أقلام حرة

ماذا تعني المشاركة في صرخة الحسين؟

الحقيقة ان المشاركة في صرخة الحسين ليست مشاركة عادية لقضاء الوقت ولا اداء طقوس مفروضة بل انها علاج نفسي ولست مبالغا اذا قلت انها علاج جسدي فانها تحول الانسان من حال الى حال حيث تغير كل تصرفاته وسلوكياته وتحوله الى انسان هدفه وغايته خدمة الاخرين التضحية للاخرين تزيل كل شائبة غير انسانية وكل انانية في نفسه وتجعله نقيا تقيا صافيا من كل غش او دغش فهذه النفسية الجميلة السعيدة المتفائلة التي خلقتها المشاركة كانت دواء وعلاج لبعض الامراض الجسدية وكما يقول الاطباء ان بعض الامراض الجسدية مصدرها امراض نفسية والانسان المشارك بصرخة الامام الحسين تشافى من كل الامراض النفسية فمن الطبيعي سيشفى من الامراض الجسدية المتعلقة بهذه الامراض

تراه يقدم كل شي ويضحي بكل شي من اجل الاخرين وفي خدمة الاخرين لم يفكر بمصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية ولا حتى بصحته فحبه للاخرين وعشقهم لهم جعله يتناسى ويتجاهل كل تعب وعناء وكل مال بل حتى صحته

فصرخة الحسين تدفع من يصرخها الى الموت من اجل ان يحيا الاخرين ان يتعب من اجل ان يرتاح الاخرين ان يجوع من اجل ان يشبع الآخرين

انظر الى الملايين من النساء والاطفال والرجال من الشيوخ والمرضى من العراق وخارج العراق ماذا يريدون هل يريدون منصب مال نفوذ لم يفكروا باي شي من ذلك ولم يرغبوا في ذلك كل الذي يطلبونه ويرغبونه ويفكرون به هو حب الاخرين لهم هو نشر الحب والمحبة بدون شروط ولا حدود

هل خرجوا تنفيذا لاوامر حاكم مسئول ابدا انهم خرجوا طواعية تنفيذا لصرخة ضمائرهم وقناعة ذاتية منطلقة من عقولهم

فالمشاركة في صرخة الحسين تجعلك حرا في عقلك في ارادتك كونوا احرارا في دنياكم فالحر انسان يكون مصدر للخير للنور للحب للسلام مهما كان رأيه ومعتقده على خلاف العبد يكون مصدر للشر والظلام والكره والعنف والفساد

فالمشاركة في صرخة الحسين لا تقتصر على فئة على شعب على دين طائفة بل على كل انسان حر لهذا رأينا المشاركين في صرخة الحسين من كل الاقوام والاديان والطوائف والاقطار وحتى الذين لم يتمكنوا من الوصول الى كربلاء صرخوا تلك الصرخة في بلدانهم في اوربا في امريكا الشمالية والجنوبية في استراليا في شرق اسيا وهذه الصرخة تزداد وتتسع قوة وعدد بمرور الزمن

لهذا نرى كل انسان حر ذو عقل متنور ومنير وذو نزعة انسانية نقية في كل بلدان العالم مجد وعظم صرخة الحسين وصرخها رغم الاختلاف في وجهات النظر والعقيدة

فالاحرار لا يتصارعون ولا يتحاربون وان اختلفوا في وجهات النظر والاراء والمعتقد لان كل واحد منهم ينطلق من مصلحة ومنفعة الاخر لهذا يكون هذا الاختلاف في الاراء والمعتقد عامل تقدم وتطور فالافكار لا تتصارع وانما تتلاقح ومن الطبيعي ان هذا التلاقح سينتج سيثمر افكار جديدة اكثر نضوجا واكثر رقيا وهكذا تنموا وتتطور الحياة ويسعد الانسان

على خلاف العبيد الذين يتقاتلون ويتصارعون حتى وان تظاهروا بالتقارب لان كل واحد منهم ينطلق من مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية على حساب مصلحة ومنفعة الاخرين والنتيجة التخلف والتأخر ونشر الفساد والارهاب

فالدرس الاول الذي يحصل عليه المشارك في صرخة الحسين هو الحرية كونوا احرارا في دنياكم اي تطرح ما تقتنع به لا تجامل احد ولا تخاف من احد وفي نفس الوقت تحترم اراء الاخرين وتثق بنواياهم واعلم الخوف من احد او المجاملة لاحد والغاء الاخر هي من اخلاق العبيد.

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم