أقلام حرة

من الدعم الى الطرد

emad aliبعد ان فشل فيما كان يخطط ويصرف جل ما عنده من اجل نجاحه، وهو يفكر في مجد يسجله من خلال منفذ العثمانية كسلطنة وامبراطورية كاعادة التاريخ، وبعدما انتفت حاجة وموجبات بقاءها وعادت الى حدودها، فحاول اردوغان اعادة عقارب الساعة بحركة ليس لها اية ارضية للنجاح. وكما اكدته الايام وفشله فعاد الى طوره السابق بعد حركات بهلوانية امام قوى المنطقة وبالاخص اسرائيل، وما قام به كحركة طفولية وتمثيلية مكشوفة امام بيريس في المنتجى الاقتصادي. واليوم يعود خائبا الى مسلاخه مكروها مذموما. انه اعتبر نقسه منقذا للامة الاسلامية وقائدها، كاد ان ينجح في خدع الناس، لولا التغييرات على ارض الواقع التي كشفت زيفه في هذا الامر، وبين للجميع ان الحركات التي يقوم بها ليس الا لاسباب واهداف ذاتية سياسية يريد بها مد ارجله ازيد من البساط الذي يحمله ويمدها عليه، فاراد ان يوضح انه ناصر الضعفاء والمغدورين، ولم يجد لنجاحه اسهل من ذلك الا من خلال علاقاته ودعمه مع حركة الحماس، لكسب استعطاف الناس، على الرغم من علاقاته القوية مع اسرائيل. فاستغل الحصار على الغزة في سنة ،2010 واراد بحركة ما ان يبين بانه البطل المغوار الذي لا يوجد في المنطقة من يناطحه من العراب والمسلمين وكما عرض عضلاته لمرات واقتنع به العرب قبل الاخرين . اما اليوم بعد نكسة قوية، خضعوا جميعهم للامر الواقع ولامر اسرائيل، وهو السلطان الذي لا يمكن ان يقهر . فارسل ست سفن لكسر الحصار على غزة، وصدتها اسرائيل تواجهت بضرب قاتل من قبلها وعادت الى مواقعها مخذولة بعد ما اوقعت فيها خسائر بشرية عديدة .

و بعد ان وقع اردوغان في المطب الذي لم يحسب له فعاد مضطرا الى قالبه، ولم يجد منفذا الى العودة راضخة الى احضان اسرائيل في اتفاقية من موقعه الضعيف، وفرضت عليه ما لم يكن في الحسبان لدى المراقبين .

فبعد ان كان يدعي انه المدافع عن حركة حماس وراعيهم، اليوم وقع على طردهم من تركيا كاحد النقاط التي فرضته اسرائيل عليه مجبرا، وانه بهذا التنازل والخضوع كشف ما كان ينويه من تحركاته السابقة . والا ان الحصار لازال باقيا على الغزة . ولازالت عملية السلام تتراوح مكانها، بل يقتل يوميا من الفلسطينيين اكثر من اليوم الذي ادعى اردوغان انه ظهرهم ويدافع عنهم بكل قوة، واكثرنا علم بانه يدعي ذلك ليس الا من اجل منافع ذاتية ويصرح ما يهمه فقط ،والا لا تحتوى التصريحات على متن صادقة ونوايا تهم الفلسطينيين، الا بشكل مظهري .

بهذه الاتفقاية المخزية لتركيا مع اسرائيل اثبت اردوغان للعالم مدى براغماتيته وحركاته ليس الا لاستعراض وخطوات مكشوفة الهدف، واراد ان يستغل حركة الحماس ويدعي غير ما يضمن، ولكنه يهدف الى ان يعيد امجاد العثمانية، وباسم الاسلام كما فعلوا من قبل . اي اراد اردوغان استغلال الدين الاسلامي في بروز عرقه وو تحقيق نواياه الضيقة وليس من اجل عيون الفلسطينيين . وهكذا هو هذه القادة الضيقي الافق النرجسيين . والا هل من المعقول بعد كل هذه السنين العجاف على الفلسطينيين والادعاءات الفارغة، واخيرا تخضع لامر النقاط المفروضة عليك من قبل من ادعيت انك تعاديه من اجل مبدئك وعقيدتك .

من هذا العمل والتوجه كشف اردوغان زيف اداعائاته الاخرى من الانسانية والعقائد الدينية التي يدعي الاستناد عليها من خلال حزبه العدالة والتنمية . ولا يمكن ان يمرر ما يهدفه فيما بعد على اي ساذج في المنطقة .

بعد ان عزل اردوغان نفسه في زاوية حرجة جراء فعلته الطفلانية الساذجة من اسقاط الطائرة الروسية، لم يستفد منه الا انه اوقع نفسه في موقع اضعف مما كان عليه قبل ذلك الحادث . وبعدما تاكد ان الموقع الذي كان يخطط لاحتلاله في سوريا لم ينجح فيه، اقدم على الدخول الى الاراضي العراقية في الوقت الذي كان يتفاوض في سويسرا مع اسرائيل متنازلا عن كل ما كان يرفضه من قبل وقبل به هو صاغرا راكعا على ركبته . هذا هو اردوغان وافعاله وما يحمل من الافكار وا لعقلية البراغماتية باسم الدين لمن لا يعرفه . وهذه هي تركيا التي تتنازل عن حتى كرامتها وكل ما تملك من اجل منفعتها دون اي مبدا او اسس عقيدية التي تدعيها .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم