أقلام حرة

لماذا يحن حتى الشعب الكوردي لاسرائيل؟

emad aliربما يمكن القول ان تنطبق المقولة، ليس حبا بعلي وانما كرها بالمعاوية، في اكثر الاحيان تفرض نفسها على توجهات وعقلية الفرد اينما كان . تعرض الشعب الكوردي الى الظلم والغبن من قبل من الحق به قسرا او نتيجة مسيرة التاريخ ولظروف موضوعية وذاتية تخص الشعب الكوردستاني ومن جاوره من الدول التي توزع عليها قسرا دون ارادتهكما يعرفه الجميع من مسار التاريخ الذي مرت به المنطقة .

عاني الشعب الكوردي الامرين ليس من قبل سلطة دولة واحدة من هذه الدول وانما من هذه الدول جميعا وباختلاف نسبي من احداها لاخرى، وفق ما انتهكت حقوقه واخترقت كل خصوصياته وظُلم لحد تعرضه للابادة الجماعية وضُرب بالاسلحة الكيمياوية التي لم تقدم اسرائيل الى استخدامها في اشرس معاركها مع المهاجمين عليها في عقر دارها، رغم امتلاكها لها، ولم يبق للشعب الكوردستاني الا الدفاع عن النفس، اي ان هناك دول ظلمته وانقسم عليهم دون ضمان لابسط حقوقه، وهو يشعر بالغدر والغبن والظلم من هذه الدول الظالمة بحق الشعب الكوردستاني ، ومن جهة اخرى تعتبر هذه الدول جميعهم انفسهم اعداءا لاسرائيل في الوقت الذي لا تعتبر اسرائيل نفسها عدوا للكورد، حسب رواياتهم النظرية وان اقدمت مخابراتهم الى افعال اضرت بالشعب الكوردي ومستقبله من اجل مصالح اكبر. وعليه فان عدو عدوي هو صديقي، ما يطبق الان لدى الشعب الكوردي والاسرائيلي على حد سواء، والا ليس هناك قاسم مشترك اخر بين الشعبين يمكن الاشارة اليه. اسرائيل تتعامل مع الدول والشعوب المعادية لها باساليب وطريقة وان كانت حقيقية ام لا فهي ظاهريا كان ام غير ذلك فهي اكثر ديموقراطية من تعامل كافة دول المنطقة مع الاعراق والاقليات الاخرى التي تعيش تححت كنفهم، وان كانت لدى هذه الدول ما لدى اسرائيل من قوة ضاربة واسلحة فتاكة، لاستخدوها دون ان يرجف لهم جفنهم ولو لحظة، والدليل استخدام النظام الدكتاتوري العراقي الاسلحة الكيمياوية ضد ما اعتبره شعبه الكوردي العظيم! دون اي تردد، فكيف يفعل بمن تعتبره عدوك الرئيسي، ولذلك تظهر اسرائيل امنا مسالما ديموقراطيا مطالبا للعيش بالسلام وا لامان، على العكس من الاخرين الذين لا يهمهم سوى رمي الشعب الاسرائيلي في البحر وكانهم من الجنس الاخر وليسوا بشرا . وفي المقابل ان الشعب المغدور من قبل اعداء اسرائيل كما يدعون جهارا، يجلبون استعطاف اسرائيل اليهم، وان سمحت المعادلات سوف تساعدهم اسرائيل باية طريقة كانت . وان المعادلات السياسية الحالية في المنطقة تشير الى ان الكورد والاسرائيل سوف يبنيان اقوى علاقات بينهما لانهما يحتلان اكثر المواقع الاستراتجية في المنطقة من جهة ويحيطان بما يعتبرانهم اعداءا مشتركين، ولذلك الواقع يفرض نفسه على الشعبين بان يميلان الى البعض ويستعطفا ويحبا بعضما من اجل منافع مشتركة، والمانع الوحيد الذي منع التقارب الاكثر اضافة العوامل السياسية فهو الدين وما رسخت من العادات والتقاليد والتعاليم الاسلامية في كوردستان والتي تجسدت في العقلية الكوردية، المعتقد المستند على انه اسرائيل دولة اليهود المعتدي على الاسلام، وما عمٌق في عقلية الكوردي المتدين المتطرف او الملتزم، هو اعتقاده بان اليهود كفراء لا تُستوجب صداقتهم وما الى ذلك من المعتقدات التي فرضتها الفتوحات الاسلامية على الكورد وفي عقولهم وتوجهاتهم في عقر دارهم .

كلما ازدادت العقلية المتطرفة تشددا لدى شعوب الدول التي الحقت بها كوردستان، كلما ازدادت الهوة والابتعاد بينهم، ومن يحتل الفراغ هو من يعادي المقابل لكل منهما . وعليه لا يمكن ان تزيل هذه الاحاسيس العفوية طالما بقت الاعتداءات والغبن وعدم احترام موقف وراي ومطالبات الشعب الكوردستاني ونضاله من اجل حق تقرير تقرير مصيره . واذا ادعى اي من السياسيين غير ذلك، وما يعبرون به عن تعاطفهم مع القضية الفلسطينية ايمانا بحقوق الشعوب بتقرير مصيره كما يريدون فقط، وليس ايمانا باحقيتهم عن اسرائيل مهما كانت يساريتهم او يمينيتهم الايديولوجية والفكرية .

و عليه وان اقدمت اسرائيل الى مساعدة تركيا في حينه على القاء القبض على قائد الكورد الكبير عبدالله اوجلان الا ان تعاطف اكثرية الشعب الكوردستاني تجاه اسرائيل وميله اليه لازال ساري المفعول، بناءا على حقيقة ما ذكرته سابقا من الناحية الموضوعية .

في المثقف اليوم