أقلام حرة

نحن مع التضامن مع فرنسا ولكن!

emad aliالعمليات الارهابية التي حدثت في باريس احزنتنا جميعا، وليس هناك اي شك بانها ضد الانسانية جمعاء قبل ان تكون ضد الشعب الفرنسي لوحده. انه داعش وما وراءه ومخططيه، ولا احد ينكر بان ما يقوم به ليس طارئا او حدثا يمكن ان تسمح له ظروف ما ليقدم على عملية ما سمحت له امكانياته، بل انه مبرمج وفق خطط مع سبق الاصرار بشكل دقيق . ورد فعل لخطوات ربما بتاثير واثارة من التنظيمات الاخطبوبية المختلفة التي تعمل لدول وقوى عالمية مختلفة، التي يمكن قد اندست الي تنظيم داعش من قبل الدول التي تلعب دورا في هذا المضمار، وبالاخص لازال من يلعب لعبته مع داعش ويتعاون سرا معه او يغض الطرف عن ما يقوم به او يساعده بشكل غير مباشر وفق ما يهمه . ما تسير عليه تركيا او ايران او حتى امريكا من تعامله معه ليس بخاف عن احد، وما يقومون به من اللعب على وتر داعش في تسيير سياساتهم الاقليمية في المنطقة والعالم، وتنفيذ ما يهمهم في المنطقة، وكما فعلوا منذ استقدام داعش الى العراق واحتلاله لمساحة شاسعة من اراضيه، ونتذكر موقف تركيا وكيف حررت الرهائن او ربما العملية التي خدعت بها العالم على ان لا يتهموا تركيا بانها متعاونة مع داعش وفي النهاية اطلقت سراحهم سالمين غانمين ولم يفعله داعش مع اي جهة اخرى ! وما لمسناه من التملص والتماطل من تعامل امريكا معه في انهاءه او الوقوف ضده وفق الخطوات الضرورية لسياساته اليومية التفصيلية من صراعاتها في المنطقة، والشعب العراقي يدفع الدم .

لقد اسقط داعش طائرة روسية وكان في متنها اكثر من قتلى باريس ولم نجد ردود افعال كما شاهدناها من تضامن معنوي وبكل الامكانيات والطرق على مستوى العام والخاص لفرنسا سواء كان حكوميا او شعبيا وما ملات الوسائل الاعلام الرسمية و التواصل الاجتماعي، ولبست الناس العلم الفرنسي بشكل واسع جدا كبادرة لدعم البلد التي تعرضت الى الاعتداء . تُقدم تركيا على القتل وسفك الدماء يوميا في مدن كوردستان الشمالية ولم نر حتى ردود فعل صغيرة من الشعب الكوردي نفسه وحكومة جنوب كوردستان ايضا . انتهك داعش حرمة الشعب الكوردستاني وسبى نسائه في كل متر وصلت ايديه اليه وانتهك اعراضه بشكل فضيح، ولم نجد نسبة صغيرة جدا من مثل هذه المواقف، اليس من المعقول ان نجد من يعاتب السلطات المتنفذة، لما لم نجده من المواقف الملائمة لكل تلك الانتهاكات والخروقات للقوانين والشرائع الانسانية العصرية . بل احيانا نرى احداثا كبيرة تحدث وتمر مرور الكرام دون ان تنبس هذه الحكومات والناس ببنت شفة، الم يسمع ويرى العالم ما يحدث في افريقيا وما ترتكب على ايدي القتلة الارهابيين ضد الناس المدنيين الابرياء يوميا . اننا فقط نسال لماذا هذه التناقضات في مواقف العالم، اهو مسالة المتنفذ والامكانية والثقل وقوة الدولة واعلامها ودورها وعلاقاتها وبالاخص من كانت ضمن الراسمالية العالمية وتوجهاتها، ام السياسة وما تفرض من اللعب حتى على الدم المسفوك غدرا . لقد اغتيلت في باريس ايضا قبل اعوام نساء امنات مسالمات من قبل المخابرات التركية ولم تقدم فرنسا برد فعل على هذه الحادثة التي تضر بسمعتها قبل الشعب الكوردي،و تعامل مع الحدث وكانه لا يهمها، وهي تذوق مر الاعمال التي انعكست عليها الان ان لم تكن هي التي غضت الطرف عن تلك العملية المخابراتية الجبانة ضد الكورديات لمصالح كبرى.

نعم نحن مع التضامن مع الانسان وحقوقه ومع المساوات في التعامل معه اينما كان، ولكن ما نراه من الفروقات التي تفرضها النظام العالمي، وكأن الانسانية درجات لا يمكن ان تقبلها العقلية العصرية المدنية، ولا يمكن ان نفرق بين القتل والاغتيال اينما كان بناءا على موقعه او لمن ينتمي عرقيا او سياسيا . فعليه يجب ان يجمع العالم على اتخاذ الخطوات ذاتها ازاء كل الانتهاكات والحوادث ضد الانسانية اينما كانت وبالشكل والنوع والقوة ذاتها، وليس بناءا على موقف الرسامالية العالمية من اهميتها . واننا نتكلم هنا بناءا على انسانيتنا جميعا وليس ضد اي احد بل كانت لفرنسا دور بارز ومواقف ازاء القضية الكوردية لابد ان ننحني لها ونمجدها ونعلن العرفان لها، وانما كلامنا عن المواقف العالمية التي تفرض نفسها حتى على الفرد الاعتيادي في كل مكان، ونجد اكثرية المشاركين في الفيسبوك او السوشيال ميديا جميعا يقفون وقفة واحدة ضد اعتداءات باريس ولم نجد نسبة قليلة من هذا الموقف ازاء عمليات واعتداءات مماثلة وبنفس الحجم في مناطق اخرى، وتمس مجموعات او دولا اخرى وهي فقيرة وليس لها ثقل لدى الراسمالية وان كانت بنفس الهمجية او اكثر . معا نحو المساواة في التعامل مع الانسان وقضاياه ومشاكله وما يمسه اينما كان ومن كان .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم