أقلام حرة

لماذا رفضت المانيا طلبا للولايات المتحدة؟!

dawd alkabiالرفض جاء مفاجئة للولايات المتحدة، ومخيبا للآمال، خصوصا وانه ما يتعلق بقضايا الارهاب . إذ إن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بعث برسالة للحكومة الالمانية طلب منها فيها المساهمة بجهد عسكري اكبر مما تقوم به الحكومة الالمانية الآن، وذلك بعد اسبوع واحد من مصادقة البرلمان الالماني على المشاركة في الحملة العسكرية بسوريا في خطوة جادة للقضاء على تنظيم داعش الارهبي، على اعتبار أن المانيا احد حلفاء الولايات المتحدة الذين تحالفوا للقضاء على الارهاب الذي يهدد العالم .

لكن المانيا رفضت الطلب المقدم اليها من دون أن تدرسه، أو توضح الاسباب الموجبة لهذا الرفض، ما يدعو الى وضع اكثر من علامة استفهام لهذا الرفض الذي جاء متسرعا وعلى العكس مما كان متوقعا . لكن حكومة المانيا رجعت وقالت على لسان مستشارتها ميركل، وهو قولها : أعتقد ان المانيا تقوم بدورها، ولا حاجة لنا للخوض في أمور جديدة تتعلق بهذا الموضوع الآن .

وكانت مشاركة المانيا تتضمن ستة طائرات مراقبة ورصد من طراز تورنادو، وفرقاطة تقوم بحماية حاملة الطائرات الفرنسية (شارل ديغول)، وطائرات صهريج لتزويد المقاتلات بالوقود في الجو، علاوة على 1200 عسكري . وأن مشاركتها بهذه القوة كرد مباشر على طلب تقدمت به فرنسا عقب هجمات باريس الاخيرة التي راح ضحيتها 130 قتيلا.

لكن بعض المحللين السياسيين يعتقد أن المانيا لها نية صادقة للمشاركة في الضربات الجوية على مواقع داعش الارهابي في سوريا. وقالوا : ان المانيا عبرت في السنتين الاخيرتين عن رغبة متزايدة في المشاركة بقواتها في مهمات خارج حدودها . واشاروا الى أن لالمانيا اكثر من 3000 عسكري يشاركون في مهمات خارج حدود البلاد، وسيرتفع هذا العدد عندما ينضم العسكريون الـ 1200 الى المهمة في سوريا. وهي في نيتها ارسال 650 عسكريا الى مالي للمشاركة في الحملة التي يخوضها الفرنسيون ضد المسلحين الاسلاميين في ذلك البلد الافريقي .

إن مشاركة المانيا في هذا التحالف، تكون مهمة وعلى مستويات عدة، منها قوتها الجوية العظيمة والترسانة العسكرية الكبيرة، وجيشها الجبار، وخبراتها الاخرى على المستوى العسكري التكنيكي، هذا وغيره ما يحسب له الف حساب، وهو ما دعا الولايات المتحدة أن تحفزها للمشاركة الواسعة مع الحلفاء بمحاربة قوى الظلام والارهاب الذي بات اليوم يهدد كيان وامن العالم كله، حيث لم تسلم أية دولة من تطاولها واجرامها .

ونعتقد أن المانيا ستتراجع عن قرارها الاخيرة، من عدم المشاركة بأكثر مما تشارك به الحلفاء الآن، وأن هذا الرفض جاء متسرعا لأسباب الحكومة الالمانية اعرف به، سيما وانها تدرك أن الارهاب بات يهددها ويهدد مصالحها، ولابد لها في نهاية المطاف من المشاركة الفاعلة للقضاء على داعش والذي هو آيلا للسقوط والنهاية، بعد تلقيه الضربات الموجعة من الحلفاء، وبالخصوص ضربات الروس المركزة على اوكارهم .

 

داود سلمان الكعبي

 

في المثقف اليوم