أقلام حرة

أقامة جبهة وطنية مقاومة ضد الهجمة الظلامية واجب وطني

لا شك ان العراق يواجه هجمة ظلامية وحشية لم يواجهها في كل تاريخه القديم هجمة جمعت حولها ومعها كل ظلام ووحشية وهمجية التاريخ ووجهتها نحو العراق وصبتها على العراق العراقيين صبا وبدون استثناء مستهدفة ازالة العراق والعراقيين من الوجود

فالعراق بلد الثورات والانتفاضات بلد الاحرار والافكار الحرة بلد الذين يتحدون الظلمة والفجرة من السلاطين والحكام فكانوا عشاقا للحياة الحرة عشاقا للحرية كيف لا يكونوا هكذا وهم ابناء الامام علي الذي كان يدعوا الى الحرية بقوله لا تكن عبدا لغيرك كيف لا يكونوا هكذا وهم ابناء الحسين الذي قال لهم كونوا احرارا في دنياكم ومن حبهم للحياة الكريمة وتضحياتهم من اجل الحرية تميزوا بطابع خاص وهي عدم السكوت على ضيم ورفضهم للعبودية و ان يكونوا القوة المحركة للحياة للتغيير والتجديد والتطور والتقدم في كل المجالات لهذا شكلوا خطرا على الطغاة والظالمين واصبحوا سدا قويا يحول بينهم وبين تحقيق رغباتهم وشهواتهم الفاسدة فكان الطاغية معاوية يعيب على العراقيين جرأتهم على السلاطين ويقول لهم

ان ابن ابي طالب علمكم الجراة على السلطان لهذا قرر ال سعود ومن معهم من العملاء والمأجورين امثال البرزني ومجموعته النجيفي ومجموعته علاوي ومجموعته ازالة العراق والعراقيين من الوجود ازالة الحسين وعلي من ارض العراق فان وجودهما قوة هائلة لخلق الاحرار ودفعهم لمواجهة اعداء الحرية من اجل ازالة الظلم واقامة العدل

لهذا يتطلب تشكيل جبهة وطنية مقاومة تضم كل العراقيين من مختلف الاطياف والالوان والمعتقدات ومن كل المحافظات الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية تحت شعار انا عراقي وعراقي انا العراق هويتنا وكل شي من اجل العراق الدين القومية الطائفة الحزب العشيرة المنطقة وفي خدمة العراق كل العراق واي شي يحول دون ذلك مرفوض وغير مقبول مهما كان شكله ولونه وحجمه

فالعراقيون يواجهون مجموعات مختلفة متنوعة لكل مجموعة لون خاص بها تعطيك صورة غير صورتها الحقيقية اذا كانت نظرتك صطحية فوقية ولكن عند التعمق في النظرة تظهر لك حقيقتها وسترى ان كل هذه المجموعات لها هدف واحد وخدمة واحدة هي تحقيق مخططات ال سعود التي تدعوا الى تدمير العراق وذبح العراقيين ومنعهم من السير في طريق الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية وبناء دولة المؤسسات دولة القانون دولة يحكمها القانون يحكمها الشعب لا يحكمها فرد ولا عائلة ولا عشيرة ولا حزب

لو نظرت الى البرزاني ومن حوله الى النجيفي ومن حوله الى علاوي ومن حوله الى الصرخي ومن حوله اردغوان ومن حوله ابو بكر البغدادي ومن حوله نظرة فوقية لاتضح لك انها جهات متضادة متخالفة بعضها لا تلتقي ببعض لكنها في الحقيقة متوحدة في خدمة مخططات ال سعود متوحدة في طاعة ال سعود متنافسة في تنفيذ اوامر ال سعود كل جهة تدعي انها الاكثر طاعة والاكثر خدمة في تنفيذ اوامر ال سعود من اجل تحقيق الجائزة الاولى والاقرب درجة منهم

وما داعش الوهابية الا اسم يضم في طياته كل هذه المجموعات الارهابية والاسماء المختلفة لهذا فان البرزاني والنجيفي وعلاوي والصرخي اكثر خطرا من داعش الوهابية وال سعود واردوغان بل انهم مصدر الخطر ولولا هؤلاء لما استطاعت داعش الوهابية من الدخول الى العراق واحتلال ثلث ارضه وتهجير ثلث سكانه وذبح اكثر من مليوني عراقي واغتصاب واسر وذبح مليون عراقية ونهب اموالهم وتفجير منازلهم

لهذا يتطلب تشكيل جبهة وطنية مقاومة وفق ما يلي

اولا تضم كل العراقيين الاحرار الاشراف المخلصين الذين هدفهم خدمة الشعب والوطن لا خدمة انفسهم

ثانيا تضم كل العراقيين من مختلف الاديان والمعتقدات والافكار ومن كل المحافظات وكل الاقضية والنواحي والاحياء

ثالثا ان توضع خطة واحدة وبرنامج واحد ويسعى الجميع بتنافس صادق ومخلص لتطبيقه

رابعا ان تبدا مقاومة الجبهة بالمجموعات المتسترة والتي تحاول اخفاء نفسها فهولاء هم الذين يدعمون ويغذون ويرضعون ويرعون داعش الوهابية والمجموعات الصدامية امثال البرزاني النجيفي علاوي الصرخي

لهذا على القوى الوطنية العراقية جميعا ان تلبي دعوة التيار اليساري العراقي الذي قال في بيان اصدره داعيا الى جبهة وطنية مقاومة حيث قال

اذا كان العدو قد انتقل الى الهجوم النهائي المكشوف لتمزيق العراق فالواجب الوطني يحتم على القوى الوطنية على اختلاف مشاربها التوحد في جبهة وطنية تتصدى للجبهة الفاشية المتمثلة بالكيان الصهيوني اردوغان وال سعود وال حمد والعميل المسعور البرزاني وفلول كتلة البعث البرلمانية

فالهوية الوطنية الجامعة هي الضمانة الوحيدة للهويات الفرعية

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم