أقلام حرة

البرزاني يقامر على حساب الشعب الكوردي

emad aliمن يدقق في كيفية تعامل الحزب الديموقراطي الكوردستاني ورئيسه البرزاني مع القضية الكوردية والطريقة التي يتخذها مسارا في مسايرته للمستجدات الداخلية والخارجية، وقرائته للوقائع بالشكل وا لخلفية التي يحملها، سوف يعلم ما يهتم بها وما الاهداف العامة التي يتخذها من الاولويات والمعتقد بانها لا تكون لصالح الشعب الكوردي، كما مررنا كثيرا من التجارب التي تؤكد لنا هذا الراي .

الحرب الداخلية في كوردستان برزت وبينت عقلية ونوايا الاطراف وطريقة تفكيرهم ونظرتهم الى الشعب الكوردستاني وتضحياته واحلامه . ان البرزاني التجا في نهاية الامر، اي بعد ان حُصر في زاوية ضيقة الى الد اعداء الشعب الكوردستاني وهو النظام البعثي واستنجد بقواته واحتلبها اربيل ولم يخجل من نفسه ولو لحظة، ولحد اليوم لم يعتذر من الشعب الكوردستاني والقوى التي تضررت من دخول الجيش العراقي الى برلمان كوردستان على ما اصابهم في حينه . اضافة الى المساعدات المتعددة الجوانب من قبل تركيا التي رجحت كفته في قتاله مع الاتحاد الوطني الكوردستاني وكيف تنازل له ونفذ كل ما يؤتمر به من محارةب الحزب العمال الكرودستاني لحد مقاتلته .

بعد اكثر من عقدين من تحرر اقليم كوردستان فان الوضع افضل من ايامه الجاف ابان الحكومات العراقية، بشكل ما رغم النقص من كافة النواحي وما اصيب به والازمات المتكررة وعدم الاستقرار ، الا ان الواقع تغير بشكل جذري بعد سقوط النظام العراقي السابق، واصبحت الطريق واسعة والفرصة سانحة للقوى الكوردستانية في تحقيق اهدافهم وشعاراتهم، الا ان الصراع العلني والخفي بين الطرفين الرئيسين، ومنافستهم ونزاعاتهم التي لم تنقطع، اثرت بشكل كبير على مسيرة نضال الشعب الكوردي . انقسم الحزبان المتنفذان على المحورين وقسموا اقليم كوردستان على الارض الى قسمين لحد الساعة ر غم وجود حكومة واحدة وبرلمان موحد .

اليوم وبعد المعادلات المستجدة نتيجة ما حدثت في سوريا منذ سنين، والتغيير المفاجيء بعد دخول روسيا الخط بشكل اكثر واقوى، فان تسارع الاحداث اصبح بشكل لا يمكن قراءة نتائجه بسهولة . وبعد اسقاط الطائرة الروسية والارهاب الذي ضرب باريس وتدخل دول الغرب بشكل مكثف في المنطقة، فان التوجهات لم تبق على حالها من كافة الجوانب .

لقد ياست تركيا من فرض المنطقة العازلة في شمال سوريا، وتحركت بعد اسقاطها الطائرة الروسية ولا يمكن ان نعتقد بانها تتمكن من تحقيق ما اتفقت مع امريكا حوله، وبعد ان ركزت روسيا على قصف المناطق التي تتواجد فيها القوى التي كانت تركيا تعتبرها من استراتيجيتها المستقبلية في التعاون معهم او دعمهم . وكتكتيك يومي سريع لبناء موقع لها لتتخذ موقفا استراتيجيا، اتخذت تركيا خطوة مفاجئة من دخول قواتها بشكل اكبر من قبل وما كان موجودا في اقليم كروستان والان في منطقة الموصل، وكما اعلنت تركيا بعد اتفاق ضمني مع البرزاني، كما هو مستمر عليه منذ الحرب الداخلية الكوردستانية، وبغض الطرف من قبل امريكا وانفعال ايران وازدياد ضغوطاتها على الحكومة العراقية للرد على تركيا، والتي اتخذت موقفا غير مسبوق اتجاه ما يحدث . والتحركات التركية التي وصلت الى ما يمكن ان نقول انها تريد ان تعوض عما خسرتها في سوريا جائت بعد عودة البرزاني من السعودية، والمعلوم عن المحور الذي يضم تركيا والقطر وامريكا، والسعودية بثقل اخف .

ان قرانا واقع كوردستان بعد هذه الخطوة من قبل البرزاني، والتي تعتبر مغامرة له ومقامرة بمقدرات الشعب ومستقبله وتضحياته، وهي غير مضمونة النتيجة، اي لا يمكن ان نجزم قاطعا في النتيجة التي تقع بعد التحركات التي تحدث في المستقبل القريب في المنطقة، وبالاخص ما يجاور اقليم كوردستان وسوريا ايضا . وعليه، لا يمكن ان نعتقد بان البرازتي قد يخرج منها سالما ان لم يكن قد حسب الاحتمالات النهائية، ولا اعتقد ان يفعله لانه لم يحسبها من قبل باي نسبة كانت، والدليل؛ رغم تحالفه القوي مع تركيا، الا انها لم تحرك ساكنا عند توجه داعش نحو كوردستان، هذا ان لم تكن تركيا هي من دفعت داعش بشكل مباشر كان او غير مباشر نحو كوردستان، لتحقيق ما عملت عليه من قبل ولم تتمكن من تحقيقه، وتنوي ان تضرب به العصفورين بحجر واحد . اطاحة باقليم كورسدتانو تجربته واعادة الوضع الى ماكان عليه، ليؤثر هذا على القوى الاخرى في كوردستان تركيا ولكتم انفساهم من جهة، ولتكون هي لاعبا اساسيا في رسم المنطقة بعدما اخطات بداية وهي لم تشارك في حرب تحرير العراق من جهة ثانية .

اي، ان السيد البرزاني وبمغامراته غير المضمونة قد وضع الشعب الكوردي على حافة النتائج المخيبة في الاحتمالات الخطرة المنتظرة في المنطقة، ولا يمكن ان لا نخشى شرا منتظرا كاحد الاحتمالات من جراء التغييرات، وما يحدث من افرازات للتحركات القوية من قبل القوى الكبرى في المنطقة . فان مغامرة البرزاني ان كانت بدوافع حل المأزق الداخلية التي وقع فيها نتيجة الازمة الاقتصادية والسياسية، ام من خلال سياساته المشكوكة في تحالفه مع تركيا ودول الخليج دون ضمان يُذكر لما يؤول اليه الوضع، فهو مقامرة كبيرة على حساب الشعب الكوردي وتطلعاته .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم