أقلام حرة

العِرَاقُ مُؤْتَمَراتٌ ونَكَبَاتّ

mohamadjawad sonbaفي يوم 20 ك2 2016، غادر العراق السيد حيدر العبادي، قاصداً سويسرا لحضور اعمال منتدى، دافوس الاقتصادي العالمي. ومن المعلوم أَنَّ منتدى دافوس، يختص برسم السياسات الاقتصادية في العالم، من قبل صنّاع قرار دوليّين معروفين العدد والهويّة. ووزن العراق لا يكاد ان يكون، ذا قيمة تذكر، مقارنة بوزن صناع القرار الكبار.

و بالوقت الذي قصد فيه السيد العبادي سويسرا، حضر السيد سليم الجبوري، جلسة افتتاح مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية، الذي انعقد في بغداد للفرة من 20 – 25 ك2 2016.

ربما لا أَكون مبالغا اذا ما قلت، أَنَّ العراق هو البلد الاكثر اهتماماً، بعقد وحضور المؤتمرات. وبصورة عامة، هناك عملية تقييم، يجب أَنّْ يجريها اصحاب القرار في الدولة العراقية. وعليهم ان يطرحوا على انفسهم الأسئلة التالية، قبل القرار بالمشاركة في أَيّ مؤتمر او اقامة أَيّ مؤتمر:

1. ما هي الفائدة السياسية، التي ستعود على العراق، عند المشاركة او اقامة هذا المؤتمر او ذاك.

2. ما هي العوائد الاقتصادية التي يجنيها العراق من وراء هذه المؤتمرات.

3. ماهي الأهداف العسكرية والأمنية، التي ينتظرها العراق من هذه المؤتمرات.

4. ماهي المصلحة التي يرجو العراق تحقيقها من وراء هذه المؤتمرات.

5. هل المسؤول العراقي، يختزن كمّ من التجارب الناجحة، في ادارة الدولة أو النمو الاقتصادي، حتى يقدمها لممثلي عدد من دول العالم،المشاركين في تلك المؤتمرات.

6. هل يستطيع المسؤول العراقي، اكتساب الخبرة القابلة للتطبيق عملياً، من دول لها الصدارة في ميزان القوى العالمية، مثل امريكا وبريطانيا وسويسرا والمانيا ..... الخ.

7. ماهي الخبرة التي يكتسبها المسؤول العراقي، من مؤتمر تحضره جيبوتي ومالي والصومال وافغانستان والسودان وليبيا وجزر القمر.... الخ.

اعتقد أَنَّ غياب الحرص على المال العام، وعدم الشعور بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية، اضافة الى نزعة حبّ الظهور والشهرة، تشكل الدّوافع التي تحتل الأولوية، في تفكير الكثير من المسؤولين العراقيين رفيعي المستوى، التي تجعلهم حريصين كل الحرص، على الحضور والمشاركة، في هذا الكمّ الهائل من المؤتمرات، سواء التي انعقدت داخل العراق أو خارجه.

من المعلوم للجميع ان جميع المؤتمرات انتهت باصدار، بيانات ختامية ستبقى حبراً على ورق. وستهمل فور انتهاء المؤتمرات، اذا ما تأجل ترحيلها الى سلال النفايات، لبعض الوقت.

يجب على المسؤولين العراقيين، من اصحاب القرار، احترام عقولهم اولاً، واحترام عقول ابناء الشعب العراقي ثانياً، قبل الاقدام على عقد مؤتمر مثل (مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية). فأي دولة من الدول العربية، تحترم ارادة شعبها وتقيم له وزناً، وتؤسس برلماناً يمثل طموحات شعبها؟.

ان انظمة الدول العربية بصورة عامة، هي انظمة غير منسجمة مع شعوبها، كما ان اغلبها انظمة حكم دكتاتورية، ووراثية وحتى عائلية. أو انظمة عسكرية مثل مصر والسودان واليمن (سابقاً). أما الدول ذات الديمقراطيات الناشئة، مثل العراق وتونس وليبيا وحتى مصر. فهي انظمة تعيش الدور الجنيني، في عالم الديمقراطية، وهي لا تمتلك التجارب الناجحة، التي تستطيع ان تنقلها للآخرين.

اذن لا تُرتجى أَية فائدة للعراق، من مؤتمر دافوس. مثلما لا ترتجى أية فائدة للعراق من مؤتمر برلمات الدول الاسلامية. وعلى المسؤولين المعنيين ان يتقوا الله بأموال الشعب العراقي، وهو يمرُّ بأزمة اقتصادية، هُمّْ لأَعرف بها من غيرهم. والله سبحانه من وراء القصد.

 

مُحَمَّد جَواد سُنبَه

كاتِبٌ وَ بَاحِثٌ عِرَاقي

 

في المثقف اليوم