أقلام حرة

دولة عربية جديدة

yousif hadayتدخل تركي في شمال العراق، يتبعه بأيام اعلان سعودي عن قيادتها لتحالف اسلامي ضد الإرهاب، واكب هذين الحدثين المهمين قصف أمريكي مكثف على تنظيم داعش، ووعود من أوباما بتدمير هذا التنظيم المتطرف. مع امكانات إرسال قوات برية لدحره. كل ذلك يحيلنا إلى مخطط أمريكي لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، خلافا للخارطة البريطانية الفرنسية التي قُوضت بانتهاء أهم نتائج اتفاقية "سايكس بيكو" حين قام تنظيم داعش بفتح الحدود بين سوريا والعراق. إلغاء للحدود سيستمر حتى بعد القضاء على التنظيم المتطرف، فليس من مصلحة أمريكا ولا أي من حلفائها الاقليميين أن يعود الوضع كما هو عليه. فمن الصعب ارجاع عجلة التاريخ إلى الوراء، ولا حتى وضع عصا لإعاقة دورانها.

رسم الخارطة الجديدة سوف يبدأ من الموصل، ويزحف تدريجيا إلى دير الزور فالمناطق العربية في الحسكة إلى الرقة وما بعدها من مناطق يستولي علي داعش. ليتم بعدها الاعلان عن دولة مدنية ديمقراطية تقوم على أنقاض "دولة الخلافة".

ولعل التدخل الروسي القوي يكون سببا لتسريع وتيرة الأحداث ومن ثم الاسراع بتشكيل هذه الدولة سيما وأن ثمة بوادر عن اتفاق أمريكي روسي جديد يكون بمثابة خارطة طريق لمستقبل الشرق الاوسط.

لربما يكون الشرط الروسي الاساسي للموافقة على تشكل هذه الدولة الجديدة هو الابقاء على حكومة الأسد في دمشق ومدن الساحل السوري، فيما يكونان الجيش الحر في سوريا والحرس الوطني لسنة العراق نواة الجيش للدولة الفتية. دولة جديدة ومرحب بها في كل الاوساط الشعبية والسياسية.. سيوافق عليها الجميع ويبارك ولادتها الجميع..

 

يوسف هداي ميس

في المثقف اليوم