أقلام حرة

لما بروز اصحاب الوعي المزيف؟

emad aliفي كل زمان ومكان نجد ماهو الاصيل ويمكن ان نميزه عن المزيف من المواد كان او السلع المستهلكة، ولكن الاخطر هو في وجود الوعي والثقافة والمعرفة المزيفة ومن كافة الجوانب، ولكن ان يكون الوعي بذاته مزيف بشكل مطلق وناتج من لاشيء، وهناك اصيل لهو اكبر مؤثر على كافة نواحي حياة الانسان، اما ان نجد مثقفين او من النخبة المزيفة هي في الطليعة والمكانة والاعتبار فيحمل الكثير من الكلام، ويكون تركيز الضوء عليهم باصلائهم ومزيفيهم من اجل اهداف خاصة، لانهم العامل المغير في كل مجتمع والمؤثر على كافة جوانب الحياة وما يحصل، وانه لامر مهم ان يُبحث. فهناك من هم شيوخ الثقافة والوعي في الاشخاص الملقاة على عتبة الابواب الذهبية للسلاطين وهم يقتاتون من فتاة السلطان، ويفعلون بما لايحبه الله وعباده من الامور التي لا يمكن ان تعرفه الاصلاء او تتوجه اليه من اجل مصالح ضيقة، لانهم عندما يبيعون ثقافتهم والموقف المطلوب بما لا يستحق فان صلاحية وعيهم ستكون مشكوك فيه، وتكون غير صالحة الاستعمال مهما كانت الامكانيات والقدرات التي يتملكها صاحبها .

عبر التاريخ كان هناك نوعين من الواعين من المفكرين والمثقفين؛ الاصلاء، والى جانبهم هناك من ياو يرتبط ويتعلق نفسه بهؤلاء وهو غريب عنهم، ولكنه يُبرز لامر وراءه هدف خاص به او لمن ورائه، وكان للحكام والمتسلطين دور رئيسي في ابراز امثال هؤلاء .

كانت مدرسة فرانكفورت وما اصدرت من النتاجات لها حول الوعي المزيف ودوره السلبي، كان لها الدور في توضيح وتاثير ذلك على مسيرة الشعوب . وفي المقابل من يحمل الوعي الاصيل المعبر عن حقيقة ما يدور من الناحية الثقافية وما يدفع المجتمع نحو الامام . ما يميز اصحاب الوعي المزيف هو تركيزهم على جمع الدلائل والوثائق لتثبيت حقيقة ادعاءاتهم، وان كانت مزيفة من اجل تصديقها من قبل الناس . المعلوم عن المزيفين انهم يهتمون بالقشرة والترويج لما يخدع الناس بها لصالح السلطة او من ورائهم مهما كانت مضرة للناس او على الاقل لغير صالحهم، اما اصحاب الوعي الاصيل من كافة الاختصاصات والمهن والافكار، فانهم يهتمو بجوهر اي قضية او موضوع يهتمون به وما يهتمون ويلمون به هو المصلحة العامة وليس الموضوع بذاته .

ان هؤلاء يلعبون بكل ما لديهم من اجل ترويج سلعهم الخبيثة كسموم بين الشعب وبطرق تضليلية، وعليه لابد من منعهم من قبل المخلصين لصالح مستقبل الشعب، على الرغم من الدعائم القوية من المتنفذين ورائهم، فلا يمكن ان يستمروا في خداع الناس الى النهاية، فبانهاء دورهم او عرقلتم في تحقيق اهدافهم يمكن فسح المجال وتوسيع الطريق امام التطور ومنع التسلط المزيف والدكتاتورية .

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم