أقلام حرة

السفير السعودي واجهة للارهاب السياسي والطائفية

abdulkhalik alfalahالبعض يسعى الى تعميق مظاهر الأزمة العامة في البلد بجوانبها المتعددة وسوء الأوضاع السياسية والامنية .لقد تم تحذير الحكومة من تواجد السفير السعودي في هذه المرحلة وهكذا نرى اليوم تحركاته المشبوه وتصريحاته الغير منضبطة والبعيدة عن المهام الدبلوماسية .

(رفض الكرد ومحافظة الانبار دخول قوات الحشد الشعبي الى مناطقهم يبين "عدم مقبوليته من قبل المجتمع العراقي) .مثل هكذا كلام ينم عن عداء واضح وتدخل سافر في الشأن العراقي فحديثه عن قوات الحشد الشعبي بهذه الطريقة يعتبر اساءة كبيرة وتدخل سافر كون الحشد الشعبي هو جزء من مؤسسات الدولة وتحت غطائها الرسمي ولايجوز له الحديث عنه بأسلوب سلبي.ويمثل تهديداً للسلم الأهلي المجتمعي الذي يجب الحفاظ عليه"، لان الحشد الشعبي والقوات الأمنية تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية .

السفير السعودي تجاوز كل الحدود والاعراف الدبلوماسية وتصريحه ينم عن النوايا المبيتة سلفا لارسال سفير دولة تدعم الاٍرهاب ليكون ممثلا لها في دولة لاتزال دماء ابنائها تسيل من مفخخات ارهابهم ودواعشهم وبهائمهم البشرية المفخخة. وزارة الخارجية العراقية،مطلوب منها الان التدخل الفوري لحفظ كرامة وسيادة الدولة العراقية بطرده السفير السعودي من العراق لخروجه عن العرف الدبلوماسي ومخالفته مفاد قوانين الامم المتحدة .

الاصرار السعودي العبثي على افشال العملية السياسية في العراق كلف البلد اثمانا باهظة وهي ليست عملية جديدة وغريبة عن الشارع، فقد أراقت انهارا من الدماء البريئة في العراق، وشردت الملايين من اهله، وانتهكت الحرمات والمقدسات، وتحول العراق الى ساحة يصول ويجول فيها شذاذ الافاق من التكفيريين والطائفيين، وامتد هذا العبث السعودي الدموي الى سوريا والى اليمن،

فكيف نستطيع ان نتأمل من الرياض ان تهب لنجاة الغريق من وحل الارادات البائسة؟ اذن فإننا لا نرى إمكانية للخروج من عنق الزجاجة وفتح فضاءات أمام حلول جذرية للازمات المتفاقمة والمفتوحة على كافة الاحتمالات والصعد بوجود مثل هؤلاء في بلد ينشد الامن والعيش الرغيد.

المرحلة الحالية تستوجب من الكتل العريقة والتيارات صاحبة التاريخ النضالي والجهادي العمل بمصداقية وفق الشعارات التي رفعتها خلال المرحلة الماضية والابتعاد عن الازدواجية والمواقف المتزلزلة واتخاذ موقف اكثر حكمة وعدم التنقل بين الاطراف من التعصب الى التطرف والرجوع الى المشروع الوطني المبني على المشتركات والثوابت .لا الى ثقافة التقاتل الطائفي والنعرات المتطرفة والتخندق خلف متاريس الفئوية . بالوحدة تخلق بيئة آمنة نعيش فيها،وليس هناك من مناص إلا بالوحدة حتى تحفظ دمائنا وأموالنا وأنفسنا وإلا فإن شعوب العالم لم تتقدّم ولم تحقق الرفاهية التي حققتها إلا عندما وعت بأنه يجب أن تحب الآخر مهما كان،وتحترم حريته في أن يمارس طقوسه، وعند ذلك نستطيع أن نبني البلد والمجتمع ونطوّره.

الشعب العراقي يطمح الى الاستقرار.وهذا يتحقق فيما اذا كانت هناك نوايا صادقة وجهود تبذل في سبيل الوصول اليه،ويحتاج الى بيئة مناسبة من اجل توفير الملاذ والمسير الصحيح والهدف المنشود لتحقيقه وبمشاركة جميع القوى السياسية العراقية الوطنية بخطوات صائبة لترسيخ قيم المساواة والعدالة ولدرء المخاطر المحدقة والتي من شأنها ايضاً إبعاد شبح الحرب الطائفية والتدخل الاجنبي عن وطننا.

والعراقييون اليوم في امس الحاجة للحوار الوطني بين مكونات العملية السياسية دون استعلاء لحماية سيادته ومايمس أمنه.ان الخلافات بين اطراف وقوى العملية السياسية والفجوة الحاصلة بينها اصبحت تهدد السلم الاجتماعي. وهي من العوامل الاساسية التي توقف عجلة بناء الدولة وباتت الغطاء المهم لتنشيط الاعمال الارهابية التي تضرب الوطن والتي تحرك قواها من اجل تدمير كل شيئ في المجتمع اولها الروح المعنوية لدى افراده وتخلق لها اجواء امنة دائماً لمرورها من خلال الازمات السياسية ويلعب بعض السياسيين بورقتها من خلال تأجيج الشارع نحو دروب الفتنة الطائفية.

علينا بالوحدة لكي نخلق بيئة واحدة نعيش فيها بسلام وأمن ورفاهية ونمو وحرية تعبير بحيث نأمن فيها على أنفسنا وأعراضنا وأموالنا، هذه هي الوحدة .وأعتقد أن الكثير من الدول الأوروبية قد اختبرت الظروف الحالية من احتراب طائفي على مستوى المذاهب الكاثولوكية، البروتستانية والأرتودوكسية، وجرّبوا تلك المطاحن ولكنهم انتهوا الى استنتاج مفاده أن عليهم أن يعيشوا بسلام وان يحترم الواحد منهم الآخر وهذه هي الحياة الإنسانية ولا مناص بأن نعيش في سلم وأمن ورفاهية وهذا لا يمكن أن يتحقق ما لم نتّبع خطوات معينة:

و أولى هذه الخطوات هي أن لا نستفز الآخرين ونخلق أجيالا متطرفة، يفرّخون أجيالا من القتلة والإرهابيين، وهناك عدة سبل تشجّع على التطرف منها حالة الشدّ والاستقطاب الموجودة في الفضائيات والقنوات الإعلامية، هناك الكثير من القنوات التي تدعو الى التطرف على مدار الساعة وتبحث عن كل ما هو مختلف فيه بين المسلمين وتنفخ فيه حتى تكبّره وتغوّله وتجعله أساساً للدين. لقد ركّز التكفيريون على التفاصيل بحيث جعلوا منها اصل الإسلام وطبعا هذه الأمور تؤثر وتحفّز خاصة الجهّال الجهلة على التطرف فضلا عن ذلك هناك للأسف الشديد بعض البلدان التي تحاول أن تنمي الحس المذهبي وهي في الحقيقة مرتبطة بأجندة سياسية وتريد أن ترضي بعض حلفائها من خلالها، لا يمكن أن تقاتل الدول الأخرى المسلمة إلا بحجة المذهب والطائفة وهذا هو ما يحصل في الساحة للأسف الشديد .

ولكن النتيجة الشعوب ابتلت بالمصائب وأن الإنسان هو الضحية فلا هوية ولا دين للإرهاب، وتحذر من وصم شعوب وأديان به،، يعني الدماء تسيل من الإنسان في كل بقاع الأرض حيث نشهد الدماء تسيل في العراق وسوريا وليبيا وباليمن وتونس ومصر وفي فرنسا وتوسعت نحو دول العالم الاخرى. ويدب الخوف والهلع في نفوس شعوب بأكملها، وقعت في مرحلة يتنامى فيه الارهاب والجرائم ضد الانسانية في غالبية مناطق العالم،

إن جماهير شعبنا كجزء من الانسانية في العالم، وكشعب واقع تحت الظلم والاستبداد على مدى عقود، نعرف لربما أكثر من غيرنا طعم ألم الشعوب التي ابتلت بالإرهاب وباتت مهددة في كل لحظة. لذا فإن لتضامننا مع الضحايا والشعوب له معنى خاص. وفي نفس الوقت فإننا نحذر من وصم الارهاب الجاري بأي هوية وأي دين،

 

عبد الخالق الفلاح

كاتب واعلامي

في المثقف اليوم