أقلام حرة

عدم الاحتساب لسمعة اقليم كوردستان

emad aliتحدث لي صديق مخلص لشعب كوردستان واقليمها وهو من بلد اخر، عن امور ومنها ما يسمعه عن الخلافات بين المكونات والاحزاب، ومتعجب عما قيل له بان رئيس الاقليم جزء من المشكلة بل على راسها . عرف ذلك اثناء الحوار مع اصدقائه المتنوعين من المشارب عدة واكثرهم من المهتمين بامور الشرق الاوسط ومنها الكورد وقضيته وتفاصيلها .

رغم حرصي على بيان الامور باعتدال كبير، الا انني لا يمكن ان اخفي ما يدور عن احد، وانا مؤمن بالشفافية في بحث اي امر عام وهو من اجل المصلحة العامة . تساءل واجبته بكل صدق . قال فلنتكلم من الاخير من هو راس المشلكة او منبعها . قلت؛ بصراحة ومن الاخير ايضا؛ انه رئيس الاقليم وحزبه . قال كيف وهو ابن لعائلة ضحت بكل ما تملك من اجل القضية الكوردية . قلت هل تعرف عن تاريخ حياته والثورة التي اشتركت العائلة بها . قال؛ قليلا . فقلت اذا عليك ان تعرف التفاصيل وثنايا الامور، افضل من ان اتحدث انا عنها ، وان ما تعرفه انت عن الثورات في بلدك لا يمكن ان اعلمه انا بالقدر نفسها او التفصيل ذاته، وان اردت البحث فانا على استعداد ان ازودك بما تريد من المصادر .

ثم قال الان هناك مشلكة رئاسة الاقليم وداعش والوضع الاقتصادي المتازم والعلاقة الفاترة بين الاحزاب وخلافاتهم المعلومة، ونعلم؛ مع بروز خلافات اكثر كلما زاد الوضع تعقيدا وبعيدا عن الحل . قلت؛ نعم ولكن ما الحل برايك كمتابع وانت اكثر الناس ما يمكن الاعتماد عليه كشخص محايد لانك ليست لك اية مصلحة حزبية وشخصية في بيان رايك . قال اسالك وتجاوبني بصراحة. قلت؛ نعم . قال؛ اتؤمنون انتم الكورد جميعا قبل اي اتجاه او حزب بصدقية قضيتكم ومغدوريتكم كما اعلم عنها انا من بعيد واؤمن بانكم لكم الحق في تحقيق مصيركم بيدكم وابعاد الاعداء عن طريقكم . قلت انا والشعب الكوردستاني جميعا مقتنعون بالمطلق باننا مغدورين تارخيا، ولكن من غدرنا فيه من الراي؛ اهو نفسنا كشعب وقيادة ام الاعداء . قال فهمت قصدي وجوهر سؤالي اذا . قال هل لديكم من يقيَم الواقع الحالي بسلبياته وايجابياته ويحدد الاولوية والضرورات الملحة قبل وجود الكيان، وله القدرة على تسيير الامور نحو الشاطيء الافضل ؟ قلت لا اعتقد . فقال اذا هنا المشكلة فليس الشعب ولا اعدائكم ولا مستوى ثقافة ووعي الشعب ولا اقتصادكم ولا ضعفكم العسكري والسياسي هو السبب . قلت اذا ما الحل . قال؛ لديكم انتم النخبة . قلت كيف وليس لدينا السلطة للتحكم على الامور وانت اعلم بان الامور كافة بيد القادة السياسيين، ومن يسيطر على زمام الامور، هم ومن له صلة بهم من القوى الداخلية والخارجية التي تفصل كل امر ومنه القضية الكبرى وهو بناء الكيان . قال؛ اخي الكريم انا من احد الدول انت تعرف عنها بانها ذات ثقافة وحضارة معلومة وفيها من المشاكل لا تحصى ولا تعد، ولنا كيان منذ الاف السنين ونعلم اننا وكاننا على شفى حفرة في اية لحظة. فاذا كيف بكم انتم وليس لكم ما تحدد اطار حركتكم السياسية وتواصلكم ويمنع التاثيرات الخارجية عليكم . قلت اذا تكلم انت عن حالنا وما قبل الكيان . قال دعوا الواقع يكشف كل شيء وضعوه بيد الزمن . قلت؛ والاجيال التي تعاني من ضيم الحكم والاجحاف وسلبيات العائلة المتسلطة على زمام الامور، وهم في عصر ليس لنا الا ان نعطيهم الحق ان يعيشوا عصرهم كما هو، ويجب التواصل وما فرضه علينا التقدم التكنولوجي وليس الجيل الجديد كما كنا دون هذه المشكلة المؤثرة على نفسياتهم ومسيرتهم . قال؛ يا اخي ان الاجيال السابقة منكم ضحوا بدمائهم فليضحي الجيل الجديد بمعنوياته ووضعه النفسي . قلت هل انت مؤمن بما تقول . توقف لبرهة ثم اردف قائلا؛ يجب ان نفكر كما نعيش في هذا العصر. ولابد من حلول اخرى غير ما ندع الامر بيد القدر والزمن . وقلت كيف؟ قال؛ اهم شيء عدم التوقف عن المحاولة وتاييد ماهو الافضل بين السيئين من الجهات التي تسيطر عليكم ومن ثم استغلال الفرصة السانحة من اجل التوجيهات الصحيحة واتخاذ كل ما يمكن تصحيح مسار الحكم لكم، ولكن بحذر . اي الاثنين انتظار ما ياتي وهذا هو القدر والوعي والتنبه والتحضير والاعداد لكل جديد من اجل اتخاذ ما يلزم بازاحة الهم الكبير لديكم من داخلكم . قال لنتكلم عن السياسة والاحزاب بالتفصيل وباختصار اي عن التفصيلات الحزبية المتصارعة وسماتهم وبصراحة. قلت نحن له. قال؛ من الاحزاب الموجودة ايهم الافضل بين السيئين ؟ قلت لكل منهم سيئاته وايجابياته وبنسب مختلفة لكل منهم. قال من هو الاكثر السلبية بصراحة . قلت الحزب القائد ورئيس الاقليم المنتهي ولايته منه . فقال اترك هذا الحزب ومن التالي؟ قلت لا يمكن تحديد الثاني الا من خلال المشاركة التي تم بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديموقراطي للسلطة خلال هذه المدة اي العقدين من الزمن وهو يتحمل المسؤلية الكبرى مع الحزب السلطة الاول . اذا هناك الثالث . قلت الاحزاب الاسلامية لها الجزء من المسؤلية لانها شاركت العقدين بسلبيات جراء الحروب التي اشعلوها مع السلطة وما تنافسوا حزبيا من خلال الصراعات وكل حسب مكانته وحجمه . قال؛ اذا حركة التغيير هو البديل ؟ قلت هي ايضا لها حصة كبيرة مما يحصل، لانها هي التي انبثقت من رحم الاتحاد الوطني وتتحمل المسؤلية التاريخية معه واكثرية قياداتها منهم . قال اذا ما الحل ؟ قلت انا السائل ولست على دراية بالمنفذ . قال انا اعتقد ان المرحلة المتنقلة التي تمرون بها والفوضى التي انتم فيها ليس امامكم الا ان تعبروها بمخاض جديد من قبل الجيل الجديد وتبتعدون انتم عنه، كي يبدا بحركة تاريخية ويمكن من خلال نخبتهم انبثاق تركيب او حركة او حزب يختلف عنكم بشكل مطلق ولا يمثلكم انتم جيل الثورة ، كي تبدا مرحلة مابعد الثورة عند سيطرتهم، قلت هذا صعب جدا وبالخصوص انت لا تعلم الجيش الجرار من المنتفعين من الاحزاب المسيطرة والحزب القائد وتوابعه . قال ان تجرفتم جيل البعث والجحوش وبداتم بمرحلة مابعد الانتفاضة يمكن للنخبة الواعية المثقفة العقلانية من الجيل الجديد والملمين بالشؤن العامة ان يحلون محل هذه القيادات المنتهية الصلاحية بشكل سلس . قلت لا اعتقد في هذه المرحلة. قال انا لا يمكن ان احدد الوقت ولكن ان سارت الامور على هذا التعقيد لا يمكن الا ان ننتظر حركة شعبية فعالة وبخلفية مغايرة لما كنتم عليه ويبرز بين ثناياها من يمكنه بعقلانية ازاحة الحاضر وما فيه . ننتظر. قلت هذه امنية لا يمكن تحقيقها وانا على قيد الحياة. قال: لا لا يمكن ان تحكم على الزمن بهذه السهولة . فان الحركات التي حدثت في لحظة ولمحة بصر لم يكن احد ينتظرها او يتوقعها ان تحدث، وهذا يتوقف على الوعي العام والثقافة المجتمعية وان لجيلكم الجديد دور بارز في تحديد الوقت ورغم سلبيات التطورات التكنلوجية وتاثيراتها السلبية على ما يخص الشؤون العامة، ولذلك اقول انتم يجب ان تنتظرو نخبة من الجيل الجديد بحيث يجمعها الهم الواحد، ويجب ان تمتاز بحركة صحيحة وتوجه مناسب لتحريركم بعملية متكاملة مناسبة بحركات الجيل الجديد . قلت لننتظر وانا غير متفائل من هذا كعادتي ايضا .

قال اخيرا: لماذا يمكن ان لا يهتم قوادكم بسمعة الاقليم التي انتشر ايجابا بعد سقوط رئيس العراق السابق وانتم تسمونه الدكتاتور . قلت نعم انه الدكتاتور بعينه وهذا من صنع يده ونحن نعاني منه . قال هذا موضوع اخر. قلت اعلم ايضا ان الدكتاتورية لا تعرف القومية او الطبقة. فان المصالح الشخصية والطمع والجشع والمستوى المتدني من الثقافة والنرجسية وعدم امتلاك فطنة وحنكة وحكمة القيادة لدى اي قائد،يحوله الى دكتاتور مهما كان نظيف التاريخ او ثوريا ومتواضعا في حياته . قلت، ان السمعة الطيبة التي تلمستها انت منذ السقوط، لم يبنها هؤلاء القادة باي شكل كان . انهم احزاب الحرب الداخلية والصراع الدموي وحتى من خلال الثورة . هؤلاء ضربوا سمعة الكورد الارض وهو بحاجة ماسة اليها . اذا لا يمكن ان يلتفت من لا يفكر بالقضية بعقلية مخلصة عامة ومن رؤى الشعب الى السمعة وتاثيراتها على القضية بذاتها . اذا، تلطيخ السمعة اخر ما يفكر به من يتصرف ويتوجه بخطوات دكتاتورية في سلطته .  

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم