكورد في كوردستان العراق وقرر مصيره وبرز ما يمكن ان لا يفيد الاجزاء الاخرى، فان الانقسام سيتعمق ولا يمكن ان تستفيد جميع الاجزاء بالقدر ذاته او يكونوا على محور واحد بعد بروز روسيا كمحور رئيسي وربما بداية لمعسكرين ( مختلفان عن المعسكر الشيوعي والراسمالي اثناء الحرب الباردة ) جديدن وتابعين لكل معسكر وما يمكن ان يتوزع عليهما الكورد في الاجزاء المختلفة لكوردستان، او كما يخاف المخلصون من الكورد والمحبين لهم، ان يبقى مصيرهم وموقعهم وقضيتهم ومكانتهم كما هي دون تغيير مشهود نتيجة تضارب المصالح واستغلالهم في تحقيق معادلات عامة اخرى في المنطقة، كما حدث من قبل ولكن بطريقة وبشكل اخر بحيث تُلبس القضية ثوب العصرنة وما الى ذلك من الحجج العديدة .

نتكلم عن تلك الاحتمالات المخيبة للامال لاننا نرى ان ثقل الكورد ليس بما يمكن ان يكونوا طرفا للتاثير او لتغيير المعادلات لصالحهم لو وقع غير المناسب لهم، لاسباب داخلية اي ذاتية نابعة من المشاكل العويصة، ولما هم عليه من عقليات لازالت متزمتة وملتزمة بالمصالح الضيقة . انه واضح امام العيان، تجري التحضيرات لليوم الاغر او لشعيرة ومولد والمهرجان الكبير والكورد نائم على اذنيه، ولا يستيقض في الوقت المناسب، ويمكن ان يخرج منه بلا حمص خائبا، وتنتظر اجياله قرنا او اكثر اخر لتاتي فرصة ذهبية اخرى كما هي الان . ام الظروف الموضوعية هي التي تفرض نفسها وتزيح السلبيات الناتجة من الظروف الذاتية، وتقع النتيجة لصالح الكورد في جميع الاجزاء للخروج من المازق تدريجيا، وستكون الخارطة الجديدة ثابتة نهائية محققة التغييرات التي تعيد الامور الى نصابها، كما رسمت خطئا وسارت باتجاه غير المحق منذ قرن تقريبا، فلننتظر ما يحصل في النهاية .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم