أقلام حرة

عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي

emad aliلقد وقع اقليم كوردستان في مطبة ازمة اقتصادية كبرى بعد ان قطع المالكي ميزانيته، ولم يحسب لهذا الاحتمال باي شكل ولم يفكر فيه ابدا، ووقع ما وقع من التخبط ويعاني الشعب الكوردي منه منذ اكثر من سنة، ولحد اليوم يعاني المواطن من تلك الحسابات الخاطئة او بالاحرى عدم الحساب بتاتا لما يمكن ان يحدث قبل حدوثه .

بعد اقتراب داعش من اربيل ومن ثم احتلالهم لسنجار، شاهدنا كيف جمع الاغنياء والقادة التي يعتاشون على قوت الشعب ما لديهم من الاموال والمكتنزات وتوجهوا الى الحدود خوفا من داعش، كان هذا ايضا لعدم الاحتساب للاحتمالات العسكرية وعدم الاهتمام بما يمكن ان نصل اليه، وعدم قدرة القيادة السياسية الموجودة من قراءة ما يحدث او عدم امكانهم الاحتراز من الاحتمالات التي تصعب امرهم ومسيرتهم وكانوا نائمين على اذانهم غير مستمعين لاحد .

اليوم وبعد مجيء الجيش التركي الى العراق بعد تغيير المعادلات، وما وصلت تركيا اليه من انحصارها وعزلها تقريبا في المنقطة بعيدا عن كل ما فكرت به، وهي توجهت الى اقليم كوردستان بشكل غير مباشر في انقاذها، وهو اخر ما يمكن ان تستعين بها . فاليوم نرى اقليم يتخبط في مسيرته وليس متيقن من ما يحدث وهو لازال متخلفا عن الركب بل وضع نفسه تابعا للخاسر الاكبر في المستحدث او المستجدات التي حصلت في المنطقة .

من الحوادث الكثيرة التي حدثت في المنطقة وكيفية تعامل اقليم كروسدتان معها يستوضح لدينا امورا كثيرة، ومنها؛ ان اقليم كروسدتان والسلطة فيه ليس لديهم اسرتتيجية وتعمق في الادارة بقدر تسييرهم للامور اليومية كيفما كان، اي لا يمكن ان نعتقد بانهم مهتمين بقرائتهم لاي امر يحدث مستقبلا وعدم معرفتهم للاحتمالات الكثيرة على الاقل لقرائتها وبحثها وتحديد كيفية التعامل معها وفق امكانيتها او تدبير ما يمكن ان يقلل من شرها.

ما نريد ان نقوله هنا، ان المرحلة المقبلة فيها ما يمكن ان نتصور تغييرا جذريا ويمس الجميع بمن فيهم اقليم كوردستان . ان ما نعلمه ان السلطة الكوردستانية ليس لديها اية استراتيجية للتعامل مع المستجدات، علاوة على عدم اتقان اللعبة باي شكل كان، واحتقان وتذمر الشعب الكوردي من قياداته وسلطته نتيجة تورطها في ما فعلته للاقليم من التضرر به . وفوق ذلك انه يمكن ان يُستغل الشعب والسلطة الموجودة على هذه الحال من قبل المتربصين بهم من اجل واد تجربتهم وتذهب تضحياتهم سدى . اي القيادة الفاشلة في واقع سياسي فاسد وشعب محتقن بوجود اعداء متربصين، في واقع يمكن ان ننتظر فيه تغييرا شاملا، وما نصل اليه لا يمكن قرائته بشكل مطلق، بينما القيادات الكوردية تحكم بلامبالاة غير متصورة منها، وهي لا تزال تضع مصالح ضيقة امام اهداف كبيرة ضحى من اجلها الشباب المخلصين طوال الثورات السابقة. اي، ان اي احتمال لم يدرس من قبل السلطة الكوردستانية وانها وضعت اقليم كوردستان بيد القدر .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم