أقلام حرة

الاحتفال بجيش صدام ماذا يعني؟

لا شك ان العراق ولد في 9-4-2003 أما قبل ذلك فليس هناك اي عراق فكان العراق قبل ذلك التاريخ محتلا فتحرر بعد ذلك التاريخ فالاحتلال كما هو معروف ليس احتلال الارض وانما احتلال العقول وما قبل ذلك التاريخ كان عقل الانسان العراقي محتلا مقيدا لكنه بعد هذا التاريخ تحرر عقله تحطمت كل القيود والاغلال التي كانت تقيد عقل الانسان العراقي وتشل حركته

المشكلة العويصة التي واجهها العراقيين بعد تحرير عقل العراقيين انطلق الجميع كل من حسب مستواه العقلي والفكري وحسب نضوج عقله لهذا حدثت شبه بل اقول فوضى عارمة في البلد متضاربة متعارضة

وبالتالي سادت الافكار المتخلفة بحكم واقع المجتمع وهذا امر طبيعي وهذه هي البداية لنمو عقولنا ونضوجها وتطورها لهذا يتطلب من اهل العقول الناضجة والافكار النيرة ان يتحركوا لتعليم الشعب وينطلقوا من مستواه اي ينزلوا الى مستواه ثم رفعه الى الاعلى بدون الاصصدام مع ثوابته الاخلاقية والدينية دعوا الناس تتكلم بحرية دعوها تختار بحرية احترموا ذلك انها الوسيلة الوحيدة لتطور وتقدم المجتمع اياكم والقوة الا من يحمل السلاح ويقول انا ربكم الاعلى فهذا وباء خطر ويجب ان يعامل كوباء

نعود الى الاحتفال بميلاد ما سموه الجيش العراقي فهذا الجيش الذي نشأ نشأة طائفية عنصرية حرم على اغلبية سكان العراق الدخول الانتماء الى هذا الجيش تحريما كاملا حتى اصبح جيش عائلة منطقة في خدمة صدام وافراد حاشيته صحيح سمح لبعض الشيعة الا انهم خدم وعبيد

نعم هناك بعض الضباط الشرفاء الا ان هؤلاء لا دور لهم ولا تأثير يسيرون جنب الحيط يعيشون في حالة خوف كل الذي يرغبوا به هو استلام الراتب وبقائه حيا يعني لا نملك جيشا يملك قيادة مهنية مهمتها حماية الوطن والشعب لو كنا نملك قيادة عسكرية مهنية لاتخذت الموقف المطلوب الذي يجب ان تتخذه اي قيادة عسكرية وجنبت العراقيين والعراق نار جهنم التي فتح بابها رعونة وحماقة وجهل وفساد صدام وزمرته

فالقيادة العسكرية المهنية مهمتها الدفاع عن الوطن والشعب وحمايتهما وتجنب الشعب الكوارث والمصائب والمحن وما قامت به القيادة العسكرية في مصر في تونس الا دليل على مهنية وشرعية القيادة العسكرية في هذين البلدين فانهما راقبا احداث بلديهما بدقة عندما وصلتا الى النقطة الحرجة تحرك الجيش وفرض نفسه ومسك الاوضاع بيده وامر الحاكم بالتنازل عن الحكم وقال للشعب اختر ما تريد وهكذا حمى الشعب من الفوضى وممتلكات الشعب العامة والخاصة من السرقة والتدمير

الحقيقة ان الجيش العراقي لا يملك مثل هذه القيادة المهنية والتي تعتز بشرعيتها وعسكريتها وتفتخر بمهمتها وواجبها نعم لدى البعض هذه الروح وهذه القيم الا انهم كانوا مقيدين وتحت المراقبة لا قدرة حتى على الكلام لكن الاغلبية من قادة الجيش لا تهتم بها ولا تفكر بها بل كل ما يهمها ويشغلها هو رضا صدام وعناصر حاشيته والحصول على مكارمه والتفاتاته التي لا حدود وحاول بعض هؤلاء الحصول على الكثير من المكارم والامتيازات والنفوذ والمناصب عن طريق زوجاتهم شقيقاتهم حتى بدأ تنافس حاد بين هؤلاء كل واحد يرغب في الحصول على المكرمة الأكبر والمنصب الاعلى من خلال الاعلان عن ذلك بشكل علني وامام الشعب وخاصة في المهرجانات الدعائية التي تقام بحضرة صدام وكان الغاية منها اذلال هؤلاء الجنرلات والغريب ان هؤلاء يذلون انفسهم بانفسهم عندما جعلوا من زوجاتهم واعراضهم وسيلة لتحقيق ما يرغبون هذا الجنرال يقول سيدي ان زوجتي رأتك في المنام وانت تصلي فوق الكعبة ويقوم جنرال اخر ويقول ان زوجتي رأتك في المنام وانت مرتديا ملابس بيضاء والنبي معك وهذا يعني سيدي زوجتي تريد زيارتك وكان اللقاء يتم ليلا

قال الكاتب المعروف حسن العلوي احد الذين صنعوا صدام اي صنعوا طغيان واستبداد وظلم صدام قلت لصدام لماذا تلتقي ليلا بنساء القادة فرد صدام مبتسما هذه رغبة ازواجهن اعتقد ان هؤلاء لا يصلحون ضباط عسكريين هؤلاء مجرد عبيد وخدم للطاغية يذكروننا بعنترة بن شداد فهو عبد يحمي سيده ومركزه وعندما يزيل الخطر عن سيده يقول له انت عبدا

كان المفروض ان نبعد كل قادة جيش صدام وعدم اعادتهم بعد التغيير ووضع خطة بدقة وبناء جيشا جديدا الا ان الحكومة الجديدة أعتمدت على نفس العناصر التي هدفها سرقة اموال الشعب ونشر الفوضى وهكذا عاد جيش صدام بعد ان كان ينتظر مكرمات صدام مقابل الخضوع له باي وسيلة اما في عصر الفوضى فساد الفساد والسرقة وعندما واجه الهجمة الارهابية الوهابية الصدامية انهار بسرعة غير متوقعة لولا الفتوى الربانية التي اصدرتها المرجعية الدينية ولبى ابناء العراق الفتوى وتأسيس الحشد الشعبي وتصدى للهجمة الظلامية الوهابية فعاد للجيش هيبته واعاد ثقته بنفسه

نأمل من العراقيين الشرفاء المخلصين وضع الخطط والدراسات لبناء جيش عراقي مهني عسكري مهمته حماية العراق والعراقيين من كل معتدي اثيم سواء من خارج العراق او من داخل العراق

نريد قيادة عسكرية مهنية تفتخر وتعتز بعسكريتها ومهنيتها ليس عبيد وخدم لحاكم مهمتها حماية الحاكم وحاشيته مهمتها حماية الشعب والوطن وتجنيب الشعب من الكوارث والمصائب مهمته حماية الدستور والقانون نأمل ذلك

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم