أقلام حرة

شهر سيفه ولم يعد بامكانه ان يعيده الى غمده!!

emad aliحسب ما جاء في السيرة الحلبية .. في غزوة بني المصطلق؛ امر محمد الرسول بالاسارى فكتفوا، واستعمل عليهم بريدة، ثم فرق السبي فصار بايدي الناس، فوقعت برة بنت الحارث في سهم ثابت بن قيس وابن عم له، فجعل ثابت لابن عمه نخلات له بالمدينة من حصته من برة، وكاتبها على تسع اوراق من ذهب .

قال: فدخلت (اي برة) على رسول الله، فقالت: يا رسول الله، اني امراة مسلمة (اي لانها اسلمت) لاني اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله، واني برة بنت الحارث سيد قومه، اصابنا من الامر ما قد علمت، ووقعت في سهم ثابت بن قيس وابن عم له، وخلصني ثابت من ابن عمه بنخلات من المدينة وكاتبني على ما لا طاقة لي به، واني رجوتك فاعني في مكاتبتي، فقال رسول الله، او خير من ذلك، قالت ما هو؟ قال: اؤدي عنك كتابتك واتزوجك، قالت : نعم يا رسول الله قد فعلت، فارسل رسول الله الى ثابت بن قيس فطلبها منه، فقال ثابت: هي لك يا رسول الله، بابي انت، فادى رسول الله ما كان كاتبها عليه، واعتقها وتزوجها وهي ابنة عشرين سنة، وسماها جويرية. ويذكر ان عليا هو الذي اسرها، قال: ولا مانع ان يكون علي اسرها ثم وقعت في سهم ثابت وابن عمه عند القسمة، لانه لم يثبت في هذه الغزوة ان النبي جعل الاسرى، لمن اسرهم، كما وقع في البدر . مما سبق يذكرنا بان التعامل مع السبية حالها حال اية سلعة يغتنمها المهاجمون .

يذكر لنا التاريخ كيف تعامل القادة مع هواهم من صدر الاسلام ولحد الان. انهم وما حملهم اياه مزاجهم وبتلفيق في ما هو الخير مرة، او تماهيا مع متطلبات عصرهم وما تفرضه عليهم مصالحهم واهدافهم على مر الزمان مرة اخرى، وكان هدفهم الاغتنام والسبايا ولم يفرقوا في هذه المسلمة من غيرها . اي لم يسلك اي قائد الا من خلفيات فكره وما تطلبه خلفيته العقيدية والايديولوجية وكل عصر باسم وادعاء ما كما كان حالهم في صدر الاسلام. وهذا ما ذكرناه من عصر النبي الذي يعتبر ذهبيا نسبة الى الالتزام بالمباديء والقيم الاسلامية، مثالا من زمن النبي قاصدين لنبين ما سار عليه هو فكيف بخلفائه لحد هذه الساعة، ومن ثم نبين ما يقود به القادة في المرحلة الراهنة في منطقتنا وكل بنواياه وباعتقادهم انهم متشبثين بقيم اسلامية على انها انسانية والانسانية منها براء، اي ما يستوضح لنا هذا، ان مسار تاريخ منطقة الشرق الاوسط منذ صدر الاسلام لحد الساعة لم يتطور بالشكل المراد وشهد منحيات مختلفة الارتفاع والانخفاض متقدما ومتاخرا من عصر لاخر وفق ما ومن يسيطر على زمام الامور وماهو عقليته وخلفيته الفكرية .

من المعلوم ان السبايا التي وقعت بايددي المسلمين في اكثر الاحيان اصبحت ملكا لمن سباها او قسمت على الاثنين ان اصبحت سهما لاثنين فيما تصالحوا او ان تساوموا عليها بعضهم للبعض .

و كانت برة (جويرية) آية من الجمال فلم يتردد محمد رسول الاسلام في عتقها من ثابت وتزوجها وهي في عز قوتها وهيجانها الجنسي وهي بنت العشرين وهو فوق الخمسين . لو تابعنا كيفما كان محمد في مكة وما تحول في توجهاته وسلوكه وهو في المدينة وكيف اشهر السيف مستندا على الشوكة وا لقوة، وهو لم يدع الى اية حرب بينما وادعى الى ان يجادلوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، بينما عندما اشتد شوكه في المدينة وزاد مؤازريه ومؤديه قال انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا، ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا في الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم . ومن ثم يقول: امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ومحمد رسول الله .

اليوم لقد اشهر داعش سيفه مستندا على الشريعة الاسلامية الاصيلة اساسا لا خلاف عليه من حيث التاريخ والوقائع، بينما يدعي الاخرون زورا وبهتانا بان ما يقدم عليه داعش ليس باسلام . سواء من القتل والحز والسبي وهم ينكرون تاريخ الاسلام وما اقدم عليه نبيهم . ناكرين الحقيقة غير مبالين بما يعلمه اي متابع لما كان عليه الاسلام ايام الرسول والفتوحات . وما الخلافات التي نراها اليوم الا بما تتلائم مع ما يتوجه اليه كل طرف ويقيس الوضع وما يريد وفق ما يفيده .

و اليوم سواء كان من قبل القوى الاسلامية او غيرها المصلحية، لقد وجدوا الارضية التي اشهر كل منهم سيفه بشكل لا يمكنه ان يعيده الى غمده الا بعدما يحصل على غنيمته، وهو على حق وفق الاسلام الحقيقي وبدئوه في العراق ولم ين تهوا به لحد الن رغم تورط سوريا به، وننتظر ما يؤول اليه الوضع بعد هذا الجهر بما ينون فعله ولا يمكن انكار الحقيقة من قبل اي كان .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم