أقلام حرة

هل فشل النهج أم فشلت القيادة؟ .. المراجعة واجبة

nabil ahmadalamirبحسن نية أو بسوء ظن، يعلن البعض هنا أو هناك أن حزب الدعوة قد فشل في قيادة العراق في جميع مفاصل إدارة الدولة ...

بينما يرى البعض الآخر بحسن نيّة أيضاً أو بسوء ظن، أن الذي فشل في إدارة الدولة هو قادة الحزب وليس النهج أو المنهج الذي تأسس عليه هذا الحزب العريق .

وفي كل الأحوال .. فالفشل في إدارة الدولة ومكافحة الفساد وخدمة المواطن قد تم تأشيره من المؤسسات المحلية والعالمية المتخصصة .. بغض النظر عن سبب هذا الفشل ..

كما أن المواطن البسيط لايهمه الجهة التي فشلت .. قادة كانوا أم أحزاب .. قدر مايهمه أن الفشل أصبح عنواناً لحياته .. ويكفي أنه على يقين أن الدولة وإدارتها التنفيذية والتشريعية لم تكن بمستوى طموحه ليرتقي هو وعائلته لينال الحد الأدنى من الكرامة والعيش الكريم .. وفي كل الحكومات التي تعاقبت منذ سقوط النظام البائد .

لذلك نرى اليوم وبعد كل ماوصل له الوطن ..

أن على الجميع أن مراجعة أعمالهم ومناهجهم وإمكاناتهم القيادية والإدارية، وإن ويُحاسِبوا وينتقدوا أنفسهم لتصحيح المسار خدمة للصالح العام ... كما أني أرى أن كل الدُعاة أو غيرهم ممن سبقوهم بالحكم ليس بمعصومين عن الخطأ أو فوق المساءلة، لكن علينا أن نكون منصفين في تقييم النقد الموجّه لهم بطريقة علمية وعملية مدروسة، حتى لا نُتّهم أن إعتراضاتنا عليهم ماهي إلاّ تسقيط للنيل من رموز هذا الحزب أو المكوّن أو ذاك .. بغضّ النظر عن إمكانات وأحقّية هذه رموز أو الأحزاب في إدارة الدولة .

وهناك رؤية شبابية جديدة في المجتمع اليوم، يقودها بعض الشباب والناشطين المدنيين والسياسيين المستقلين، تفيد إن الشعب سئم تربع الشيوخ على الكراسي واستئثارهم بالسلطة والقيادة، بل وصل الأمر من البعض بالمطالبة بتنحى شيوخ القيادات لكل المكوّنات والأحزاب، وإخلاء الميدان لقيادات جيل جديد، وجلوس المُتنحين في الصوامع لقضاء ماتبقّى من أعمارهم بالزهد والعبادة، والتكفير عن الأخطاء الكاريثية التي أوقعوا فيها العراق وشعبه، وأدت بالجميع الى ماوصل بهم الحال من سوء وتردي .

لكن السؤال ...

هل سيسمح هؤلاء الشيوخ بتسليم السلطة سلمياً لجيل جديد من القيادات، والإعتراف بالفشل الذي سببوه لهذا الوطن وهذه الدولة؟ وهل سيتمكن الشعب من مُحاسبة الفاشلين من هذا المكوّن أو الحزب أو ذاك، ويُجبرهم دخول قفص العدالة لمحاسبتهم عن الجرائم الجنائية والإدارية التي اُرتكبت بحق هذا الشعب؟

والله من وراء القصد

 

د. نبيل أحمد الأمير

 

في المثقف اليوم