أقلام حرة

هل سيسمح العراق بدخول قوات امريكية لأراضيه؟

dawd alkabiقبل أن تفكر الولايات المتحدة الامريكية بعودة قوة عسكرية الى العراق تارة اخرى بهدف مقاتلة تنظيم داعش الارهابي، رفضت القوى السياسية الحاكمة في العراق فكرة العودة، واعتبرت أن مجرد دخول اي قوة هو عودة الاحتلال، بينما هددت بعض الاحزاب التي تمتلك جناح عسكري بضرب اي قوة تدخل البلاد بأي صفة كانت.

فالطريقة التي تفكر فيها الولايات المتحدة هي ليست ما تفكر به القوة العراقية . الامريكان خطتهم القضاء على هذا التنظيم الارهابي بأي طريقة كانت، لا يهما فيما بعد، دخول اراضي أو دخول اراضي، هذا قد يأتي لديها من باب ثانوي .

اما الاحزاب السياسية فيعتبرون أن الامريكان يريدون ذلك ذريعة لدخول العراق بهدف احتلاله، ولا ادري أن الامريكان اذا فكروا باحتلال العراق تارة اخرى فأن لديهم الف طريقة وطريقة، فلا ننسى انهم هم الذين جاءوا بهذه الشخصيات السياسية التي تدير اليوم دفة الحكم، واكثر من نصف الشعب العراقي اليوم رافضة لهم، نتيجة سوء ادارة البلاد، علاوة على الفساد الادارة والمالي، وغيرها من القضايا المعروفة للشعب .

والى هذه الساعة فأن الاحزاب والقوة السياسية رافضة الموضوع جملة وتفصيلا، واعتقد أن الامريكان ممكن لهم ببساطة اقناع هذه القوة، ذلك لما تمتلكه من استراتيجية تتمتع بها على ضوء سياستها تجاه الشرق الاوسط .

الامريكيون بدورهم قالوا إن الولايات المتحدة لم تتفق مع بغداد بعد على تفاصيل مهمة تحكم دور وحدة جديدة من القوات الأمريكية الخاصة تهدف إلى ملاحقة داعش في العراق، الأمر الذي يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها واشنطن في التعامل مع الحكومة العراقية. فرئيس الحكومة السيد العبادي قال إن إرسال أي قوات برية أجنبية للعراق سنعتبره عملا عدوانيا على بلدنا . الامر الذي اضطر الامريكان الى القول : أنه لن تكون هناك عمليات عسكرية أمريكية من جانب واحد في العراق على النقيض من سوريا معتبرين أن وضع سوريا مختلف جدا عن وضع العراق .

والمسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قالوا انهم عازمون على إرسال فريق إلى بغداد في الأسابيع المقبلة للاتفاق على التفاصيل مع حكومة بغداد . واوضحوا أن المبدأ الأساسي لهم في هذا الأمر برمته هو أن أي شيء يقومون به في العراق سيتم بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة بغداد، وأنهم لن يقوموا بأي شيء في العراق من جانب واحد.

ما يعني أن الامريكان يحترمون الموقف العراقي بهذا الصدد ولا يريدون انتهاك السيادة العراقية، وانهم سوف لن يبعثوا اي قوة عسكرية طالما ان موقف القوة السياسية رافضة الامر جملة وافصيلا.

وسؤالنا هل ان الحكومة العراقية لديها الثقة الكاملة بالقضاء على داعش من دون اي مساعدة اخرى من امريكا او من سواها؟.

 

داود سلمان الكعبي

 

في المثقف اليوم