أقلام حرة

ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون؟

emad aliبين المحاربة والتحفظ عن والدعم، لداعش، بون شاسع . انك ان كانت لديك اولويات اهم لك، وتنظر للمعادلة التي تعمل وفقها اوالنتيجة التي تهمك او المصلحة التي تعتبرها اهم لبلدك، سواء عملت بتضليل الاخر بناءا عليها او باللعبة الخشنة غير الصالحة، انه امر طبيعي في السياسة ولا يمكن لاحد ان يلومك عليه كثيرا . لانه الامر الواقع وعدم دعم هذا التنظيم الشاذ سيؤدي في النهاية الى تقوقعه، ومن ثم انقراضه بعد ضربة قاضية حقيقية وليس اللعب معه من جهة ودعمه في الخفاء من جهة اخرى، كما يفعل الكثيرون .

روسيا على علم بما ينويه الاخر سواء من خلال دعمه للارهاب في فرض الامر الواقع ام في تعامله مع المنطقة من خلال فك وتحليل المعادلات، وما تفرزه من اجل ميله نحو جهة مرادة وواقع منتظر منه . ليس منتظرا من الذين مهدوا لداعش ان يفرض مبتغاه بهذه السهولة ان يحاربوه ويستئصلوه في وقت معين، لانهم لم يفعلوا ذلك حسنة وانما يريدون تحقيق هدف لا تفيد المنطقة بل من اجلهم هم فقط، ويعتقدون اليوم بامكانهم من خلال تلك اللعبة من حد المساحة والساحة التي يمكن يلعب فيها المحور الروسي .

انهم اتهموا روسيا بانها لم تحارب داعش منذ مجيئها، سوى ما رددته امريكا بذاتها او ذيولها في المنطقة، وخاصة تركيا التي لم تفعل الا ما يجعل يديها ممتدة لتحقيق مصالحها فقط، بل هي من دعمت داعش الارهابي من اجل تقوية موقفها، وبعدما تيقنت من انها لم تصل الى الثمرة، رفعت صوتها متهمة المحور الاخر بعدم محاربة داعش بقدر محاربتهم للموالين لها . بينما اليوم والبارحة كشفت المصادر، ان روسيا تدعم الجيش السوري الحر اكثر من المحور الاخر، وبذلك فندت زيف ادعاءات تركيا والطرف الاخر جميعا وباعتراف الجمي . وعندما ترفع روسيا صوتها بان المحور الاخر يلعب بداعش من اجل اهدف اخرى، وانهم سيبقون عليه كما اعلنوا بان افناءه يحتاج لسنين، وبعدما جاءت روسيا بقوة، تراجعوا وقالوا سوف ينتهي داعش قريبا، اليس هذا الا دليل على زيف ادعاءات المحور الاخر من محاربة داعش .

بين عدم المحاربة والدعم مساحة كبيرة، فان لم تحارب روسيا على الرغم من انها تدعي قصفها اليومي ودعمها للجيش الحر مع اهداف اخرى، فانها على الاقل لم تدعمه لاهداف خاصة بها . وهذه نقطة لصالحها، وان قيد مجيء روسيا من تحرك الاخرين وتضليلاتهم صوب داعش ودفع بتحرك الاخرين خوفا من تقدم روسيا وانهاء الامر في وقت معين بعيدا عنهم، انها معالدة سيكون لها وقعا ايجابيا وكما حدثت سوف تقلص من بقاء داعش كما هو. او يعتقد البعض بانه اصبح عملية انهاء داعش مزايدة بين المحورين نتيجة محاولة كل منهما من تحقيق اهدافه في التوصل الى الاولوية التي وضعها امامها قبل فوات الاوان . كل هذا يفند ما تدعيه تركيا قبل المحور الامريكي عدم محاربة روسيا للارهاب في سوريا نتيجة ما تستفيد روسيا من انهاء داعش والبقاء على سوريا ضمن محوره سواء بوجود الاسد او عدمه . بل ازداد هذا الراي والموقف المناقض من قبل تركيا من عزلتها هي وكشف زيف ادعائاتها حول محاربة داعش، بينما العالم كشفوا بالدليل القاطع ان انتشار داعش وتقويته جاء بدعم او غض الطرف من قبل تركيا نفسها، وما مهدت له من اجتياح العراق في لحظة غافلة ومن خلال ثغرة استغلتها تركيا قبل داعش، واغلب الظن انها دفعتهم لهذه الخطوة، وسيكشف لنا الايام المقبلة ما فعلته تركيا من تخطيط حول ما ستكون عليه المنطقة وما تكسبه من المنجزات واهمها؛ خطواتها حول ملكية الموصل وما تضمره او تخفيه لحد اليوم حولها منذ تاسيس الدولة العراقية . وانها تستخدم داعش لهذا الهدف كجزء من اهدافها في العراق وسوريا وما تعتبرهما من مماليكها ولها الحق التاريخي على مناطق فيهما . فان روسيا تحارب الارهاب بشكل واخرسواء لبقاء الدولة السورية على ما هي عليها، بينما تركيا والمحور الاخر يلعبون به ويستخدمونه كمقبض لمسك الجمرة الحارة في طريق تقدمهم لتحقيق اهدافهم الاستراتيجية، وريما ستحرق ايديهم في النهاية على اكثر الظنون .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم