أقلام حرة

الدولة المدنية هي البديل ..!

shaker faredhasanإننا امام ظاهرة خطيرة يجب أن لا تغيب لحظة عن اذهاننا وعيوننا، وهي ظاهرة التعصب الطائفي والمذهبي البغيض ممثلة بالفكر التكفيري الوهابي الارهابي الذي يجتاح الأقطار العربية ويعصف بمجتمعاتنا العربية الاسلامية .

ولا شك أن هذا التعصب اهرق الكثير من الدماء، بل هو الذي ادى الى تأجيج الصراعات الداخلية واشعال نار الحروب وزيادة الضغائن والاحقاد والكراهيات بين بني البشر .

وهذه الظاهرة الفتاكة هي جزء من مؤامرة استعمارية كبرى تستهدف ضرب وتفتيت النسيج الوطني بكل مكوناته، وتمزيق شرقنا العربي وتفسيخه دينياً وقبلياً وطائفياً ومذهبياً .

وللاسف أن لهذا الفكر التدميري جذوراً في موروثنا الفكري ومخزوننا التاريخي وادبياتنا العربية الاسلامية، وأن حضارتنا العربية الاسلامية كانت بفعل التنوع والتلاقح والتمازج بين الديانات والشعوب على مر العصور والأزمان .

والواقع أن الاسلام الحنيف الذي جاء به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان ثورة سياسية واجتماعية تحريرية، وثورة على مفاهيم التعصب والتحجر والتزمت والكراهية . لكن ما نشهده من ممارسات باسم الاسلام من قبل حركات التأسلم السياسي كداعش وجبهة النصرة وغيرها من مسميات، لا يمت بصلة للاسلام وانما يشوه الصورة المشرقة الحقيقية للاسلام الوسطي المتنور .

وباختصار شديد، إن المخرج للوضع المأزوم والمتفجر في مجتمعاتنا العربية هو انشاء الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع، وبناء مجتمع حر مبدع خلاق، مجتمع سليم معافى، لا تزمت ولا تعصب فيه .

 

شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم