أقلام حرة

الفساد الأسئلة البسيطة والمحير !!

hamid taoulostإن الأمانة مطلوبة في كل عمل الإنسان، وفى كل المجالات، وخاصة مجال "صيانة المال العام" الذي يملكه الناس جميعهم، وينتفعون به في كل وقت وحين، الصيانة التي أوجبها الدين على كل مسلم، لأنه مستخلف عليه، ومكلف بالحفاظ عليه، ومفروض عليه حرصه وصونه كما يصون ماله الخاص، وألا يأخذ منه شيئاً بغير حق، مقابل رشوة أو هدية ونحو ذلك، ولا ينفقه إلا فيما يخدم أبناء الوطن وينميه ويرقى به، لأن الاستيلاء على شيء منه، والاستئثار ببعضه -بأى طريق- يعد جريمة تواجه الكثير من البلدان معضلة معالجتها، متستلزم محاربتها أو الحد من غلوائها،على الأقل، كا يطرح مئات الأسئلة البسيطة والمحير في نفس الوقت كالسؤال: هل فعلا ما يحصل في البلاد هو فساد، يوجب محاسبة فاعليه، بعيدا عن العفاريت والتماسيح، التي ليست غير كلام فارغ، ولا ينم إلا عن قصور في فهم ما يجري؟ والسؤال: هل هناك شخص بعينه يمكن أن نوجه له تهمة الفساد، ونحاسبه على ما يعم البلاد من اختلاسات؟..لاشك أننا لا نعرف من هو المسؤول عن كل هذا الذي يجري حولنا من فساد وإفساد، لتنصل جميع المفسدين منه وإبعاده عن شخوصهم وأحزابهم ومعاونيهم، وسلوكهم في ذلك كل سبل التضليل لإخفاء فسادهم وفساد رهطهم وعشيرتهم، ورميه في أحظان غيرهم، حتى يتفرق دم الفساد بين القبائل، كما يقال، ولا يقدر عليه، اعتقاداً منهم بأن ذلك يغسل درنهم و يستر عوراتهم .

ولا يخفى على فطن، أن قلة من افتضح أمر فسادهم، ليس دليلا على قلة الفساد، بل بالعكس فالفساد ضارب أطنابه في كل المجالات، ومنتشر بشكل مهولة بيم ضعفاء النفوس، الذين لا هم لهم إلا الحصول على الأموال والامتيازات وإهدار كل شيء في هذا البلد، المنتسبين لكل الفئات والأحزاب والشخصيات، ويزيد من عددهم وقوتهم وجبروتهك، تساهل الحكومات مع كبارهم، وتعاملها معهم بمدأ "عفا الله عما سلف" وكأنهم مرفوع عنهم قلم المساءلة، أو أنه لا ضرر فيما يأخذونه من أموال الشعب، ما جعلهم يغفلون أو يتغافلون عن كون الشعوب كالبركان، تثور دون سابق إنذار، ورغم عبر التاريخ، ووقائع المحيط المحيط بهم، وأن الفساد إذا تكلم، شهد على أصحابه بأنهم فاسدون" فإنهم لم يأخدوا العبرة، لأن على قلوبهم أقفالها، . فلا بد من اخذ الدروس والعبر من أحداث التاريخ، والفردية المطلقه لا يمكن ان توصل إلا ما لا يحمد عقباه، الأمر خطير، ويشعر المواطنين بالخوف على مستقبلههم ومستقبل أبنائهم ووطنهم .

الخلاصة هي أن الدولة أمانة في أعناق الشرفاء من أبناء هذا الوطن، وعلى المخلصين الصادقين أن يوحدوا الجهود للوقوف في وجه الفساد والمفسدين في أجهزة الدولة الذين إذا تكلموا تاهوا وإذا عملوا أفسدوا ودمروا والذين سوف يلاقون ما يستحقون ..

 

حميد طولست

في المثقف اليوم