أقلام حرة

ماذا تقصد السعودية بتحالفها الجديد؟

dawd alkabiالمملكة السعودية أعلنت تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة وقالت انه لمحاربة الإرهاب، وانه سيكون مقره العاصمة السعودية الرياض. وجاء ذلك بحسب بيان اصدرته السعودية، وفي مظمونه أنه سيتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب، ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود .

وتشارك في هذا التحالف -إلى جانب المملكة السعودية - كل من: الأردن ومصر وتركيا والإمارات وباكستان وقطر والبحرين وبنغلاديش وبنين وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجزر القمر وساحل العاج والكويت ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزيا والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن. وأشارت في بيانها أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ومنها جمهورية إندونيسيا. والعراق ليس في هذه الدول، كأن الامر لا يعنيها بالمرة، ولا هي التي تقاتل داعش نيابة عن العالم .

ونسأل: ماذا تقصد السعودية بهذا التحالف الذي تقول انه يهدف الى محاربة الارهاب والقضاء عليه ؟ . ونجيب : أن السعودية هي المتهم الاول لدهم الارهاب، وهذا لا يختلف عليه اثنان، ثم تأتي بعد ذلك قطر وتركيا والامارات وغيرها من الدول الاخرى . فالسعودية أما تقصد من وراء هذا التحالف المزعوم، هو تمويه الرأي العام من انها ضد الارهاب وليس معه، وحالها حال الدول الاخرى التي تريد القضاء عليه، بدليل انها لها نية صادقة وهذا دليل على تعتقده !.

واما انها تريد من وراء هذا التحالف ضم صوتها الى دعم الارهاب وليس القضاء على الارهاب، لأن السعودية تنظر الى الحوثيين الذين يقاتلون في اليمن على انهم ارهابيين، وهي الى اليوم تضرب اولئك المقاتلين بصواريخها وطياراتها ومدافعها منازلهم، فتسقط تلك الحمم البركانية على منازل الآمنين فتقتل النساء والشيوخ والاطفال . فحتى يكون ضربها للحوثيين تحت غطاء شرعي وقانوني لعبت هذه اللعبة، وتتصور على انها تنطلي على الآخرين .

العسودية تريد أن تبعد الكرة عن ملعبها، وأن تخلو ساحتها من الاتهام الموجه اليها، بل والمؤكد من انها اكبر داعم ومصدّر ايضا للارهاب في العالم، سواء بالمال والسلاح أو بغسل الادمغة، فالمذهب الذي تتدذهب به السعودية هو المذهب الوهابي القائم على العنف والتكفير وعدم التسامح، وهو ايضا مذهب ابن تيمية، والكل يعلم من هو هذا الرجل، ومذهب محمد بن عبد الوهاب .

إن داعش ومشتقاته هم يدينون بالمذهب الذي تتمذهب به السعودية، وهو المذهب الوهابي، فهل يصح أن وهابيا يقاتل وهابي، فمذهبهم لا يجوز ذلك . فحتى تكون السعودية صادقة بما تدعي، عليها أن ترفع يدها اولا من دعم الدواعش، وثانيا، وهو الاصعب عليها، أن تبدل هذا المذهب القائم على الكراهية والتكفير، وتتمذهب بمذهب آخر، يدعو الى العفو والتسامح، وحب الخير لكل الاديان والمذاهب الاخرى . فاذا انتهى المذهب الوهابي، انتهى التطرف، واذا انتهى التطرف انتهى العنف، واذا انتهى العنف انتهى الارهاب، واذا انتهى الارهاب، انتهى داعش . فلا نحتاج بعد ذلك الى تحالفات وقمم ومؤتمرات .

 

داود سلمان الكعبي

 

في المثقف اليوم