أقلام حرة

البيشمركَة يضحي بينما تتباهى قيادات القصور والفنادق بالانتصارات

emad aliكما قلنا من قبل، ان امريكا لا تهمها الا ان تتعامل مع كوردستان وفق ما تفرضه المعادلات الاقليمة التي تخطط بها وتتعامل مع ما يجري داخل وخارج اقليم كوردستان بما يضمن سلامة خطواتها السياسية العسكرية، ولا يمكن ان ننكر الحقيقة البائنة من الحسابات والمعادلات التي هي اكبر من نظرة واسترايجية امريكا الى الكورد كطرف او عدد ممكن الالتزام لمتطلباته والوفاء بالوعود التي تقطعها ، ولا يمكن ان تصمد امام المتغيرات التي تفرضها ما تتغير على الارض من جراء المستجدات العسكرية كانت ام السياسية وما يهم العلاقات الدبلوماسية ،والحسابات الخرى الناتحة من اهمية الاخرين اكثر من كوردستان. نرى ما لم يقبل الشك انها لا يهمها من هو الحزب الحاكم او من هي القيادة التي تسيطر على السلطة في اقليم كوردستان، او ما تتسم به هذه السلطة، غيران ما يهمها هي نسبة ولائها الى امريكا وتنفذ اهدافها وتسير بما تؤتمر بها، واليوم رغم تشدق امريكا بما تقوم به امريكا واصدقائها وما تهمها من حقوق الانسان والديموقراطية والحرية، بينما نجد انها لم تلتفت الى من هو رئيس الاقليم وما موقعه وما الاسس القانونية التي يستند عليها، وهي تتعامل معه على انه قائد عسكري يضحي بالبيادق من اجل تحقيق اهداف امريكا قبل اي احد اخر، وفي النهاية؛ وكتحصيل حاصل يمكن ان تفيد الخطوات ما يهم اقليم كوردستان من الناحية العسكرية ليس الا .

المحير في الامر ان السلطة الكوردستانية وبعدما اصرت على ان تغطي الازمة بازمة اخرى، نراها الان تريد ان تتباهى بما يحققه البيشمركَة ويضحي بدمه، وهي تستغله من اجل التخلخل في التوازن الداخلي والعراقي ايضا، بحيث يعمل على ان تكون تدفعه الى البقاء على راس السلطة ويخضع لها الاخرون . بدلا من تقديم المبادرات الصحيحة لحلحلة الامر وفك عقدة الازمات، فان القيادة الكوردية تريد ان تُنسي الشعب اللاقانونية التي تعيش فيها . علما منها او ضحكا على الذقون، او تريد ان تخدع وتضلل الناس كي تنسيهم المساويء التي تصيب التجربة من خلال الخطوات السيئة التي يتبناها الحاكم المطلق والحزب المتنفذ . اننا ننتظر ما يحدث بعد تحرير سنجار وكيف يستثمر السيد مسعود البرزاني ما يقدمه البيشمركَة لامور حزبية وشخصية وما يريد ان يغطي ما سار عليه من خطوات المضادة لما يهم الشعب، ومن اجل التحزب وفرض ارادة الذات على الشعب بشكل عام رغم عما يمكن ان يضر الاقليم في النهاية .

اننا ورغم معرفتنا بالسيد البرزاني وتوجهاته مسبقا، وما لا يمكن ان نتوقع ان يقدم على شيء على عكس ما سار عليه من قبل من استغلال حتى دماء الاخرين لاستثمارات حزبية وعائلية خاصة به وبقبيلته، فهل من الممكن ان ننتظر مبادرات على غرار ما يقوم به القادة المخلصون في بلدان اخرى من التضحية بالمصالح الضيقة الحزبية والشخصية من اجل مستقبل الاقليم ؟ هل ننتظر ان تكون الانتصارات العسكرية في سنجار دافعا لتلافي ما يمكن ان نتوجه اليه من الشروخات الكبيرة والانشقاقات في اقليم كوردستان، ام ستزيد الشقة اكثر بعدما تلمسنا ملامح بروز خلافات اخرى من استغلال حزب البرزاني للتحركات العسكرية ومنع الاعلام الاخرين من تغطية معارك التحرير وحتى من الحزب القريب منه اليوم وهو الاتحاد الوطني الكوردستاني، وهذه بداية لخلاف حزبي حول مستقبل سنجار ومن يكون المتنفذ هناك . المحير ايضا، ان اكثر المتباهين بالانتصارات هم قادة القصور الفاخرة والفنادق الفارهة ورجال الاحزاب المتنفذة، والمضحي هو البيشمركَة ابن الكادح الفقير المعدم الذي لم يستلم منذ خمسة اشهر مستحقاته ورواتبه . اليس هذا اجحاف وتشارك فيه امريكا قبل الاخرين في ظلم شعب كوردستان بعد معاملتها مع البرزاني، وكانه رئيس اقليم قانوني وفي الحقيقة لا يهمها الا ما تقع عليه المنطقة ومصير داعش، كما يتوضح يوما بعد اخر للجميع . وارجوا ان لا نجد يوما ان امريكا تعيد النظر ايضا من تعاملاتها مع الاقليم وتضحي بها . وما الذي يمكن ان تفرضه تركيا ان دخلت الخط بشكل وفرت وعوضت عن وجود الكورد . اننا نحتاج الى عمل واخلاص وتثبيت الثقة بالنفس والحكم الرشيد وتلبية احتياجات الناس الضرورية وضمان مستقبل الاجيال قبل اي تباهي بامر عسكري ما، لن نحصل منه الا عودة الاهل والسكان الى مدينتهم الخربة في واقع اقتصادي مرير كجزء من مشكلة اكبر واعظم وهي مصير الشعب الكوردستاني المعلق بين ايدي العقلية الداخلية اللامبالية والظروف الموضوعية المحيطة به .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم