أقلام حرة

حملة أعمار الفساد

watheq aljabiriتسود الشارع العراق مخاوف المستقبل الإقتصادي، وتوقعات إنخفاض أسعار النفط، وعدم وضوح نتائج الإصلاحات؛ في ظل حفاظ الرؤوس الكبيرة على مواقع سيطرتها، ومع الترقب ينتظرون العراقيون خلاصهم من الإرهاب، وما يؤل له المجتمع وكيفية بناء سلم أهلي؛ في ظل مافيات سببت الإرهاب ودفعت عجلة الطائفية؛ بمقاصد فساد وسطوة؟!

المخاوف ناجمة من مطبات وحلقات مفرغة؛ وضعتها بعض الطبقة السياسية، التي تمنع إلتآم مكونات الشعب لمصلحتها وضد عدوها.

كانت حالة التفاؤل بداية الإصلاحات، ومنذ إنطلاقها بدأت عملية لي الأذرع وكسر السيقان وطعنات الخاصرة، وبعد إنكماش قنافذ الفساد لفترة، وهم يشهرون سلاحهم ويدورون حول الحقات الفارغة من الوطنية والإستراتيجية؛ مستغلين سكوت الشعب وبعض القادة عن فتح كل الملفات؛ خوفاً على إنهيار العراق؛ في ظرف يتطلب عدم إفتعال وكشف صراعات داخلية والعدو على الأبواب؛ فضن المتطفلون الإنتهازيون أن الشعب غافل، وهذه فرصة آخرى للإنقاض على على السلطة وتشويه الرأي العام؛ بفبركة الملفات وعرقلة الإصلاح؟!

تقول المصادر؛ أن جهات عدة تعمل على ترميم نفسها، وجمع شتاتها، وتغيير وسائل خطابها وآليات إستقطاب الجمهور، ومن هذا تكون في قبول قوى متناقضة، مرة تُرضي أطراف بذريعة الدفاع عن مشروع الدولة، وآخرى عملها يصب في خدمة إعتياش الصراعات؛ وبذاك تحصل على دعم طرفين متناقضين، وتناغم الطائفيين والفاسدين ومن وصلهم منشار الإصلاح، وعملت كل هذه الأطراف بوسائل متعددة، اما إسقاط الحكومة والتشكيك بنوايا رئيس الوزراء وقدرته على الإصلاحات، وتحمله حتى انخفاض السوق النفطي، وثانية تتبنى الخطاب الطائفي لإعادة جمهور فقد الثقة بها، وبين هذا وذاك يعمل في الخفاء فاسدون لا يهمهم سوى إعمار أمبراطورياتهم، وإعادة الدولة الى بناء مقلوب الهرم، وإسقاط أيّ مسؤول يشعر بضرورة عمل جاد في أخطر مرحلة؟!

إن حملة الترميم والتقويم التي قامت بها الحكومة؛ لم تصل الى داخل هيكل الفساد، ومعظم القرارات تشضت قوتها بمصدات تروم السيطرة على إقتصاد العراق؛ بعد سنوات إمتلاكها مفاتيح ثروة لا سابق لها، وهدرت أموال جعلت ال بلد جليس الحصير؛ ينتظر رأفة السوق النفطي، وطبيعة تقاسم النفوذ العالمي؛ فكيف تستطيع الحكومة النجاح؛ إذا كان في فريقها من يدفع وغيره يسحب وثالث يشاغب، ورابع يتفرج وينتظر من يقع على المكاسب؛ فيسارع لإعانته؛ عله يقاسمه الغنيمة؟!

لا يُسعد الغيور على بلده؛ أن يراه محطماً، ومهدداً بإنهيار أقتصادي؛ لكن لا غيرة لمن يسعى بيديه ورجليه؛ لإلصاق الإتهامات بمن يُريد العمل على الإصلاح، ويكسر أواصر الثقة بين الجمهور وقادته.

نفس المصادر تقول أن حملة الإصلاحات؛ إستهدفت القشور، ولم تجرح شعور الفاسدين، وأن المافيات تقود حملة كُبرى لإعادة ترميم نفسها، وإحياء تلك الدولة العميقة، التي دخلت باطن العراق؛ كحشرة الإرضة التي نخرت الأثاث والمخزونات والأموال، وها هي تعمل بهدوء لنخر جدار الوطن؛ بقيادتها حملة لإعمار الفساد، وقيادة حملة تشويه الحكومة ومرتكزاتها؟!

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم