أقلام حرة

امبراطورية البداوة محور الشر القادم!!

سعت مملكة ال سعود بعد وفاة اخر ملك وهو عبدالله بن عبدالعزيز بن سعود الى بناء بنيتها الداخلية، من خلال ردم الخلافات التي عصفت بالعائلة المالكة ومازالت تهدد وجودهم واقصاء من يهدد كيان المملكة من رموز سلف الملك عبدالله كما ان الملك الجديد اتخذ إجراءات حصنت مملكته من خلال إجراءات متطرفة تجاه الإقليم محاولة منها في تصدير الأزمات الداخلية الى أزمات خارجية، فسعت الى فتح جبهة اليمن لتخفيف وطأة المد الارهابي الوهابي في المملكة، على اثر حملة الاعدامات التي طالت كبار قاعدة القاعدة وداعش، ومن ضمنهم الشيخ نمر باقر النمر وثلاثة من الشيعة في محاولة لتوجيه الرأي العام السعودي نحو النمر والتغطية على إعدام قادة القاعدة وداعش في المملكة، وبالفعل توجهت أنظار الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي نحو قضية إعدام الشيخ النمر دون ان يمر على عتاة الارهابية، وذلك من اجل تخفيف الوطأة في الداخل، خصوصاً وان الواقع الارهابي الوهابي في مملكة ال سعود ساخط على إعدام هولاء الارهابيين من القاعدة .

عقدت الكثير من الحلقات النقاشية لدراسة هذه النهج التكفيري، والذي اثر سلباً على السنة قبل غيرهم، وزج الاسلام في صورة سوداوية انه دين ذبح وقتل وقطع الرؤوس، ومحاولة زج الاسلام في صراع مذهبي وقومي يكون خريطة وجوده منطقة الشرق الأوسط ووقوده الشعوب المسلمة، وفعلا نجحت السعودية وداعميها من الغرب في افتعال الربيع العربي ليكون نقطة الانطلاق لإعادة تشكيل المنطقة وفق خارطة جديدة يتوزع ويتوسع فيه النفوذ، كما ان إعدام الشيخ النمر يقف عند نظريتين مهمتين ؛

الاولى ) ان إعدام الشيخ النمر هو هروب ال سعود من واقعهم، ومحاولة توجيه الرأي العام والانتقال من الصراع الداخلي الذي يعصف بمملكة الأصنام الى الصراع الخارجي عبر فتح جبهات جديدة، ودفع الأمور باتجاه التسويات القادمة والتفاوض من موقع القوة .

الثانية ) وهي النظرية التي تعتمد على ادخال السعودية في مستنقع الدم، وتوريطها بملفات جديدة تكون غير قادرة على معالجتها، وربما يستبطن الامر ملفات قادمة تكون السعودية متورطة فيها وبالتالي ايجاد الذرائع لمعاقبتها ومحاسبتها، الاحر الذي تسعى له الدوائر الغربية .

ان اهم الدوافع التي كانت وراء إعدام الشيخ النمر يمكن تلخيصها بالنقاط التالية :

أ) الدافع الطائفي (السنة والشيعة) بمعنى التحريض الطائفي الداخلي .

ب) العداء التاريخي بين السنة والشيعة خصوصا في العراق، والذي اعتمدت عليه السعودية في العداء للعملية السياسية والحكومة العراقية .

ج) الصراع الداخلي للعائلة المالكة والذي كان سببا مباشراً في الأزمات الداخلية، وهم يحاولون الخروج من عنق الزجاجة .

د) الانهيارات الاقتصادية المفتعلة والتي السعودية كانت سبباً مباشراً فيها، من خلال أبقاء الانتاج السعودي دون تخفيض، ورغم المحاولات لمنظمة اوبك في تخفيض الانتاج في محاولة لرفع اسعار النفط الا ان السعودية اصرت على بقاء الانتاج محاولة منها في تهديد الاقتصاد الروسي والايراني والعراقي، ورغم خسارتها الا ان سياسة العداء ليت اتبعتها أنساها مقدار تلك الخسارة والتي أجبرتها فيها بعد على القيام بسياسة تقشفية في المملكة .

هـ) الهزائم التي يتعرض لها النظام السعودي سواء على الجبهة الداخلية او الخارجية، ومحاولة الهروب من الواقع المؤلم نحو صراعات خارجية تغطي تنخب المملكة .

و) ان التخلص من الشيخ النمر كان التخفيف من الورقة الضاغطة على الوضع الداخلي لحكام السعودية من التيار المتشدد، والذي يحاول ايجاد الذرائع للهجوم خصوصاً وان الخطاب الاخير للأرهابي البغدادي وطلبه من شعب السعودية من الانتفاضة ضد الحكام الظلمة، لهذا سعوا الى تخفيف هذه الوطأة من خلال إعدام العالم الشيعي من جهة، والتخلص من عتاة إرهابيي القاعدة من جهة اخرى .

ز) سحب ايران الى معارك جانبية للتشويش على الأوضاع في المنطقة العربية، وإدخالها في صراع جانبي بدلاً من التركيز على جبهة سوريا والعراق واليمن .

ح) تصدير الأزمة الداخلية للسعودية من خلال اثاره الصراعات في المنطقة، وفتح جبهات اخرى جديدة لتعويض خسارتها وخروجها مفلسة من الصراع في المنطقة .

ان النظام السعودي يعيش وضعاً مرتبكاً، خصوصا من ناحية التعاطف الاجتماعي السعودي مع داعش حيث تعتبر المرتبة الاولى من حيث التعاطف والتعاطي مع داعش الامر الذي يهدد كيان الدولة والاسرة الحاكمة، وما رسالة الإرهابي البغدادي للشعب السعودي وتسميته لال سعود بآل سلول والدعوة للحروج ضد نظام الحكم جعل الاسرة الحاكمة امام تحدي خطير، فسعت الى القيام بإعدامات لمجموعة من قيادات القاعدة المعتقلين وذلك من اجل إطلاق رسالة تهديد لكل حراك ممكن، ولكنها في الوقت نفسه تريد شغل الشارع السعودي، ولذا أقدمت على جريمتها بإعدام الشيخ الشهيد النمر لكي تشغل الشارع بانها اقدمت على اعدام الشيعة وبالتالي تعبئة الشارع طائفيا، وهناك قراءة أخرى الهدف هو خلق ازمة إقليمية للضغط في ظل الاعداد للتسويات والتفاهمات، وبالتالي ادخال المنطقة عموما في صراع طائفي معلن، والذي ستكون السعودية اول ضحاياه، خصوصاً وان الغرب قد تخلى عن رعايته الأبوية لحكام النفط، وما توقيع الاتفاق النووي الا دليلاً على ان السعودية خرجت من اي معادلة دولية قادمة، وستكتفي التفرج فقط .

 

محمد حسن الساعدي

 

في المثقف اليوم