أقلام حرة

أسئلة تحيرني أبحث لها عن جواب

saleh altaeiلا أدري لماذا يهتم العراقي بكل ما له علاقة بالسياسة بهذا الشكل المَرَضي، ولا أدري لماذا لا زال اهتمامه بكل ما يخص العالمين العربي والإسلامي بنفس الدرجة لم يزعزعه تخلي الدول العربية عنا في أزمتنا التي أوصلتنا إلى شفير الهلاك وحافة الهاوية.!

لا أدري لماذا تتقافز الأسئلة في رأسي كلما أردت التفرغ لكتابة موضوع ما أو بحث مطلوبا مني أو كتابا أنوي إتمامه.!

لا أدري كيف أجيب نفسي عن تلك الأسئلة المقلقة، ولذا ارتأيت أن أشارككم بها عسى أن اجد لديكم جوابا شافيا.

لكن حتى في هذه الحال، وحتى لو اقتنعت بالأجوبة، هل هناك ما يضمن لي عدم عودة مجموعة من الأسئلة الجديدة التي سوف تشغل دماغي وترهقني؟!

وهل كتب علينا أن نعيش صراع العمر مع الأسئلة والأجوبة بدل أن نشغلها بالتفكير في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، أم أن هذه الأسئلة وأجوبتها هي التي ستحدد هذا المستقبل؟!

إن التوالد اليومي الانشطاري للأسئلة يتزاحم في مخيالي إلى درجة أني لا أتذكرها كلها، ولذا سأكتفي بالمتوفر حاليا في الذاكرة المقروءة عسى أن اخفف بعض الحمل الثقيل عن روحي، تاركا باقي الأسئلة إلى مناسبة أخرى.

ومن هذه الأسئلة:

هل ممكن أن نرى سياسيا عراقيا مهما كان مذهبه وقوميته وحزبه؛ رصين التفكير يقود سفينة العراق المتهالكة إلى ميناء الرحمة، أم انه كتب علينا أن نقضي أعمارنا مع القراصنة واللصوص يتداولون المراكز فيما بينهم ويحرمون الأكفاء منها؟!

*     *

أين وصل موضوع التدخل العسكري التركي في شمال الوطن، ولماذا يتم التعتيم عنه والسكوت عليه؟!

*     *

متى تقر السعودية بهزيمتها في اليمن وتلعق جراحها وتخرج جارة أذيال الخيبة والخسران بدل أن تغوص يوميا في مستنقع الهلاك؟!

*     *

بعد كل الذي حصل ويحصل هل سيشارك العراقيون الشرفاء، وأؤكد على الشرفاء فقط في الانتخابات القادمة، وماذا ستكون النتيجة؟!

*   *

هل ستعاد تجربة داعش العراقية في ليبيا، وما الأهداف من وراء السماح لداعش ببناء قواعد متينة في هذا البلد القريب من أوربا، هل يعني أن أمريكا تريد وضع أوربا في موقف حرج لكي ترضخ لمطالبها؟!

*     *

هل ستشهد تونس الخضراء ربيعا أجربا مثل ربيع سوريا الذي قادته المجاميع الإجرامية التي تنطلق على نفسها اسم المعارضة، وهل سيسمح الشعب التونسي المثقف للمؤامرة أن تمر دون أن يعترضوا عليها؟!

*     *

متى ينفصل الإقليم عن العراق، وما الموقف التركي من إعلان دولة كردستان ونحن جميعا لا زلنا نتذكر قول رئيس وزرائها الأسبق: "إذا أعلنت الدولة الكردستانية في الدنمرك فسوف نذهب إلى هناك لتدميرها"؟!

*     *

لماذا تحارب تركيا حزب العمال الكردستاني في ذات الوقت الذي تدعم فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني؟!

*     *

هل أن الغاز الطبيعي الموجود في أرض الأنبار هو سبب الاهتمام الأمريكي بهذه المحافظة العراقية بهذا الشكل، وما نوع العلاقة الأمريكية المتوقعة مع هذه المحافظة؟!

*     *

هل ستشهد محافظات الوسط والجنوب العراقي ولو محاولة يتيمة لتسليم زمام الأمور بيد التكنوقراط والكفاءات والنخب بدل المحاصصة الحزبية التي دمرت وأخرت وحطمت تلك المحافظات؟!

*     *

هل سيتحقق تقسيم العراق أم أن العراقيين الشرفاء سيتصدون لهذه المؤامرة، ومن سيدعمهم ويؤيدهم في موقفهم هذا؟!

*     *

متى يشعر العراقيون بعربهم وأكرادهم وشيعتهم وسنتهم ومسلميهم ومسيحييهم ويهودهم وإيزيدييهم وصابئتهم أنهم أبناء وطن واحد ومصيرهم واحد؟!

 

صالح الطائي

في المثقف اليوم