أقلام حرة

هل التحالف الاسلامي مع اسرائيل ام ضده؟

emad aliيبدو ان السعودية قد عزمت الامر حول تحالف جديد بعد ان ياست من التحالف القديم ، والجميع على اطلاع على من حالو من بعيد او قريب عرقلة انبثاقها كقوة مستقلة، وما عرقلت طريقها او عدم تحقيق ما ارادتها من قبل كل من امريكا وتركيا وهما المشاركان بداية فيه كما نعلم . اليوم بعد ان ايقنت السعوية من ما يجري من وراء التحالف والحركات الجديدة وبعد دخول روسيا المباشر وموقف امريكا والدول الاخرى منها، غيرت السعودية من مسارها وادارت وجهتها نحو تركيا، وتسارعت تركيا الى الانضمام بالسرعة القياسية بعد ان ادركت مدى موقفها الضعيف فيما يجري في المنطقة، املة ان تعوض ما خسرتها من حركة اردوغان البهلوانية الجنوينة لكي تكون لها اليد القوية في تحديد امر المنطقة اكثر من ايران ، الا انها لا يمكن ان تنجح فيما تبغيه . وان المملكة السعودية الان تتنافس ومعها تركيا من اجل استقطاب اكثر عدد من الدول الاسلامية ولتنافس ايران او تقف بالمرصاد لكل حركة من المحور الاخر مهما كانت توجهها، وهذا رفع الحد الفاصل النهائي بين المحورين بحيث انهى احتمال التعاون مع البعض والتعامل فيما بينهما في تحقيق اهدجاف مشتركة . السعودية استغلت الحراك الجديد بعد اسقاط تركيا الطائرة الروسية، وما شهدته المعادلات من التغييرات الجذرية وصعوبة موقف تركيا وخضوعها لامور كثيرة كانت تنكرها من قبل او تقف بعيدة عتها، نتجية اغترارها ونظرتها الاستعلائية الى ما يجري باعتبارها تنظر من موقع القيادة وليس طرفا فقط في كل حلف او معاهدة او اتفاقية او تحالف ينبثق في المنطقة، لا بل اصرت من قبل على فرض شروطها، وهي تريد ان تنفذ اهداف استراتيجية ذاتية من خلال ما يدخل في عمل التحالف، لذلك انسحبت من الكثير منها بعدما تاكدت بانها لن تكون الاطراف الاخرى الموجودة صيدا سهلا لتحقيق مغامراتها البهلوانية، نتيجة الدوافع الشخصية الذاتية المبنية على النرجسية الاردوغانية .

و اخيرا خضعت تركيا للامر الواقع وعادت الى ما كانت عليه مخذولا مذموما مخضوعا، ومحققا لمتطلبات اسرائيل بكل رحابة صدر رئيسها الذي تباهى بنفسه ومثّل كثيرا، وكل ما كان يقصده اردوغان من قبل هو بناء شعبية وان كانت زائفة في العالم الاسلامي، ويخدعهم على انه الرئيس الذي يمكن ان يقف ضد عدوهم الكلاسكي اسرائيل وما يدور فيما بين تركيا واسرائيل ليس ضد المسلمين، وما يدور في المنطقة ليس الا من فعل اسرائيل لوحدها . وبعدما ضعف موقف تركيا وتنازل بشكل اصبح واضحا بانها تخضع لكل شيء وهي ما تبين مدى عزلتها وضعفها امام اسرائيل الذي قتل من رجاله الكثيرين دون ان يهتم بموقفها وما يمكن ان تفعله، فانه وافق حتى على طرد قادة حركة حماس ومن ادعى بانه يحميهم في بلاده، ولن يكون محررهم كما شغل اعلامه بهم . الم يذكر العرب وا لمسلمون كيف ارتفع رصيد اردوغان من تلك الحركة التمثيلية المجوفة البائسة امام بيريز، ولم يكن ورائها الا تضليل الناس فقط . فاليوم تبين ما كنا نقوله ونعلنه في حينه، ان هذا ليس من اجل عيون فلسطين ولا حماس وانما من اجل بيان ما تضمره الذات الاناني فقط ومن اجل تضليل المسملين العاطفيين .

اليوم وبهذه الظروف التي تحيط بالمنطقة وما وقعت فيها تركيا وخضعت للامر الواقع، لا يمكن ان تتعامل مع ما يجري كما كانت، فانها سوف تعلم مكانتها وثقلها في المعادلات . فعليه استغلتها السعودية ومعها قطر من اجل انبثاق تحالف اسلامي ومعهم دول تابعة لا يوجد فيهم الا الصغار المنعزلين او اصحاب اثقال غير موزونة او بالاحرى خفيفة بالشكل لا يمكن ان يحسبوا رقما، وما التضخيم من السعودية الا من اجل استفزاز ايران وحثها على التحرك من اجل التنازل لتحقيق امور خاصة بهم في سورية والمنطقة فقط . ولم يكن الموقف من الحزب العمال الكوردساتي والاتحاد الديموقراطي الكوردي الا لترضية تركيا من جهة وضد ايران من جهة اخرى .

و عليه ان التحالف ليس الا مساعدة سخية من قبل من يضمن لاسرائيل مساحة اوسع في اراحة بالها، وعدم الاكتراث بما يجري بل ضمان ما يقع مستقبلا الا لصالحها، وماتصنعه ايديهم لم يقف حجر عثرة في مستقبلها، على العكس من تحالف ايران ومن معها على الاقل ظاهريا . وتريد السعودية من خلال هذا التحالف بعد التحالف القديم الفاشل وما تتلقاه من الضربات في اليمن، ان تبين قوتها غير الحقيقية المعتمدة على الاخرين، واستغلت تركيا مطية في اول لحظة ضعفها بعد موقف روسيا منها . واجبرتها على الانضمام الى التحالف ضد ايران بعد ان كانت تتحفظ كثيرا، بعدما انسحبت من التحالف السعودي الامريكي القديم بشكل تدريجي .

ومن الصراع الدائر في سوريا لا يمكن ان نعتقد بان هذا التحالف يكون له دور رئيسي فعال في التغيير المنتظر، الا انه عامل حاسم في اعلاء يد اسرائيل من خلال التنسيقات التركية والقطرية معها، في كل امرمن جهة، والتنسيق الروسي الاسرائيلي من جهة اخرى . وبهذا نتاكد بان اسرائيل تتدخل وتدافع عن نفسها وتعلي من شانها وثقلها وتقف ضد من يعاديها بتدخلاتها السرية، وبما تدفع الى تاسيس تحالفات متناقضة فيما بينها من اجل الاحتكاكت والتضارب المستقبلي من اجل مصلحتها فق، وهي بعدما كانت تقف سيدة نفسها من بعيد، بينما هي الان سيدة المنطقة دون منازع .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم