أقلام حرة

اليسار الكوردستاني واوضاع الكادحين

emad aliيمر اقليم كوردستان في احلك ايامه وهو في وضع لا يتصوره احد والمتضرر الاول والاخير في هذا الامر هو الطبقة الكادحة من الموظفين والكسبة والعمال والفلاحين . ما يحز النفس هو مواقف الاحزاب التي تعتبر نفسها اليسارية، وفي الحقيقة هي تابعة للسلطة الجائرة وكل حسب مصلحته . فهل من المعقول ان لا ياخذ احدهم موقفا لان لحزبه مبالغ في مصارف الاقليم وهي تحت سلطة الاحزاب المتنفذة ولا تسمح ان تصرف لهم اموالهم في هذه الازمة الخانقة دفعة واحدة وكما قال احد كوادرهم ان ان حزب السلطة امسك بذيلنا . وعليه يستجدون من السلطة ما يؤمن لهم حياة كوادرهم على حساب عموم الشعب . والاخر ينتظر ما يمنه عليه الحزب القائد ولم ينبس ببنت شفة ازاء ما يجري وما يعيشه الكادحين وهو اصبح لعبة بيد السلطة العشائرية والحلقات المافيوية . والاخر ارتمى في حضن الحزب المتسلط بكامل قواه، ليته يستفد هذا القائد المفدى شخصيا وعلى الاكثر ما يمن بما يحصل على قيادة حزبه المسماة زورا باسم الفقراء والمدافعين عنهم .

فهل اليسار هو فلسفة او ثقافة نظرية بعيدا عن التفاعل مع مصالح الشعب وما يهمهم، ام ان العمل على الارض يساوي الف موقف نظري لا يغني احد ولا يدخل في جيب اي كادح . من يتابع ما يجري ويرى تلك الاحزاب وهم يتكورون في زاوية واحدة لعزلتهم ولا يسمع احد منهم ما هو لصالح عموم الشعب، فيشفق عليهم، واصبحوا في حال تجردوا من كل ما يمت بالواقع، ولم يبق لهم قاعدة لتوقفهم لو سقطت السلطة، لا بل سيصابون باكثر منهم لانهم اصبحوا مرتزقة يعيّشون بما يحصلون عليه قياداتهم وكوادرهم فقط ولا يسمع الكادح المضحي منهم حتى كلمة تؤاسيهم في محنهم، فكيف يؤمن ويدعم بمثل هذه الاحزاب التي تحسب نفسها مساند الفقراء والكادحين وهم منها براء .

سمعت من احدهم وهو يعش في حضن احد من هؤلاء الاحزاب التي في حضن احزاب السلطة، وتكلموا واعترفوا لي اخيرا بصراحة تامة بانهم اصبحوا شركة تابعة للحزب المتنفذ، ولا يمكنهم خروج من هذا الواقع لانهم اصبحوا اسير المصالح التي بقت بيد هذه الحلقات دون ان يفعلوا شيئا او يضمنوا خروجهم من هذه الماساة الحزبية التي يعيشونها . وقلت ما فائدة حزبك ولم يكن له ولو موقف ازاء احوال من يعتبر نفسه ممثلهم، اليس من حقهم ان يبتعدوا عنكم ويعتبرونكم المعتاشين باسمهم وتضرونهم اكثر مما تفيدونهم . قال: يا اخي انا اعترفت لك ما نحن فيه وانا صريح اؤمّن بعض من احتياجاتي العائلية منهم وهل تصرف لي ما يريده ابني في الابتدائية، وقلت هذا اهم مبادئكم وما يفرقكم عن كوادر هؤلاء الاحزاب الراسمالية العشائرية القبائلية العائلية المتسلطة، قولوا صراحة نحن لانفسنا ولماذا تعاتبون الناس من عزلتهم وعدم دعمهم لكم . فلهم الف مطلب في حياتهم ولا يمنه لهم احد، قال اخي لم يبق المباديء التي تتكلم عنها وانا امامك وتعرف حياتي الخاصة وتضحياتي الان اصبحت على قناعة ويقين ان كل حزب بما فيهم من يسمون باليسار انهم يعيشون على ما يهم الحلقة لاضيقة منهم فقط، وقال ارجوا ان لا تذكر اسمي اعرفك صريح، فوعدته بذلك، فقال لي ان اتركه يا اخي انت تعرف انني لم اساوم في حياتي، ولكن الان اذا اعرف حزب فاشي بعثي ويؤمن لي احتياجاتي لم اتردد في الانضمام اليه، هل تريد اكثر من هذا؟. قال (والله) يا اخي انا مع كل كلمة تقولها وكل موقف تعبر عنه كتابة وقولا وفعلا، ولكن هذا من شان القيادة العليا وهم يحسبون لما يفيدهم قبل اي شخص اخر، وحتى لا يهتمون بما يهم الكوادر ايضا، فكيف بالفقراء والطبقة الكادحة التي يتزايدون باسمها ليل نهار . وقلت اليس لكم ان تجتمعوا وتضغطوا في سبيل موقف معين، قال: اصبحت احزابنا منظمات سرية جاسوسية فاننا نحاسب على كلمة فكيف بموقف، فان كان لدينا حزب البعث يعمل بهذا الاسلوب فاحزابنا اليوم تفعل ما عمل البعث بكل صلافة . وهل من المعقول ان يحاسب احدنا على انه انتقد الرفيق القائد رئيس الحزب لانه لم يتخذ موقفا ازاء ما حدث بالامس من خروقات فادحة في الجانب السياسي لما يهم الكادحين اولا ولو بكلمة في اجتماعنا وهو لم يثق بان تُنقل ما يتحدث عنه الى الحزب المتنفذ المتسلطة وكان يشير الى الوضع الحالي بتلميحات فقط دون ان يتجرا ويقول بان الوضع الاقتصادي مزري واحوال الناس متدهورة !! .

و من جانب اخر ومن اجل معرفة ما يضمره ابناء الشعب لهولاء، سالت بقالا واخر حلاقا وموظفا بسيطا ومعلما عن ما كنت اريد ان اعرف ما مؤقفهم من هؤلاء الاحزاب المحسوبة على اليسار بعدما انتقدنا هذه الاحزاب المتسلطة بما ينسابهم . قال احدهم، هؤلاء غير موجودين وليسوا بما يمكن ان يعتمد احد عليهم لانهم كل ما يهمهم ميزانيتهم التي يديرون بها شركتهم، وقال الاخر هل يمثلوننا هؤلاء نحن الفقراء ام اصبحت بيننا مسافة شاسعة وهل انت تعيش في الخمسينات وا لستينات يا اخي، فانت قديم جدا، هؤلاء مجموعات وحلقات يستاثرون بفتات وتتبقى من احزاب السلطة فكيف يؤمنون مصالحنا . وقال الاخر، يا اخي اذا الواقع ما يزكيهم ليكونوا ممثلينا ولم يقدموا على موقف حقيقي وان كان على حساب مصلحتهم وهم كال...... في سباتهم، فكيف تريد ان يترك الجماهير هذه الاحزاب المتنفذة التي تؤمن مصالحهم وتؤيدهم . هؤلاء لم يقدموا لكوادرهم شيئا فكيف بنا نحن الفقراء والكادحين .

و هذا ما عرفت في هذا الوقت في غضون يوم واحد فقط . اذن هل بقت احزاب تمثل اليسار الكوردستاني بعدما انفصلت الجماهير بشكل كامل عن جميع من يعتبر نفسه ممثلا لهم، وان كانت كوادرهم لم يؤمنوا بهم سيبقون على حالهم طالما كانوا على مثل هذا الموقف والعمل، وهذا ما يمكن ان نسميهم بالشركة القابضة فقط كما قال احد كوادرهم بنفسه، وهو الان يعتبر نفسه يساريا وحزبه ...... .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم