أقلام حرة

تشخيص الداء طريقنا لمعرفة الدواء

nabil ahmadalamirهناك تردي أمني ملحوظ بالدولة العراقية عموماً، وبمدينة البصرة خصوصاً، لايمكن المزايدة من أحد عليه، ولهذا التردي اسباب ومفاصل كثيرة، سنُحاول إيجازها بهذه الرسالة للوقوف عليها ومعالجتها من قبل أصحاب الشأن والقرار في الدولة العراقية .

وأظنّ انه كان بالامكان الحد من هذا التدهور الخطير لو تَسَلّم الملف الأمني بالمدينة رجل يجمع بين:

- الخبرة في الشؤون الإدارية .

- الخبرة في الادارة العسكرية وشؤونها.

- الوطنية الخالصة للعراق.

ونُجْمل اسباب الخلل الامني حسب رؤيتنا بــ:

 

1 - الفساد المالي والاداري:

الذي قسم كبير منه تذهب إيراداته لتمويل الارهاب عن طريق جهات متنفذة في الدولة .

 

2- ضعف الاداء الأمني والإداري:

إن ضعف الاداء لكبار القيادات الامنية والإدارية بالوزارات والأجهزة الأمنية، وفقدان عامل الانسجام بين الوزارات والقيادات العسكرية، وعدم وجود وزير مُلم في عمله وذو خبرة عسكرية ميدانية وإدارية في ادارة القيادات المنتشرة في عموم العراق، سبب رئيسي للإخفاق الأمني .

 

3- فساد بعض القيادات الكبيرة:

ان الفساد المالي والإداري والأخلاقي لبعض القيادات الامنية والعسكرية الكبيرة بالعراق عامل أساسي في بقاء الوضع الأمني متردّي بالعراق .

 

4- الفشل في وضع الخطط:

إن الفشل في وضع الخطط التي تعالج اماكن تواجد الخطر، وتمركز الاهداف الارهابية، وتُقاطع خطط الإرهابيين المتجددة، يُعطي مساحة حركة واسعة للإرهاب والإرهابيين في الإتصال والحركة بين القرى والمحافظات بالعراق

 

5- فشل العمل الإستخباري:

إن فشل عنصر الاستخبارات العسكرية في ايصال المعلومات الخطيرة والمهمة في الوقت المناسب لمركز القيادة، والاستجابة البطيئة لمراكز القيادة الأمنية، من اجل عمل ضربات استباقية ضد الإرهاب والإرهابيين، جعل إستباقية الحركة والتنفيذ بيد الإرهابيين وليس بيد الدولة .

 

6- فشل القضاء في سرعة حسم الملفات:

إن تسييس القضاء من جهة، وفشله من جهة أخرى في الاسراع لحسم اغلب الملفّات والجرائم، وعدم الاسراع بتنفيذ العقوبات وخاصة الاعدامات، والتي ساهمت في انتشار الإرهاب والجريمة بشكل واسع، جعل إمكانية إستمرار القيادات الإرهابية وهي داخل السجون بالإتصال بقواعدها لإصدار التعليمات لها بالأعمال الإرهابية سهل الحدوث .

لذلك أنصح من بيده الأمر الوقوف على هذه الاسباب جميعاً ودراستها مع المعنيين في القيادات الأمنية وأصحاب الشأن والإختصاص، لمعالجتها بالوسائل الإدارية والأمنية الصحيحة، للحد من الإنحدار الأمني الذي يدفع ثمنه العراقيون يومياً من دمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم، لأن معرفة الداء وسببه، هو بداية حقيقية صحيحة للعلاج الصحيح .

 

والله من وراء القصد .

 

د. نبيل احمد الامير

 

في المثقف اليوم