أقلام حرة

ملتقى المحافظات الست وبداية خارطة الطريق!!

بدا السيد سليم الجبوري متحمساً في عقد هذا الملتقى، كما ان خطابه الثوري يذكرنا بخطاب كنا نسمعه في زمن القائد الضرورة، وبدا رئيس البرلمان حريصاً جداً على مستقبل العراق وشعبه، حتى ان مفرداته كانت تحمل كلمة "أهلنا" ونحن لا نعلم من هم أهله هل العراق وشعبه ام اهل السنة فقط ؟!

هنا لا بد من سوْال للسيد رئيس البرلمان الموقر من هي هذه المحافظات الست، وهل بغداد تدخل في مخططكم ام انها معدة سلفاً لتكون جزءً من لعبة سياسية أعدت وخطط لها جيداً في الدوحة، وهل تعتقدون ان بغداد هي واحدة من المحافظات الست ؟!! .

هل أجريتم مسحاً لسكانها؟! ام هل تابعتم وراقبتم زيارة المشاهد المطهرة في الكاظمية في ذكرى وفاة الامام الكاظم (ع) ام النزوح المليوني في ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع) .

الجانب الاخر السيد رئيس جمهوريتنا العتيد ذات ٨٦ عاماً هو الاخر منساقاً مع هذا الخطاب التقسيمي المبطن، وردد ما يقوله ويدعوا له ربيب الاخوان المسلمين، والذين يشهد لهم تاريخ مصر كيف حولوها الى ساحات مذابح وقتل بين ليلة وضحاها، كما ان رئيس الجمهورية بدا كأنه في واد وخطابه في واد اخر، او انه غير مقتنع بأوراقه الرئاسية الصفراء التي حملت بين كلماتها إشارات واضحة للبدء بتنفيذ موتمر الدوحة والتاسيس لسايكس بيكو جديد في العراق ؟!!

موتمر المحافظات الست والتي هي "كركوك، الموصل، صلاح الدين، ديالى، الانبار، بغداد" جاء في وقت ومنعطف خطير، كثرت فيه سهام الغدر والخيانة وبيع الضمير للدولار الخليجي حتى بات سياسيوا العراق الجدد لا يأبهون بمصلحة شعباً انتخبهم واختارهم ليكونوا ممثلين عنه في مجلس النواب "الافتراضي"، فالموصل مدينة سنية سقطت بايدي اَهلها مع تعاون الحواضن وبعض المرتزقة الشيشان والافغان والاوربيين،بل ان جميع التقارير ما بعد عام ٢٠٠٥ تؤكد ان المدينة ساقطة تماماً بيد القاعدة وحلفائهم وما سقوط الموصل سوى اعلان لا اكثر، واما صلاح الدين فجريمة سبايكر ما زالت شاخصة وستبقى، والتي تثبت تورط ابناء البعث الصدامي وبعض العشائر المعروفة في المنطقة وبأسماء معلومة لا لبس فيها او شك، واما مدينة البرتقال فلا اعلم هل الاغلبية لأهل السنة ام انها خليط متجانس من الشيعة والسنة والتركمان والفيلية؟!

تبقى مدينة المآذن والمساجد، والتي هي سقطت بايدي الضباط وفدائيي صدام وقادة الحرس الجمهوري بمساعدة العشائر هناك ومعممي الفتن سقطت المدينة عند اَهلها مع انسحاب القوات الامنية والتي هي بالأصل جزء من سكانها، اذ لا وجود للشيعة هناك، وما موجود من شيعة هم من الجيش وهو خارج المدينة وهذا بطلب من السيد الجبوري وشلته السياسية؟!

تبقى مدينة كركوك، وهنا اتساءل وسؤالي موجه للسيد رئيس البرلمان ومن يعطيها لك يا سيادة رئيس البرلمان العتيد، فالسيد البارزاني (القائد الضرورة) جيّش الجيوش واستعان بالغرب وأدخل الأتراك والمرتزقة واليهود لرد اي محاولة في تضييع حقه في هذه المدينة الغنية بالنفط، والتي يعتمد عليها العشائري المتعجرف في تمدد إمبراطوريته القبلية ؟!

تبقى بغداد، وانا ادعوك باسم الشفافية والدبلوماسية ان تشارك او تراقب زيارة الامام الكاظم يوم شهادته لتعرف لمن هي، كما اني ادعوك ان تركز جيداً وانت ضليع في هذا الامر ان تقرأ التاريخ جيداً فلا تخطأ في قراءتك؟!

الامر المهم هو غياب رأي النواب الممثلين للشعب في هذا الملتقى، وكما ان من حضر في الملتقى السني من الشيعة لم نسمع لهم صوتاً او موقفاً يثبت الثوابت ويمحو الامال الزائفة للبعض في بناء بلدٍ منقسم على اسس طائفية وقومية، خصوصاً وان الحضور الشيعي كان واضحاً في شخصيات اسلامية تتبنى موقف العراق الواحد الموحد .

هذا الموتمر الذي يأتي مكملاً لمؤتمر الدوحة السيء الصيت المرسخ للطائفية والمكونات والداعي الى رسم خارطة تقسيمية جديدة للبلاد رُسمت واعدت في الغرف المظلمة، والتغاظي عن التضحيات الكبيرة للقوات الامنية ومتطوعي الحشد الشعبي وهم يحمون ويدافعون عن المدن السنية، وتسير قوافل من الشهداء يومياً من اجل طرد الارهاب الداعشي من البلاد بغض النظر عن الدين والمذهب او القومية، وما بيانات الشجب والاستنكار والتهديد الذي أطلقته فصائل الحشد الشعبي على اثر الاجتياح التركي لشمال العراق الا حرصاً على سلامة ووحدة البلاد وحرمة أراضيها .

مجلس النواب الذي يعد اعلى سلطة في البلاد، والممثلة فيه جميع المكونات السياسية، والتي من المفترض ان تمثل من خلالها مصلحة البلاد وشعبه ككل سواءً في المحافل الدولية او المحلية بعيداً عن التخندقات المناطقية او الحزبية .

كما يجب على التحالف الوطني ان يكون له موقف ورأي من هده الموتمرات التي كانت سبباً مباشراً في التغطية على التامر السياسي والامني، وان سكون لهم موقفاً واضحاً من المحرضين والمتامرين على المشروع الوطني الذي كان نتاجه التضحيات الجسام من ابناء هذا الشعب المرتهن .

عذراً فاني لست طائفياً، لان العراق بيتي، والشعب اهلي، فمن يملك هذه المقومات يكون حراً .

 

‏‫ محمد حسن الساعدي

في المثقف اليوم