أقلام حرة

الرمادي وشائعات ما بعد الإنتصار

watheq aljabiriهنا في مركز الرمادي؛ أمرأة تلد طفلاً بمساعدة القوات الأمنية، وبين العبوات الناسفة التي زرعها داعش، وهناك في قيارة الموصل وقرية الجود تحديداً؛ داعش يعدم عشرات النساء والأطفال، ويشرد العوائل في العراء؛ في جريمة بشعة من سلسة جرائمة؛ ليتركهم يموتون من شدة البرد؟!

كل شيء مباح عند الدواعش، وأسهل طريق؛ إثارة الفتنة والطائفية والنزاعات وحرب الشائعات؟!

سجل إنتصار القوات العراقية في الرمادي؛ مواقف كبيرة ولو تحدثنا أعوام لن نحصي قصصها، وفي المعركة أثبتت القوات العراقية المهنية والحرفية العالية، ولم يتوقع داعش؛ دخول القوات من جنوب الأنبار وتحشد في الشمال، فدخلت القوات من منطقة الورار التي لا يوجد فيها جسر، بينما قطع داعش بقية الجسور وفخخ المنازل، وبغطاء جوي؛ إستطاعت القوات الأمنية منع الإرهابيين من الإساءة للمدنيين، حتى بدأت العوائل تتسلل للقوات الأمنية، وإستطاعت إجلاء 415عائلة؛ وصلوا الى المجمع الحكومي الذي سيطرت عليه القوات الأمنية.

جريمة كبرى سجلها داعش؛ حينما فخخ طفلة، وقتل ضابط أراد إنقاذها، وحققت القوات المسلحة هذه الإنتصارات؛ بفضل دعم الحشد الشعبي، الذي سيطر على ناظم الثرثار والتقسيم، والبغدادي، وجنوب الفلوجة؛ مع وجود أبناء عشائر الرمادي الغيارى، الّذين كانوا سنداً لمعرفتهم جغرافية الأرض، وأخبروا على ما يسمى وزير مالية داعش مختبيء بين المدنيين.

توقعت داعش هذه الهزيمة، قبل ثلاثة أيام من دخول المجمع الحكومي؛ في خطاب البغدادي، ولكن العصابة حاول إثارة شائعات صدقها بعض الشارع العراقي، وبدأ الأخبار تتوالى عن إنشقاقات في الحشد الشعبي، وإقالة المجاهد أبو مهدي المهندس، واليوم الثاني خبر إقالة وزير الداخلية، وثم أن الحكومة قطعت 30% من رواتب الموظفين، والآخرى أما أن تسرح 50% منهم أو تجعل دوامهم مناصفة؟!

إن هذه الأخبار ما هي إلاّ شائعات تحاول سلب جذوة النصر الكبير، ومحاولات يائسة؛ لخلق فتنة بين فصائل الحشد الشعبي، وإثارة الغضب الشعبي ضد الحكومة، وهذه لن تثني عزيمة العراقيين، الذين لن يتراجعوا الى تطهير آخر شبر في العراق، ولن يسمحوا لمن يتنهز الفرص للإطاحة بالحكومة، وهذه المواقف في الوقت الراهن؛ لا تختلف عن الحرب ضد العراقيين؛ بل أشد ثأثيراً من داعش التي تلفظ إنفاسها الأخيرة.

تكمن هيبة العراق بالحشد الشعبي؛ الذي أعاد الثقة للقوات المسلحة، ومن الغباء أن يصدق عراقي؛ أن تفك عُرى التمسك بالوطن والوحدة؛ مقابل هجمات بربرية وسلطوية.

العراق ليس بلد مفلساً؛ وفيه رجال يصنعون من المستحيل نصراً يباهون به العالم، وتعمل الحكومة على إيجاد البدائل للنفط؛ رغم أن وزير النفط أشار الى قدرة العراق على توزيع الرواتب؛ لخمسة سنوات قادمة، وأن إنخفضت الأسعار؛ بإستخراج الغاز الطبيعي، وبدأ الشارع يعي أهمية الإتجاه للصناعة والزراعة الوطنية، ومثلما كل العراقيين حشد ضد الإرهاب؛ فهم حشد للنهوض بالإقتصاد، وأما من يُعادي العراق هذه الأيام؛ سواء بالإرهاب أو الشائعات فهو ليس من جنس العراقيين، ونقول لنحتفل بالنصر، وننتظر النصر الأكبر بتطهير كل العراق، ولا تصدقوا الشائعات.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم