أقلام حرة

تغيير الادوار في هذه المرحلة بسرعة شديدة

emad aliمثلما قالوا من قبل، وتاكد الجميع على اننا في عصر السرعة استنادا على وصول المعلومات والاخبار سريعا من مكان لاخر مهما كان بعيدا من حيث الموقع . الا ان ما نراه من التغيير السريع في التوجهات والتحالفات ومواقع الدول وسياساتهم ومكانتهم واهميتهم وثقلهم، فيما يجري في هذه المنطقة بالذات، يدل على مدى السرعة في السياسات والتحركات والمتغيرات والمستجدات التي نشهدها ليست لها مثيل من قبل . اننا نرى تغييرا سياسيا اجتماعيا لحد ما متواصلا ليلا نهارا، رغم اختلاف سرعة كل منهما وبما يفرزان من المؤثرات على النواحي الاخرى في الحياة ومنها الاقتصادية والثقافية . ويمكن ان ندعي العكس ايضا، اي التغيير الاقتصادي وما يتطلبه يدفع الى التغييرات الاخرى السياسية وغيرها . ولكن ما يمكننا ان نصرح به، ان العمليات العسكرية الجارية بما تتطلبه من التمويل وما تهدف اليه هي الدافع والعامل الاعظم للتغيرات المختلفة التي نلمسها في هذه المرحلة في الشرق الاوسط بالذات . لذلك نجد تخبطا في تعامل كافة القوى والاطراف مع ما يجري وما يتغير، ونشهد المواقع متبادلة بين هذا وذاك من حيث الموقف والراي والتعامل مع الاحداث الكبيرة السريعة التي تجري في المنطقة بين ليلة وضحاها .

ان كانت هناك مواقف رمادية الى جانب الاسود والابيض لدى اعضاء القطب او المحور الواحد وموجودة حتما كما نرى، فان التغييرات الداخلية لكل محور ممكنة ومحتملة بسرعة كما نشهدها لدى المحورين على حد سواء، فان اعضاء المحور الواحد تخالف الاخرين في تحركاتهم على الارض وتوجيهاتهم العسكرية والسياسية ايضا . وكما نشهد من الخلافات الظاهرة بين موقف ايران وروسيا من الاسد والتنظيمات الموجودة في سوريا على سبيل المثال لا الحصر . فان ايران اعلنت جهارا انها لا توافق روسيا في اكثر ضرباتها التي تنسق قبلها مع اسرائيل، وسيكون اتفاق ايران اسرئيل لما يجري كتحصيل حاصل سرا، على الرغم من ان ايران توافق على التواصل والتنسيق ما بين اسرائيل وروسيا في هذا المضمار سرا وتعلن العكس لحفظ ماء وجهها، وحتى يمكن ان توافق ايران اسرائيل ايضا في حركاتها المباشرة ضد التنظيمات الارهابية المحاربة ضد الاسد او ان كانت لصالح اهدافها وما تتوجه اليه في سوريا بشكل عام، وكما كشفت ان اهم ما تهدفه هو بقاء الاسد على راس السلطة الان ولا يمكن توقع ما يحصل غدا ان غيرت من موقفها وليس ببعيد . اي تحركات اسرائيل ان وقعت لصالح بقاء الاسد فان ايران لا تمانع وكذلك روسيا، والعكس صحيح ايضا، اي تحرك روسي ان كان لغير صالح الاسد فان ايران تخالفها مهما كانت ضد الارهاب واستئصاله .

و هكذا ايضا يمكن ان نقول ان التوجه والقول هذا ينطبق على السعودية والمتحالفين معها من امثال تركيا والقطر، والتوجهات التي تحملها هي اسقاط الاسد قبل استئصال اي تنظيم ارهابي، فان تحركات اي جهة بهذا الاتجاه وان كان في غير جانب او في القطب اوالمحور الاخر، فانها لا تمانع عليه . ولذلك نراها تغض الطرف احيانا عن تحركات الجهات التي تقوم به القوى الاخرى المقابلة فيما تضر بموقع الاسد .

اي؛ ان ما نريد قوله هنا، ان تبادل المواقع والتوجهات وحتى الاهداف متوقعة في هذه المرحلة كما نرى، ويمكن ان نتوقع حل المحاور ايضا في اية لحظة لتحل محله تنسيقيات او تعاون بين الجهات المختلفة من المحورين الرئيسين ان اقتضت الضرورة، وان كانت التشكيلات الجديدة سرية او مخفية عن الانظار وانما تبان بتحركاتها على الارض، وبشكل غير مباشر . لذلك ان بروز خلافات بين اعضاء المحور الواحد طبيعي في مثل هذه الظروف من التغييرات الحاصلة والمستجدات البارزة من كافة النواحي وبهذا الشرعة .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم