أقلام حرة

لا ينجح الاصلاح الا بجبهة واسعة تضم كل العراقيين

نعم لا أصلاح ولا بناء في العراق الا بتشكيل جبهة وطنية واسعة تضم كل العراقيين الاحرار الشرفاء من كل الطوائف ومن كل المحافظات

كان المفروض بالسيد حيدر العبادي ان يرفض منصب رئيس الحكومة مالم يجتمع هؤلاء الذين رشحوه لهذا المنصب وقرروا تشكيل جبهة واسعة وموحدة وفق برنامج واحد وخطة واحدة ويعلنوا جميعا الالتزام والتمسك بهذا البرنامج وهذه الخطة والعمل على العمل بموجبها ومهما كانت الظروف والتحديات كما يتطلب من الجميع تجاهل المصالح والمنافع الشخصية والحزبية والفئوية والتوجه بصدق واخلاص ونكران ذات لمصلحة الشعب وفائدته ومنفعته

الا ان المؤسف والمؤلم لم نر هناك اي توجه من قبل هؤلاء السياسيين نحو تشكيل جبهة وطنية واسعة بل نرى العكس تماما

فالذين اختاروا السيد حيدر العبادي رئيسا للحكومة أجلسوه على كرسي الحكومة وطلبوا منه الاصلاح ثم تخلوا عنه

رغم انهم يعلمون علم اليقين ان السيد العبادي لا يستطيع بمفرده ان يقوم بأي نوع من الاصلاح وهذه حقيقة يعرفها ويعلمها كل الذين ساهموا في جلوس السيد العبادي على كرسي رئيس الحكومة

وهذا دليل واضح على ان نية هؤلاء غير مخلصة وغير جادة وانها لا تريد الاصلاح لا تريد القضاء على الفساد بل انها تريد خلاف ذلك

فكل مجموعة لها خطتها الخاصة وبرنامجها الخاص المضاد مع مصلحة الشعب العراقي فوجدوا في نشر الارهاب والفساد الوسيلة لتحقيق اهدافهم الخاصة ومنافعهم الذاتية

لهذا على السيد العبادي ان يكون جرئ وشجاع لا يخاف من احد ولا يجامل احد لا يخشى في الحق لومة لائم ويقول الاصلاح والقضاء على الفساد لايمكنني ان اقوم به الا اذا تحركنا كلنا معا وفق خطة متفق عليها مسبقا ومن يريد الاصلاح والقضاء على الفساد ان ينضم الى هذه الجبهة بصدق واخلاص ناكرا لذاته هدفه مصلحة الشعب ومنفعته واي كلام خارج الجبهة الشاملة الواسعة يعتبر دعما للفساد ورفضا للاصلاح

وهذه الجبهة يجب ان تبدأ بالتحالف الوطني اولا اي على التحالف الوطني بكل اطرافه ان تتوحد وفق خطة واحدة واتجاه واحد ثم التوجه الى بقية القوى السياسية المختلفة

فوحدة التحالف الوطني بكل مكوناته وحدة العراق والعراقيين ومن يسعى الى تجزئة وتقسيم التحالف الوطني يعني تجزئة وتقسيم العراق والعراقيين

كما ان فساد التحالف الوطني افساد للعراق والعراقيين واصلاح التحالف الوطني اصلاح لكل العراق وكل العراقيين

للاسف بعض قادة التحالف الوطني يحاول ان يقسم ويجزأ ويفسد التحالف الوطني لمصالح خاصة ومنافع ذاتية مصدقا خدع واضاليل وأكاذيب اعداء العراق لا يدري ان هؤلاء يستهدفون الاساءة اليه والنيل منه الا ان المصالح الخاصة اعمت بصره وبصيرته

نعم نريد جبهة وطنية واسعة تضم كل العراقيين بكل الوانهم ومحافظاتهم بشرط ان هذه الجبهة الواسعة العراقية تضم كل مكونات التحالف الوطني والويل للعراق اذا انقسم وتجزأ التحالف الوطني وانضم كل مكون الى جهة اخرى طرف اخر

لهذا على التحالف الوطني ان يثبت بالدليل العملي ان هدفه خدمة العراق والعراقيين جميعا فانه يقدم المسيحي على المسلم ويقدم الكردي الركماني على العربي ويقدم السني على الشيعي وان كل عنصر من عناصر التحالف الوطني قد اعلن عن تخليه الكامل عن مصالحه الخاصة ورغباته الذاتية وانه طلق الدنيا وتوجه لمصلحة العراقيين ورغبات العراقيين توجه لتحقيق احلام وآمال العراقيين

وان كل عنصر من عناصر التحالف الوطني قرر ان لا يبني بيتا ولا يشتري بيتا ولا يجمع مالا حتى يجد كل عراقي بيتا وكل طفل عراقي مدرسة وكل عراقي عمل وحياة حرة كريمة

خاصة وان عناصر التحالف كلها تدعي انها متمسكة وملتزمة بنهج الامام علي وهذا يتطلب منهم السير وفق قيم ونهج الامام علي

والامام علي يقول

اذا زادت ثروة المسئول الحاكم خلال تحمله المسئولية فهو لص ليت عناصر التحالف الدولي ينتبهون الى هذه الحقيقة التي قالها الامام علي قبل 1400 عام ويمكنهم الاجابة الواضحة هل انهم لصوص أم شرفاء

كما ان الامام علي حدد صفة المسئول الذي يسير وفق نهج الامام

على المسئول الحاكم ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يسكنه يلبسه ابسط الناس

لو نهج عناصر التحالف الوطني هذا النهج وتوجهوا هذا التوجه لتحققت كل الآمال والاحلام وأتممنا الاصلاح وبنينا العراق الجديد عراق الحرية والحب والسلام وساد القانون والنظام

واقمنا حكومة القانون التي تضمن لكل العراقيين المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لكل العراقيين حرية الرأي والعقيدة

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم