أقلام حرة

تحية حب بميلاد المحبة

ميلاد السيد المسيح ليس ميلاد انسان عادي في هذا الوجود أنه ميلاد القيم الانسانية السامية ميلاد الحب والمحبة ميلاد التضحية ونكران الذات ميلاد الحرية واحترام وتقديس الانسان

 ميلاد المسيح كان حركة تغيير وتجديد واصلاح في مسيرة الانسانية فبعد ان كان الانسان في خدمة الرب ومن اجله قال الرب في خدمة الانسان ومن اجله

الرب يجوع من اجل ان يشبع الانسان

الرب يشقى من اجل ان يرتاح الانسان

الرب يموت من اجل ان يحيا الانسان

لا شك انه لا يقصد الله بذلك لكنه يقصد و يخاطب الذين يتظاهرون بانه ممثلي الرب اعوان الرب انصار الرب

فحب الانسان هو حب الرب

وكره الانسان هو كره الرب

فالذي يؤمن بالرب عليه ان يحترم الانسان ويقدس الانسان فالانسان ابن الله روح الله فالويل لمن يقتل عقل الانسان يقيد عقل الانسان يحتل عقل الانسان فعقل الانسان هو روح الله يعني انه يقتل روح الله يقيد روح الله يحتل روح الله

لهذا فكل شي في هذا الوجود ملك للانسان وفي خدمته ومن اجله الدين والحكومة والقانون ورجال الدين ورجال الحكومة ورجال القانون واي شي يسئ للانسان يحتقره يذله انه يسئ لله يذل الله يحتقر الله

فالرواية تقول ان الله تجسد بصورة انسان لا يهمنا هل كانت حقيقة او غير حقيقة الذي يهمنا هو صورتها ان الله تعذب وصلب من اجل الانسان يعني على الذي يؤمن بالله ان يتحدى كل الشرور ويقدم كل التضحيات التعذيب الجوع الموت من اجل الانسان وبدون جزاءا ولا شكورا هذا هو الذي يؤمن بالله هذا هو الذي يحب الله

البشرية تحتفل بميلاد السيد المسيح لا تدري ما معنى الميلاد ولماذا نحتفل وهل هذا هو الهدف

الحقيقة علينا ان نفهم حقيقة الميلاد ولماذا الاحتفال بعيد الميلاد

ميلاد السيد المسيح كما قلنا ميلاد الحب والمحبة ميلاد الحياة والنور والحضارة

ميلاد السيد المسيح يعني الغاء الكره والعنف والموت والظلام والوحشية واستئصال كل ذلك من قلوبنا من عقولنا نعم لا نستطيع تحقيق كل ذلك دفعة واحدة لكننا اذا عزمنا وصممنا يمكننا تحقيق ذلك تدريجيا

والاحتفال بهذا الميلاد السعيد هو تأكيد على الوعد والعهد الذي قطعناه على انفسنا وامام السيد المسيح بأننا سائرون بعزيمة واصرار على الغاء العنف والكره والموت والظلام والوحشية من النفوس والقلوب وبناء مجتمع انساني موحد يعيش الجميع في حب وسلام ووئام لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

 هذا امر حتمي سيحققه الانسان على الارض في يوم من الايام فالعنف والظلم والفساد ليس من طبيعة عقل الانسان وانما نتيجة للظروف التي عاشها الانسان فرضت عليه هذه الوحشية والجهل والمرض يمكنه القضاء على العنف والشر كما يمكنه القضاء على الجهل والمرض

فليس امام الانسان الا ان يدع روح الله اي عقل الانسان ان ينطلق حرا بدون قيود ولا حدود ولا شروط وسيصنع اشياء لا يمكننا ان نتخيلها او نتصورها نعم سيصنع الجنة التي كثير ما حلم بها وتمناها بيده وفي الارض

وعلى الانسان ان يدرك ويعي كل ما في الارض من شر بكل انواعه هو نتيجة للقيود التي وضعت على روح الله اي عقل الانسان

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم