أقلام حرة

ماذا يخبيء لنا العام الجديد

emad aliلا اريد ان اكون متشائما اكثر مما يفرضه علينا الواقع الحالي الذي ننتظر ان نجد ما ياتينا مما تحمله لنا الايام المقبلة، اي خلال العام الجديد . اننا نعلم ان الغد كاليوم من حيث محتواه الفلكي لا فرق ما بين اليوم واليوم الجديد لعام جديد وعن اليوم الاخيراو ماقبله، وما نكون في نهاية هذا العام من كافة النواحي، فهي حركة الكواكب ودوران الارض حول نفسها وحول الشمس . ولكن ان من ينظر اليه كما يجري فيه، ومن يريد تغييرا في قرارة ذاته ويؤمن بالتغيير كي يكون له بداية، ويقصد بما يامله هومن النقلة النوعية من نهاية ان كان يعتبرها محزنة للتنقل الى المفرحة ، او البقاء على الفرح وازديادها ان كان عامه سعيدا لا كرب في عليه .

اعيد، انني افرض على نفسي الكلام المفرح، ولكن يجب ان لا اغير من نظرتي المبنية على التفكير العقلاني من اجل التفاؤل من خارج حدود القناعة الذاتية التي تؤكد لي بان ما نسير اليه هو ليس باحسن مما نحن فيه . من اية جهة تكلمنا فاننا ليس لدينا ان نبشر سواء من الناحية الاقتصادية كانت ام السياسية ام الاجتماعية او الثقافية او النفسية او العلاقات العامة للناس او ما يربط هذه المفاهيم مع بعضها، ولا يمكن ان تتجرد اية ناحية من الاخرى لانها مرتبطة مع البعض، ولها تثيرات متبادلة بحيث لا يمكن لاحداها ان تجردو تعزل نفسها من الاخرى . اي، الناحية الاجتماعية لا يمكن فصلها عن السياسية والاقتصادية والثقافية، وهكذا للاخريات . ومن هذا المنطلق يمكن ان نقيَم ما نصل اليه والاحتمالات التي تفرض علينا ما نقراه من العام الجديد كيفما كان . الحروب والصراعات يمكن ان تشتد وان كان من المتوقع ان تنتهي بعض منها خلال الفترة المقبلة سواء خلال العام او العامين الجديدن، ام ربما ومن المتوقع لدى المتفائلين ان يتوقع ان تنتهي الحروب في المنطقة وتبدا البداية لاعادة الترتيب وبخارطة جديدة تفرق عن القديمة التي لم تفد الشعوب طوال العقود المنصرمة .

هذا بشكل عام في منطقة الشرق الاوسط، وما يرتبط بالعالم والتدخلات الدولية فيه، وتدوم المشاكل لمدة يمكن ان تتواصل الى الاعوام المقبلة في اقل تقدير، لان المصالح العالمية والجشع الذي تعتمده دول العالم الراسمالية لم تنته بعد، ولازالت الراسمالية في طورها الامبريالي، ان لم يعتبرنا الجيل الجديد اننا من الكلاسيكيين في وصفنا . فالنظام العام للشعوب لابد ان يتغير باستمرار وفق المستجدات التي تفرض التغيير . والمؤكد منه ان العلماء والمنظرين ان الراسمالية او ما تبقى الا لمدة مقررة لها الا انها زائلة وفق كل الاحكام، وما تفرضه حتى الحياة الطبيعية للناس، وما تدرجت من تطورات حياة الانسان؛ منذ اول تجمعاته وكيف فرضت التعايش والتعاون وبدات المشاعية الى ان وصلنا الى المرحلة الحالية . فاننا لانزال في مرحلة لا يمكن ان نعتقد خلال السنين القليلة المقبلة، ان تزول تاثيرات واحكام العالم والفكر والفلسفة الراسمالية بشكل كامل ، الا اننا نحس ونلمس اهتزازها منذ الان، لو كنا بصيرين بما يجري . وهذه نظرة عامة الى العالم وما نكون فيه، ولا يمكن ان نحس بالتغييرات الكبيرة الملموسة التي نعتقد حدوثها في هذا الشان . اما اذا دخلنا في تفصيل التغييرات وما نراه خلال هذه السنة في منطقتنا، فاننا لابد ان نعتقد بان الصراعات تصل لقمّتها، والاقطاب تفعل ما بيدها من اجل تثبيت اركانها وتحقيق مآربها وتسيطر بما تملك على الارض، وتدفع بالمقابل الى الخضوع ان كان بسلام او ربما بحدوث حروب او تقاطعات او احتكاكات او مشاجرات دولية كبيرة تدفع الى الاهتزازات المنتظرة في حياة الناس بشكل عام وفي هذه المنطقة بشكل خاص . اما في الشان العراقي ربما نرى تغييرا في الكيان والكينونة، وكل التوقعات تؤدي الى التخلص من داعش، ولكن، النهاية لا يمكن ان نعتقد ان تكون محسومة لطرف او تقع بشكل يمكن تصورها الان . لان كل التخمينات تؤدي الى التغيير في الخارطة وتغييرا في الانظمة . والعراق لا يمكن ان يستقر على حال ويكون على ما هو عليه الان، اي هو من الدول التي يُنظر اليهم على انهم مقبلين على التغييرات الجذرية في مساحتهم وكيانهم ونظمهم ويدخلون تاريخ مغاير، ويحدث فيهم من النقلة النوعية من كافة النواحي .

اما اقليم كوردستان اوكوردستان بشكل عام باجزائها الاربع، فانها من اولى الكيانات التي تنتظر حدوث تغيير في شؤونها والانتقال او الطفرة الى الضفة الاخرى، سواء كانت لصالحها او تغييرا يضعها في بداية غير منظورة لعقود اخرى . العوامل كثيرة لاعتقاد المراقبين بهذا. فان الدراسات التي يمكن ان تشير الى هذا تعتمد على الواقع وما يشاهده الباحث من العوامل التي تدفع الى ان يتوقع ويصل في النتيجة الى التشائم اكثرمن التفائل . لانعدام عوامل النجاح المطلوبة لهذا الشعب واهدافه . فعليه، ان التشائم اكبر من التفاؤل حول مساحة ونوع التغيير المتوقع خلال السنة الجديدة . وان كنا مخفيين تحت الكتلة الكبيرة من العوامل المؤدية الى التشائم، الا اننا نتفائل وفقا للمقولة المثالية تفائلوا بالخير تجدوه، وهل نجده في العام الجديد الذي ليس الا اياما متالية كما مرت من الايام من حيث اليوم الفلكي المجرد وليس ما يجري فيه من مجريات حياة الناس .

في المثقف اليوم