أقلام حرة

هل يُدعَم السياسي بقدر نجاحه؟

emad aliفي العراق بشكل عام واقليم كوردستان بشكل خاص، هناك من السياسيين الذين لا يعدون ولا يحصون من نتاج الصدفة او استغلال فرصة او نتيجة طلب من القريب او الجار او القبيلة اوالعشيرة ودخل المهنة التي تعرف الان بالسلك السياسي وما هو مكان لاكل العيش كما يقول المصري، وهو يتخذ من ما موجود على الارض سريرا مريحا ومرتعا لمعيشته من جهة وما يخدم به من جلبه الى الساحة من جهة اخرى، ولم يبق لديه ما يمن على الشعب به، وليس مهتما اصلا بما يدور مادام جاء بعملية قيصرية وليس من نتاج من جاء لخدمتهم في الطريقة والحقيقة .

انا شخصيا تلقيت بكثير منهم بحكم لقاءاتي واستمعت اليهم وقيمت حالهم مع نفسي بعد ان ناقشتهم، لا تلوموني ان قلت لم اجد فيمن التقيت ما من يمكن ان اسميه انسان متفهم لحال البلد او هو رجل الدولة، جلهم جاء من اجل مصلحته والاخر من اجل حزبه، والاخر لبى دعوة حزب او شخصية لكونه له موقعا واصواتا يضيفها الى الجهة الفلانية له جاه واسم، وقليل جدا منهم جاء مستحقا، وهذا ايضا اما لا يعلم ما يجب عليه ان يعمله وهو يعيٌد حاشرا مع الناس التي يزاملونه في مكانه وموقعه الذي يدر عليه ما طاب له ولاهله وحلقته ومن له الفضل عليه من ةخيرات المتوفرة تحت يده بطرق شرعية او فسادا .

اي انهم جميعا ما يمكن ان نسميهم برجال السياسة النابعة من الثقافة الشعبية الدينية القبائلية المتخلفة، او من السياسة الفوضوية الشعبية غير العلمية، ولم اجد رجل الدولة في صفوفهم للاسف، وان وجدوا في مكان اخر وسمعت عنهم هنا وهناك فانهم نادرون، علاوة على انهم مهمَلون وليس لهم مكان لاداء دورهم، وهم من الضرورة ان يعملوا ويؤدوا واجباتهم دون اعاقة ولكنهم مدارون من قبل المتنفذون ايضا من الاغلبية المعلومة .

يمكن لنا اما ان نسمي هؤلاء بانهم سياسيون بعيدا عن الدولة او ما تريده الدولة ومصالحها، او لا توجد دولة حقيقية اصلا لتضم من هو سياسي ورجل الدولة وليس عشيرة او طائفة او فئة او دين اومذهب .

و ليه لم ار سياسيا راضيا عن اداءه بنفسه متهربا من اداء مهامه، علاوة على تقيم ونظرة الشعب اليه من منظور انتماءاته وليس قدرته وامكانياته وكفائته، وان ادعوا العكس، ولم نجد فردا واحدا من الشعب يشير الى احدهم بانه يستحق مكانته وموقعه وبالتالي يجب الاشادة به . ومن هنا نجد ان التقييم لا يمكن ان يكون صحيحا وحقيقيا لاي منهم، اي تتوقف نظرة الناس اليه اساسا، بناءا على ما ينجح فيه من دغدغة احاسيسهم العاطفية من الجوانب السياسية المختلفة كما يستخدمها المتعصبون من الفئات العراقية كافة . فنجد من يقذف ويقدح بالاخر في الترويجات الانتخابية، هو من يحصل على اعلى النسب من الاصوات وهو ليس باهل للمهمة من اساسه، والاخر الذي يمكن ان نجد فيه ما يمكن ان نسميه مخلصا مثقفا قادرا على الخدمة بشكل ما ان يكون في اخر القائمة من التصويت . فلم نجد وسيلة ناجعة في تقييم السياسي الذي فرض نفسه على الاحداث بعد السقوط . وان الاكثرية الساحقة لا تستحق ماهي عليه وكل ما رفعها هو حزبها وشلتها وحلقتها الضيقة وكتلتها، اي من له المصلحة الذاتية في اعتلاء موقعه ويريد به تحقيقها .

لذا، على الرغم من ثراء العراق واقليم كوردستان ايضا من العقول النيرة ولدينا من لهم القدرة على اثبات تلك وبجدارة وينجحون فيها، الا اننا نراهم منعكفين ولم نجد منهم على سدة الحكم، وهو يمكن ان نعتقد يانه هو من يمكنه ان يدير الدولة بنجاح ولو نسبيا، ويمكن ان نسمي من على سدة الحكم من السياسيين الذين برزتهم الصدفة او الزمن المنقلب والحوادث التي مر بها العراق وليسوا بعقليات خيرة . اي السلطة المليئة بالسيايين من هذا النوع وبالقدرة المعلومة وخالية من رجال الدولة وما تريده لتقدمها ونجاحها او صلتنا الى الحضيض رغم الامكانيات المادية المتوفرة من الثروات التي لا تنقص البلد بشيء الا العقل المنظم له. من يُدعَم جماهيريا ومعنويا ليس من الدائرة المطلوبة بالحاح لتصليح الحال بل انهم يفيدون الحزب ونفسهم وليجرف الفيضان ما يلاقيه دون ان يرجف لهم جفنهم . وعليه اننا نعتقد بان حال الدولة تحتاج الى انقلاب سياسي بيضاء هاديء، من اجل التغيير وازاحة من ليس برجل دولة ويحتل المكان خطئا، واحلال البديل المناسب له في الوقت المناسب وبعملية نظيفة بيضاء من قبل القادرين، في حال نضجت الارضية اللازمة لذلك، وهل نجد من هو اهل له ام يمكن ان نجد البديل الاسوا، فهذا سؤال جوهري ولكن تفائلوا بالخير تجدوه من بين خراب البلد ستنبت وردة .    

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم