أقلام حرة

إنهيار السدّ إنهيار لوحدة العراق

nabil ahmadalamirحسب قراءتي لقصة سد الموصل العظيم واطلاعي على بعض أوراق مشروع السدّ .. أقول:

ان التشققات التي تحدث في السد هي امر طبيعي منذ تشيده عام ١٩٨٦ .. لانهم عندما شيّدوه كانوا يعرفون ان الاساس الذي شُيِّد عليه السدّ ضعيف لا يتحمل المياه ولكنهم انشأوه وانشأوا معه شركة صيانة خاصة لصيانة هذه الشقوق وهو ما يسمى التحشية، ومن ذلك اليوم حتى اليوم يقومون بالتحشية .

وفي عام ٢٠١٠ بحثوا عن حلّ جذري لهذه المشكلة لكي ينتهي هذا الخطر الكامن وبعد الاتصال بالشركات العالمية وجدوا الحل، ولكن للأسف بسبب المشاكل التي لا تنتهي بأشكالها وأنواعها في العراق، لم يتمكنوا من تطبيق الحلّ .

بعد سقوط الموصل والسدّ بيد الدواعش إزداد خطر الانهيار لان الدواعش لم يكونوا يقومون بالتحشية وصيانة السدّ، لذلك كان على وشك الانهيار .. الامر الذي دفع الجيش والحشد المقدس للاسراع بتحرير السدّ ..

وهذا ما حدث وعاد العمل في السدّ الى طبيعته وزال الخطر والحمد لله .

كل هذا الكلام يُعتبر تاريخي وعن الماضي

لكن السؤال ....

لماذا تذكر الامريكان خطر السد في هذا الوقت ..؟ مع العلم ان الحكومة تصرح وتقول وبأعلى صوتها أن وضع السد أمان، وليس فيه مشكلة ..

لذلك اعتقد ان الهدف من وراء ذلك (وبموجب قراءتي للاحداث الراهنة) انها خدعة وراها مطامع ومصالح وأهداف سياسية ومالية وتقسيمية للعراق ...

فقد وصفوا الإنهيار إعلامياً ووضعوا ارقام رهيبة لتخويف الناس أولاً، ولتمهيد الطريق نحو الهدف المرسوم من قبل أمريكا وأذنابها المتعاونين بالعراق .

وبغض النظر عن صحة القصة والارقام او خطأها، فأنا اعتقد ان الامريكان يريدون ان يوصلوا فكرة (خاطئة) عن ان السدّ سينهار قريبا ... وهم في الحقيقة يريدون تفجيره لاحداث كارثة في العراق، والمصالح في ذلك معروفة، والهدف من هذه الاشاعة هي ..

عندما ينهار السدّ (بفعل فاعل) يظن الناس انه حدث بشكل طبيعي، بسبب ما يُذكر الان .

لذلك أقول احذروا يا عراقيين من الفخ المنصوب والجاهز ..

ويجب تحذير السياسيين لكي ينتبهوا من وقوعهم في نفس الفخ ..

وأن يعملوا جهدهم ولا يتركوا فرصة لمن له المصلحة لتفجيره .. للوصول لحال الأمر الواقع لتقسيم العراق وإعلان الإقليم السُنّي المنشود .

ويبقى كل ماأقول مجرد تحليل ...

والله أعلم .

والله من وراء القصد .

 

د. نبيل أحمد الأمير

 

في المثقف اليوم