أقلام حرة

حادثة بعشيقة وما وراءها

emad aliمن المعلوم ان بعشيقة في سهل نينوى وقريبة من مدينة الموصل وكما يُقال بخطوات، وبامكان تركيا ان تامر قواتها بالهجوم على الموصل متى ما شائت، وليست قريبة من القنديل كي يدعوا بانها جاءت لتحارب الحزب العمال الكوردستاني كما حدث من قبل من جهة، ولا يمكن ان تحارب القوات التركية في قنديل بدبابات ومدرعات من جهة اخرى، لانها كما نلعم مناطق وعرة ستندم على فعلتها ان اقدمت على ذلك. وكان بامكان الدبابات التوجه الى اربيل في الليلة ذاتها، ولم نكن نسمع لا من بغداد ولا من ايران ولا من اية جهة اخرى اعتراضا عليها لانها لا يمكن ان تؤثر على استراتيجياتهم جميعا .

بينما تتوجه هذه القوات التركية الى بعشيقة ويمكن ان يحدث فيها المطلوب من التحضيرات لامر اكبر من ما يتم مستقبلا، ويمكن يمكن تطلق تركيا يدها لتتمكن القوة التركية التي ستزيدها عددا وعدة مهما اعترضت بغداد من السيطرة على زمام الامور فيما تؤول اليه الموصل، وليس تدريب الجيش العراقي او البيشمركَة كما تدعيه تركيا ورئاسة اقليم كوردستان ايضا .

وجود الجيش التركي في اثليم كوردستان ليس جديدا على الجميع ومر سابقا دون هذه الضجة التي نسمعها اليوم، بل ما فعله الاعلام وكشف الحقيقة في ساعتها هو الذي استجد بعد مجيء القوات الجديدة الى تلك المنطقة من جهة، وتوجهها وهدفها غير المعلن وليس لمحاربة الحزب العمال الكوردستاني كما يعتقد البعض، بل جاء لوضع اللبنة الاولى لعمل استراتيجي تركيي وهي تنتظره منذ عقود، وعليه وهي لا تنسحب مهما ادعت بل ستزيد من قوتها على الارض، ولن تتمكن بغداد من ردعها مهما حفزت او اثيرت على تلك الردود اللفظية، و كما نعلم كيف تراخت في ردود فعلها منذ الامس بعد ردود الفعل القوية منذ بداياتها.

ولا يمكن الا ان نقارن هذه الحادثة وما برز منها الا بالافك في زمن الرسول، فانها تبين لنا لغطا كبيرا بين الحقيقة فيما تقدم عليه القوات التركية ومن يرافقها ومهامها وكيف انكشفت ومن ادلى بتصريح مجيئها وعوقب على اثره، ومن الاخبار التي برزت هو تخلف بعض العربات وتيههم عن المقصد، ولم يدلهم الا ابناء تلك المنطقة وكشف امرهم، فلا نلعم هل حدث ما حدث في الافك بحنود الترك في هذا العصر ام لا، بينما الافك معلوم عنها انها لم تبين الخطا من الصح لحد هذه الساعة، فلم يصدر عن احد التاكيد، بل استنكروا من تكلم عنها جهرا وتاثر به الرسول نفسيا. ولكننا لم نر اردوغان ان يتاثر بما حصل لجنوده التي تخلفوا عن الركب والقافلة وما احدثوه من الهيجان ووصل الى الاعلام امرهم اكثر من الذين وصلوا القاعدة بسلام في ليلة كحلاء .

كل ما خرج من انقرة انها لن ترسل قوات اضافية اخرى، وهذا غير صحيح ايضا، لانها سترسل بعد ان يهدا روع هذه الحادثة، لانها لم ولن تجد طريقة اخرى لتعويض ما حصل لها في سوريا الا هذا البديل. فبعشيقة اصبحت محطة انطلاق لاحتلال الموصل بعد التخلص من داعش ولا يمكن ان يعرف احد مصيرها وتبعيتها مستقبلا .. اللهم انا شهدنا اليوم لما نعتقد جازمين ما يحصل قريبا، ولكم القول .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم