أقلام حرة

الصراع السعودي الإيراني.. كما يراه جزائري

moamar habarلا تنتظر مني أيها القارئ أن أميل لأحد ضد أحد، فصاحب الأسطر لم يفعل ذلك في الصغر ولن يفعله في الكبر.

العلاقات السعودية الإيرانية لم تكن حسنة منذ سنة 1979، واستمر التوتر إلى يمنها هذا بأساليب متعددة وعبر أدوات مختلفة.

يبدو واضحا أن الاختلاف بين الدولتين عميق جدا ولا يبدو أن زوال هذا الاختلاف سيكون غدا، إن لم يتسع أكثر.

مايجب الإشارة إليه أن هناك تنافسا كبيرا بين الجهتين حول النفوذ والسيطرة ، ومنع كل منهما الآخر من الاستحواذ والسيطرة.

واتفق الاثنان حول استخدام الدين كوسيلة صراع وأداة نفوذ، والبقاء في حقبة تاريخية معينة، تستثار من حين لآخر وتستغل لتأجيج الصراع والبقاء عليه زمنا طويلا.

وبما أن الصراع في جوهره ليس دينيا إنما ألبس لبوس الدين، فلا داعي أن ينجر المرء وراء التفسيرات الدينية التي تزيد الوضع تأزما وخطورة.

ليس المهم الآن التباهي بالدول التي تتبع إيران أو السعودية، إنما المطلوب حشد أكبر عدد ممكن من الدول للتخفيف من حدة التوتر بين الدولتين.

مازلت أعتقد كجزائري لا يميل لطرف على حساب طرف، أن الجزائر يمكنها أن تلعب دور الوسيط بين السعودية وإيران، باعتبارها لا تناصر أحد على أحد، ويؤلمها جدا ماوصلت إليها العلاقات الثنائية.

هذه الورقة لا تعالج قطع العلاقات الدبلوماسية لأنها نتيجة لصراع قائم منذ سنة 1979، ومازال صاحبها يعتقد أن حرق سفارة السعودية بإيران، ضمن الأسباب النهائية وليست السبب الرئيسي لقطع العلاقات.

وبما أن هناك صراع بين الدولتين حول النفوذ والهيمنة في سورية والعراق ولبنان واليمن، فإن معالجة هذه الملفات سيتأخر زمنا، بسبب التوتر الحادث الآن.

وبما أن كل طرف يتهم الآخر بما فيه وما ليس فيه، فلسنا مستعدين بحال أن نكون طرفا في الاتهامات الصادقة أو الكاذبة، ونجنب حبرنا وألسنتنا منها.

إذكاء مايجب التركيز عليها في مثل هذا المقام، أن الدخان المرتفع جراء النيران التي اشعلت لهذا السبب أو ذاك، تحجب وبشكل كبير فلسطين، وتجعلها في آخر الاهتمامات. والسبب في ذلك كل من كان وراء عن قصد أو غير قصد.

إن إقامة العلاقات الدبلوماسية أو قطعها شأن الدول الذي تمارسه باستمرار حسب مايخدم مصالحها، لا دخل للدين فيه ولا لعلماء الدين. لكن تبقى إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصهاينة على رأس الموبقات، التي تستوجب محاربتها، ومعارضة كل من يسعى لإقامتها والإشادة بها.

أقرأ بعض التعاليق تتحدث عن مساعدة الدول للثورة الجزائرية، مايستوجب في نظر أصحابها الوقوف معهم مهما كانت الظروف. وبدورنا نقول على إثرها وبصوت عال..

كل من ساعد الثورة الجزائرية من عجم وعرب، فله كل الفضل ونسعى لنعيد له فضله. لكن لاتطلبوا منا أن نقف مع الأخ ضد الأخ. ولا مع الجار ضد الجار. ولن نقف مع أحد ضد أحد.

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم