أقلام حرة

سد الموصل: لا عاصم اليوم من الماء!

dawd alkabiالغرق والسيول والكوارث الطبيعية كثيرة جدا وعلى مدى تاريخ البشية منذ أن وجد الانسان على سطع الارض؛ ولعل اشهر غرق في التاريخ، والاكثر مأساة انسانية هي قصة غرق قوم نوح التي ذكرتها الكتب السماوية . فقد انذر النبي نوح قومه أن الارض ستغرق وستحدث كارثة لا مثيل لها في التاريخ، فصدقه البغض وكذبه البعض الآخر، فصار الذي صار بحسب التوراة والانجيل .

والغرق الموعودين به العراقيون اليوم اذا فعلا حدث، بحسب ما نقلت هذا التوقع بعض وسائل الاعلام، وهو ما يخص سد الموصل والتنبؤ بانهياره، فهي لكارثة ستحل بنا – لا سمح الله- فالخبر يقول أن مخاطر انهيار سد الموصل قد بلغت ذروتها الآن، اذ أن وصول التخسفات الأرضية تحت جدران السد قد وصلت إلى مراحل متقدمة أدت إلى تزايد الشقوق في جدران السد، حتى أن السفارة الأميركية في بغداد، أنهت الشهر الماضي، استعداداتها ووضعت ثلاث خطط طوارئ لإخلاء منتسبي سفارتها ورعاياها الذين يفوق عددهم الثلاثين ألفا، إضافة إلى رعايا ومنتسبي سفارات غربية أخرى .

يعني أن الامريكان على علم بالامر ومتوقعين ذلك لا محالة ؛ لكن حكومتنا الى هذه الساعة (ضاربين السكتة) وكأن الامر لا يعنيها بالمرة، واعتقد انها اذا فعلا تم الامر وصار الطوفان ووصل الى بغداد فسيفرون جميعا الى الدول الاوربية، ويتركوننا نحن والطوفان نلاقي مصيرنا، بأنتظار سفينة نوح لعلها تنقذنا من الغرق .

وما يزيد من مصداقية التوقع فأن الخبر اضاف بالقول: «فإن السفارة شكلت خلية أزمة من المتخصصين تجتمع أسبوعيا لمعاينة وتقدير آخر التطورات، وكانت إحدى توصياتها إرسال فريق متخصص من أفراد البحرية الأميركية ليغوصوا إلى قاع السد ومعاينة التخسفات والتشققات عن كثب، وبعدها خلصت خلية الأزمة في توصياتها الختامية إلى ضرورة الاستعداد لسيناريو الانهيار ووضع خطط طوارئ لإخلاء منتسبيها ورعاياها من العراق».

ولا ندري ماذا اعدت الحكومة العراقية من استعدادات لازمة بهذا الخصوص قبل أن تحدث الكارثة؟ وهي الى الآن لم تفعل اي شيء يذكر، ولو اردنا أن نسأل اي مسؤول في الحكومة فسيكذب الخبر، اما أنه لا يريد أن تحدث ضجة وردود افعال، واما فعلا أنه لا يدري، لأن جُل ساستنا هو في جانب والشعب العراقي المسكين في جانب آخر، فهو لايهمه الشعب بقدر ماتهمه نفسه ومصلحته، واما اشعب فالى القير .

وفي حالة انهيار السد، بحسب الخبر، فان ٢٠٧٦٣٢ مترا مكعبا من المياه سيتدفق بسرعة 3.5 كلم في الثانية وبارتفاع 25.3 مترا في الساعات الـ(9) الأولى من الكارثة، وهو ما يعرض أكثر من نصف مدينة الموصل إلى الغرق بمياه يصل ارتفاعها ٢٠ مترا و إن الكارثة البشرية والاقتصادية سوف لا تشمل الموصل فحسب بل ستؤدي إلى مقتل وتشريد أكثر من مليوني عراقي، فضلا عن اكتساح مياه السيول لمسافة تقدر بـ ٥٠٠ كم ضمن امتداد مجرى نهر دجلة، وضفافه لتغمر المياه أجزاء كبيرة من العاصمة بغداد تصل لارتفاع أربعة أمتار».

فما علينا، نحن الشعب الا أن نقول إنا لله وإنا اليه راجعون، فماذا نفعل بعد هذا وحكومتنا واضعة رجل على اخرى، وضاربة الامور عرض الحائط، لكن ايضا فأن الذنب ذنب الشعب الذي هو راضٍ عما مايجري في دهاليز الوضع السياسي، ويستطيع أن يغير، لكنه لا يغير. فالسد من امامنا والحكومة من خلفنا.

 

داود سلمان الكعبي

 

في المثقف اليوم